فاطمة و تزويجها
روى ابن حبّان باسناده عن أنس بن مالك، قال: «جاء أبو بكر إلى النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي وقدمي في الاسلام، وانّي وانّي قال: وما ذاك؟ قال: تزوّجني فاطمة، قال: فسكت عنه، فرجع أبو بكر إلى عمر، فقال له: هلكت وأهلكت، فقال: وما ذاك؟ قال: خطبت فاطمة إلى النبيّ فأعرض عني، فقال: مكانك حتى آتى النبي فاطلب مثل الذي طلبت، فأتى عمر النبي فقعد بين يديه، فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي وقدمي في الاسلام وانّي وانّي قال: وما ذاك؟ قال: تزوّجني فاطمة، فسكت عنه، فرجع عمر إلى أبي بكر، فقال له: انّه ينتظر أمر الله فيها، قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الّذي طلبنا.
قال علي: فأتياني وأنا أعالج فسيلا لي فقالا: انّا جئناك من عند ابن عمّك بخطبة، قال: فنّبهاني لأمر، فقمت أجرّ ردائي حتى أتيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله، قد علمت قدمي في الاسلام ومناصحتي وانّي وانّي قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة، قال: وعندك شيء؟ قلت: فرسي وبدني قال: أمّا فرسك فلابدّ لك منه وأما بدنك فبعها، قال: فبعتها بأربعمائة وثمانين، فجئت بها حتى وضعتها في حجره، فقبض منها قبضة فقال: أي بلال إبعث ابتع بها طيباً، وأمرهم أن يجهّزوها، فجعل سريراً مشرطاً بالشّرط ووسادة من ادم حشوها ليف، وقال لعلي: إذا أتتك فلا تحدث شيئاً حتى آتيك، فجاءت بها أمّ أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب وجاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال:ها هنا أخي؟ قالت أمّ أيمن: أخوك وقد زوّجته ابنتك؟ قال: نعم، ودخل رسول الله البيت، فقال لفاطمة: ائتني بماء، فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه بماء فأخذه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومجّ فيه، ثم قال لها: تقدّمي، فتقدّمت، فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال: اللّهم انّي أعيذها بك وذريّتها من الشيطان الرجيم، ثمّ قال لها أدبري فأدبرت، فصبّ بين كتفيها وقال: اللهم انّي أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، ثم قال: ائتوني بماء، قال علي: فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به، فأخذه فمجّ فيه، ثمّ قال: تقدّم، فصبّ على رأسي وبين ثديي، ثم قال: اللهم إنّي أعيذُهُ بك وذريته من الشيطان الرجيم، ثم قال: أدبر فادبرت، فصبه بين كتفي وقال: اللهم اني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم، ثم قال لعلي: أدخل بأهلك على اسم الله والبركة»(1).
روى الهيثمي عن عبدالله بن مسعود عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «انّ الله أمرني أن ازوّج فاطمة من علي. رواه الطبراني ورجاله ثقاة»(2).
وروى باسناده عن عبدالله بن مسعود، قال: «سأحدّثكم بحديث سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم أزل أطلب الشهادة للحديث، فلم ارزقها، سمعت رسول الله في غزوة تبوك يقول، ونحن نسير معه: انّ الله لما أمرني أن أزوّج فاطمة من علي، ففعلت، قال جبرئيل عليه السّلام: انّ الله تعالى بنى جنة من لؤلؤة قصب بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشذرة بالذّهب وجعل سقوفها زبرجداً أخضر، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة باليواقيت، ثم جعل عليها غرفاً لبنة من فضّة ولبنة من ذهب ولبنة من درّ ولبنة من ياقوت ولبنة من زبرجد، ثمّ جعل فيها عيوناً تنبع في نواحيها وحفّت بالأنهار، وجعل على الأنهار قبابا من درّ قد شعبت بسلاسل الذّهب وحفّت بأنواع الشجر وبنى في كلّ غصن قبّة وجعل في كلّ قبّة أريكة من درّة بيضاء، غشاؤها السّندس والاستبرق وفرش أرضها بالزّعفران وفتق بالمسك والعنبر، وجعل في كلّ قبّة حوراء والقبّة لها مائة باب، على كلّ باب حارسان وشجرتان في كلّ قبّة مفرض وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي، قلت لجبرئيل: لمن بنى الله هذه الجنة؟ قال: بناها لفاطمة ابنتك وعلي بن أبي طالب سوّى جنانهما تحفة اتحفهما واقرّ عينيك يا رسول الله»(3).
