فاطمة و عيادة النساء لها
روى أحمد بن أبي طاهر طيفور عن عطية العوفي قال: «لما مرضت فاطمة المرضة التي توفيت بها دخل النساء عليها فقلن: كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله؟ قالت أصبحت والله عائفة(1) لدنياكم قالية(2) لرجالكم لفظتهم بعد أن عجمتهم(3) وسنئتهم بعد أن سبرتهم(4) فقبحاً لفلول الحد(5) وخور القنا(6) وخطل الرأي(7) وبئسما قدمت لهم أنفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون لا جرم(8) لقد قلدتهم ربقتها(9) وشنت(10) عليهم عارها فجدعا وعقرا(11) وبعداً للقوم الظالمين، ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الروح الأمين الطبن(12) بأمور الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين. وما الّذي نقموا(13) من أبي الحسن نقموا والله منه نكير(14) سيفه وشدة وطأته ونكال(15) وقعته وتنمره في ذات الله(16) وبا لله لو تكافئوا(17) على زمام نبذه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لسار بهم سيراً سجحاً(18) لا يكلم خشاشه(19) ولا يتعتع(20) راكبه ولأوردهم منهلا رويا فضفاضاً(21) تطفح ضفتاه ولا صدرهم بطانا(22) قد تحرى بهم الري غير متحل منهم بطائل بعمله الباهر وردعه سورة الساغب(23) ولفتحت عليهم بركات من السماء وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون. الاهلمن(24) فاسمعن وما عشتن أراكن الدهر عجباً، إلى أي لجأ لجأوا واسندوا وبأي عروة تمسكوا؟(25) ولبئس المولى(26) ولبئس العشير، استبدلوا والله الذنابي بالقوادم(27) والعجز بالكاهل فرغماً لمعاطس قوم(28) (يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) ويحهم (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى(29) فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)؟ أما لعمر الهكن(30) لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا(31) طلاع القعب(32) دماً عبيطاً(33) وذعافاً ممقراً(34) هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب(35) ما أسس الأولون ثم أطيبوا(36) عن أنفسكم نفساً واطمئنوا للفتنة جأشاً(37) وابشروا بسيف صارم وبقرح شامل(38) واستبداد من الظالمين يدع فيكم زهيداً وجمعكم حصيداً فيا حسرة لكم وأنّى بكم وقد عميت عليكم انلزمكموها وانتم لها كارهون، ثمّ امسكت»(39).
(1) كارهة.
(2) مبغضة.
(3) نبذتهم بعد أن جربتهم.
(4) أبغضتهم بعد أن اختبرتهم.
(5) تثلمه.
(6) ضعفه أو كسره.
(7) فساده.
(8) اصله لا بد أو لا محالة ثم كثر استعماله حتى تحول إلى معنى القسم.
(9) أي مسؤليتها والضمير راجع للخلافة.
(10) صبت.
(11) الجدع قطع الأنف والعقر ضرب قوائم البعير بالسيف ونحوه والجملة دعاء على من أرادت.
(12) تريد كيف زحزحوها عن آل بيت النبي أو بالأحرى عن علي الطبن بأمور الدنيا والدين أي الخبير بها.
(13) كرهوا.
(14) شديد.
(15) من التنكيل.
(16) أي غضبه لله.
(17) استووا.
(18) سهلا ويروى لو تكافؤوا على زمام نبذه اليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا عتقله ولسار بهم سيراً سجحاً.
(19) لا يجرح جانبه والخشاش عود يجعل في أنف البعير يشد به الزمام.
(20) أي من غير ان يصيبه أذى ومنه الحديث الشريف «ويؤخذ للضعيف حقه غير متعتع».
(21) يفيض منه الماء.
(22) شبعانين.
(23) حدة الجائع.
(24) تعالين مركبة من هاء التنبيه ومن لم اي ضم نفسك اليها والنون فيها هنا نون النسوة.
(25) عروة الكوز أو الدلو مقبضه مستعارة هنا.
(26) الصاحب والجار.
(27) الذنابي الذنب والقوادم ريش في مقدم الجناح والمراد انهم استبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير العجز مؤخر الشيء فالكاهل مقدم الظهر.
(28) أي ذلا لا نوفهم مجاز عن ذل انفسهم.
(29) المراد انه لا يهدي الانسان غيره الاّ إذا كان مهدياً والا فكيف يعطى الشيء فاقده.
(30) أي أما وحق بقائه.
(31) لقحت حبلت، النظرة التأخير في الأمر وريث أي مقدار وتنتج تلد.
(32) أي ملؤه.
(33) طريا.
(34) يقال سم زعاف أي معجل الى الموت والممقر المر ويروى وزعافا.
(35) اي عاقبة ويروى «عين ما أسس الأولون».
(36) طيبوا.
(37) نفساً.
(38) القرح الدمل، كناية عن فساد الأمور ويروى «بهرج شامل».
(39) بلا غات النساء ص32 طبعة بيروت.