ما قاله الامام الباقر
روى الامامان محمّد الباقر وجعفر الصادق عليهما السّلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، انّه قال: «انّما فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني»(1).
وروى الباقر عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ان الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»(2).
وقال الباقر والصادق: «انّه كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا ينام حتى يقبّل عرض وجه فاطمة ويضع وجهه بين ثديي فاطمة ويدعو لها، وفي رواية: حتى يقبل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها»(3).
وقال جابر لأبي جعفر عليه السّلام: «جعلت فداك يا ابن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدّتك فاطمة عليها السلام إذا أنا حدثت به الشّيعة فرحوا بذلك، قال أبو جعفر: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: إذا كان يوم القيامة، نصب للأنبياء والرّسل منابر من نور، فيكون منبري أعلا منابرهم يوم القيامة ثم يقول: يا محمّد أخطب فأخطب خطبة لم يسمع أحد من الأنبياء والرسل بمثلها، ثمّ ينصب للأوصياء منابر من نور، وينصب لوصيّي علي بن أبي طالب عليه السّلام في أوساطهم منبر من نور فيكون منبر علي عليه السّلام أعلا منابرهم يوم القيامة ثم يقول له: يا علي، اخطب فيخطب خطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها، ثمّ ينصب لأولاد الأنبياء والمرسلين منابر من نور فيكون لابنيّ وسبطيّ وريحانتي أيّام حيوتي منبران من نور ثمّ يقال لهما: اخطبا، فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين بمثلهما، ثمّ ينادي مناد وهو جبرئيل عليه السّلام: أين فاطمة بنت محمّد، أين خديجة بنت خويلد، أين مريم بنت عمران، أين آسية بنت مزاحم، أين أمّ كلثوم أمّ يحيى بن زكريا؟ فيقمن فيقول الله تبارك وتعالى: يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم؟ فيقول محمّد وعلي والحسن والحسين وفاطمة: لله الواحد القهّار.
فيقول الله جل جلاله: يا أهل الجمع انّي قد جعلت الكرم لمحمّد وعليّ والحسن والحسين وفاطمة. يا أهل الجمع، طأطئوا الرؤس وغضّوا الأبصار، انّ هذه فاطمة تسير إلى الجنة، فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبّجة الجنبين خطامها من اللؤلؤ المحقّق الرّطب عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث اليها مائة ألف ملك فيصيرون على يمينها ويبعث اليها مائة ألف ملك فيصيرون على يسارها ويبعث اليها مائة ألف ملك يحملونها باجنحتهم حتى يسيروها عند باب الجنة، فإذا صارت عند باب الجنّة تلتفت فيقول الله: يا بنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنّتي؟ فتقول: يا ربّ أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم، فيقول الله تبارك وتعالى: يا بنت حبيبي ارجعي وانظري من كان في قلبه حبّ لك أو لأحد من ذرّيتك خذي بيده فأدخليه الجنة.
قال أبو جعفر عليه السّلام: والله يا جابر انها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحبّ الجيد من الحبّ الرّديّ، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم ان يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله: يا احبّائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟ فيقولون: يا ربّ احببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم. فيقول الله: يا أحبائي، ارجعوا وانظروا من أحبكم لحبّ فاطمة، انظروا من أطعمكم لحبّ الله، وانظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة، انظروا من رد عنكم غيبةً في حبّ فاطمة، وانظروا من كساكم لحبّ فاطمة. خذوا بيده وادخلوه الجنة.
قال أبو جعفر عليه السّلام: والله لا يبقى في النّاس الاّ شاك أو كافر أو منافق، فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلاَ صَدِيق حَمِيم)فيقولون: (فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(4).
قال أبو جعفر عليه السّلام: هيهات هيهات منعوا ما طلبوا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانّهم لكاذبون»(5).
وقال جعفر عن أبيه عليه السّلام، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق غضّوا أبصاركم حتّى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها، فتمر ابنتي فاطمة عليها ريطتان خضراوان حواليها سبعون ألف حوراء فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائماً والحسين نائماً مقطوع الرأس فتقول للحسن: من هذا؟ فيقول: هذا أخي انّ أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه فيأتيها النداء من عند الله: يا بنت حبيب الله انّي انّما أريتك ما فعلت به أمّة أبيك أني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه. وانّي جعلت تعزيتك اليوم اني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت وذرّيتك وشيعتك ومن أولاكم معروفاً ممّن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد. فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريّتها وشيعتها ومن أولاها معروفاً ممّن ليس من شيعتها فهو قول الله عزّوجل (لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الاَْكْبَرُ) قال: هو يوم القيامة (وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ)، هي والله فاطمة وذريّتها وشيعتها ومن أولاهم معروفاً ليس هو من شيعتها»(6).
قال أبو جعفر عليه السّلام: «ما عبد الله بشيء من التمجيد أفضل من تسبيح فاطمة. ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة»(7).
(1) عوالم العلوم ص55 رقم 11.
(2) عوالم العلوم ص56 رقم 12.
(3) المناقب لابن شهر آشوب ج3 ص334.
(4) سورة الشعراء: 100ـ101ـ102.
(5) تفسير فرات الكوفي ص113.
(6) تفسير فرات الكوفي ص97.
(7) عوالم العلوم ص97 رقم 21.