وروى باسناده عن أنس: «انّ عمر بن الخطاب أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر، ما يمنعك أن تزوّج فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: لا يزوّجني. قال: إذا لم يزوّجك فمن يزوج وإنّك من أكرم الناس عليه واقدمهم في الاسلام؟ قال: فانطلق أبو بكر الى بيت عايشة، فقال: يا عايشة، إذا رأيت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم طيب نفس وإقبالا عليك فاذكري له أنّي ذكرت فاطمة فلعل الله عزّوجل أن ييسرها لي. قال: فجاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فرأت منه طيب نفس وإقبالا، فقالت: يا رسول الله، انّ أبا بكر ذكر فاطمة وأمرني أن أذكرها، قال: حتّى ينزل القضاء، قال: فرجع اليها أبو بكر، فقال: يا أبتاه وددت أنّي لم أذكر له الّذي ذكرت، فلقي أبو بكر عمر، فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عايشة، فانطلق عمر إلى حفصة، فقال: يا حفصة إذا رأيت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إقبالا ـ يعني عليك ـ فاذكريني له واذكري فاطمة، لعل الله أن ييسرها لي، قال: فلقي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حفصة فرأت طيب نفس ورأت منه اقبالا، فذكرت له فاطمة رضي الله عنها، فقال حتّى ينزل القضاء، فلقي عمر حفصة، فقالت له يا أبتاه وددت أني لم أكن ذكرت له شيئاً، فانطلق عمر إلى علي بن أبي طالب، فقال: ما يمنعك من فاطمة؟ فقال: أخشى أن لا يزوّجني، قال: فان لم يزوجك فمن يزوّج وأنت اقرب خلق الله إليه؟ فانطلق عليّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يكن له مثل عايشة ولا مثل حفصة، قال فلقي رسول الله فقال: انّي أريد أن أتزوّج فاطمة، قال: فافعل، قال: ما عندي الاّ درعي الحطميّة(4)، قال: فاجمع ما قدرت عليه وائتني به، قال: فأتى باثنتي عشرة أوقية أربعمائة وثمانين فأتى بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فزوّجه فاطمة رضي الله عنها فقبض ثلاث قبضات فدفعها إلى أمّ أيمن، فقال: اجعلي منها قبضة في الطيب ـ أحسبه قال والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع ـ فلمّا فرغت من الجهاز وادخلتهم بيتا، قال: يا علي، لا تحدثن الى أهلك شيئاً حتى آتيك، فاتاهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فاذاً فاطمة متقنعة وعلي قاعد وأمّ أيمن في البيت، فقال: يا أمّ أيمن ائتيني بقدح من ماء فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مجّ فيه ثم ناوله فاطمة فشربت وأخذ منه فضرب جبينها وبين كتفيها وصدرها، ثم دفعه إلى علي، فقال: يا علي اشرب، ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ثم قال أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأم أيمن وقال يا علي أهلك»(5).
