فاطمة و مطالبتها بحقّها
تقدمت الزهراء سلام الله عليها إلى أبي بكر في مطالبتها بحقّها بثلاث دعاوى:
أ ـ النحلة. ب ـ الميراث. ج ـ سهم ذوي القربى.
قال ابن أبي الحديد: «واعلم أنّ النّاس يظنون أن نزاع فاطمة أبا بكر كان في أمرين، في الميراث والنحلة. وقد وجدت في الحديث أنّها نازعت في أمر ثالث، ومنعها أبو بكر ايّاه أيضاً، وهو سهم ذوي القربى»(1).
وقيل: ان فاطمة عليها السّلام ادّعت الميراث أولا، ثم ادّعت النحلة ثانياً، وليس الأمر كذلك بل الأمر بالعكس.
قال الحلبي: «ولعلّ طلب إرثها من فدك كان منها بعد أن ادّعت أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أعطاها فدكاً، وقال لها أبو بكر: هل لك بيّنة؟ فشهد لها علي كرم الله وجهه وأمّ أيمن، فقال لها أبرجل وامرأة تستحقّيها؟»(2).
قال السّيد المرتضى: «انّ الكلام في النحل كان المتقدّم ظاهراً، والرّوايات كلّها به واردة… لأنها في الابتداء طالبت بالنحل، وهو الوجه الذي تستحق فدك منه، فلما دفعت عنه طالبت ضرورة بالميراث، لأن للمدفوع عن حقّه أن يتوصّل إلى تناوله بكلّ وجه وسبب»(3).
(1) شرح نهج البلاغة ج16 ص230.
(2) انسان العيون، الشهير بالسيرة الحلبية ج3 ص487.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص277.