روى الهيثمي باسناده عن ابن عباس، قال: «كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلا يذكرها أحد الاّ صدّ عنه حتى يئسوا منها، فلقي سعد ابن معاذ علياً، فقال: اني والله ما أرى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يحبسها الاّ عليك، فقال له عليّ رضي الله عنه فهل ترى ذلك؟ ما أنا بأحد الرجلين، ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي، وقد علم مالي صفراء ولا بيضاء، ولا أنا بالكافر الّذي يترفّق بها عن دينه، يعني يتألفه بها، انّي لأول من أسلم، فقال سعد: اني اعزم عليك لتفرجنها عني، فانّ لي في ذلك فرجاً قال: اقول ماذا؟ قال: تقول جئت خاطباً إلى الله والى رسوله فاطمة بنت محمّد، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: مرحباً، كلمة ضعيفة، ثم رجع الى سعد، فقال له: قد فعلت الّذي أمرتني به فلم يزد على أن رحب بي كلمة ضعيفة، فقال سعد: انكحك والّذي بعثه بالحق انّه لا خلف ولا كذب عنده، اعزم عليك لتأتينه الآن فلتقولن يا نبي الله متى تبنيني؟ فقال عليٌّ، هذه اشدّ عليَّ من الأولى، أولا أقول يا رسول الله حاجتي، قال: قل كما أمرتك، فانطلق عليّ، فقال يا رسول الله متى تبنيني؟ قال: الليلة ان شاء الله.
ثم دعا بلالا فقال: يا بلال، انّي قد زوّجت ابنتي ابن عمّي، وأنا أحبّ أن يكون من سنّة أمّتي الطّعام عند النكاح فائت الغنم، فخذ شاة وأربعة امداد واجعل لي قصعة أجمع عليها المهاجرين والأنصار فإذا فرغت فآذني، فانطلق ففعل ما أمره به ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه، فطعن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في رأسها وقال: ادخل الناس علي زفّة زفة(6) ولا تغادرن زفّة إلى غيرها، يعني إذا فرغت زفّة فلا يعودون ثانية، فجعل الناس يردون كلّما فرغت زفّة وردت أخرى حتى فرغ الناس، ثم عمد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك وقال: يا بلال احملها إلى امّهاتك وقل لهنّ كلن واطعمن من غشيكن.
ثمّ قام النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى دخل على النساء، فقال: انّي زوّجت بنتي ابن عمّي وقد علمتن منزلتها منّي وأنا دافعها إليه فدونكن، فقمن النّساء فغلفنها(7) من طيبهنّ والبسنها من ثيابهنّ وحلّينها من حليهنّ، ثم انّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم دخل، فلما رأينه النساء ذهبن وبين النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ستر وتخلفت أسماء بنت عميس رضي الله عنها، فقال لها النبي: على رسلك من أنت؟ قالت: أنا التي احرس ابنتك، انّ الفتاة ليلة بنائها لابد لها من امرأة قريبة منها ان عرضت لها حاجة أو أرادت أمراً افضت بذلك اليها قال: فانّي اسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم، ثم صرخ بفاطمة فأقبلت، فلما رأت عليّاً جالساً إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بكت فخشي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يكون بكاؤها أنّ علياً لا مال له، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما يبكيك ما ألوتك في نفسي وقد أصبت لك خير أهلي، والّذي نفسي بيده لقد زوّجتك سيّداً في الدنيا وانّه في الآخرة لمن الصالحين. فلان منها فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يا أسماء ائتني بالمخضب، فأتت اسماء بالمخضب فمج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيه ومسح في وجهه وقدميه ثم دعا بفاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها وكفّاً بين ثدييها، ثمّ رش جلده وجلدها ثم التزمها، فقال: اللّهم انها منّي واني منها اللهم كما اذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما. ثمّ دعا بمخضب(8) آخر، ثمّ دعا عليّاً فصنع به كما صنع بها، ثمّ دعا له كما دعا لها، ثمّ قال لهما: قوماً إلى بيتكما جمع الله بينكما في سرّكما وأصلح بالكما، ثم قام واغلق عليهما بابها بيده. قال ابن عباس: فاخبرتني أسماء بنت عميس رضي الله عنها أنّها رمقت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يزل يدعو لها خاصة لا يشركهما في دعائه أحد حتى توارى في حجرته صلّى الله عليه وآله وسلّم»(9).
وروى باسناده عن بريدة قال: «قال نفر من الأنصار لعليّ رضي الله عنه: عندك فاطمة فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: ما حاجة ابن أبي طالب؟ فقال: يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله، فقال: مرحباً وأهلا، لم يزد عليها. فخرج عليّ بن أبي طالب على أولئك الرّهط من الأنصار ينتظرونه، فقالوا ما وراءك؟ قال: ما ادري غير أنّه قال لي مرحباً وأهلا، قالوا: يكفيك من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم احداهما اعطاك الأهل والمرحب، فلما كان بعد ما زوّجه قال: يا عليّ، انّه لا بدّ للعروس من وليمة، قال سعد: عندي كبش وجمع له من الأنصار أصوعاً من ذرّة، فلمّا كان ليلة البناء، قال: لا تحدث شيئاً حتى تلقاني، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بماء فتوضأ منه ثمّ أفرغه عليّ، فقال: اللّهم بارك فيهما وبارك لهما في بنائهما»(10).
روى الشنقيطي باسناده عن أنس بن مالك قال: «خطب أبو بكر إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ابنته فاطمة فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا أبا بكر، لم ينزل القضاء بعد. ثم خطبها عمر مع عدّة من قريش كلهم يقول له مثل قوله لأبي بكر. فقيل لعلي: لو خطبت إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة لخليق أن يزوّجكها قال: وكيف وقد خطبها اشراف قريش فلم يزوّجها؟ قال: فخطبها فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: قد أمرني ربي عزّوجل بذلك. قال أنس: ثم دعاني النبي بعد أيام فقال لي: يا أنس، اخرج وادع لي أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير، وبعدة من الأنصار، قال: فدعوتهم فلمّا اجتمعوا عنده صلّى الله عليه وآله وسلّم واخذوا مجالسهم وكان علي غائباً في حاجة النبي فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم:
الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه وسطواته، النافذ أمره في سمائه وأرضه الذي خلق الخلق بقدرته وميّزهم بأحكامه وأعزّهم بدينه واكرمهم بنبيه محمّد، انّ الله تبارك اسمه وتعالت عظمته جعل المصاهرة سبباً لاحقاً وأمراً مفترضاً، أوشج به الأرحام والزم الأنام، فقال عزّ من قائل: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً)فأمر الله تعالى يجري إلى قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكلّ قدر أجل ولكل أجل كتاب (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ).
ثم انّ الله عزّوجل أمرني أن أزوّج فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب، فاشهدوا أنّي قد زوجته على أربعمائة مثقال فضّة ان رضي بذلك علي ابن أبي طالب، ثمّ دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ثمّ قال: انهبوا فنهبنا، فبينا نحن ننتهب اذ دخل علي على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فتبسّم النبي في وجهه ثم قال: ان الله أمرني أن أزوّجك فاطمة على اربعمائة مثقال فضّة ان رضيت بذلك، فقال: قد رضيت بذلك يا رسول الله، قال أنس: فقال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جمع الله شملكما واسعد جدّكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيراً طيباً»(11).
روى الوصابي باسناده عن أنس، قال: «بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المسجد اذ قال لعليّ بن أبي طالب: هذا جبرئيل يخبرني بأنّ الله عزّوجل زوّجك فاطمة، واشهد على تزويجها أربعين ملكاً وأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة»(12).
وروى الذهبي عن عبد الله، قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا فاطمة، لما أردت أن أملكك بعلي أمر الله جبرئيل فصف الملائكة ثم خطبهم فزوّجك من علي»(13).
وروى الخوارزمي باسناده عن أمّ سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب عليه السلام وكلّ قالوا: «انّه لما أدركت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مدرك النساء، خطبها أكابر قريش من أهل السابقة والفضل في الاسلام والشرف والمال، وكان كلّما ذكرها أحد من قريش أعرض رسول الله عنه بوجهه حتى كان يظن الرجل منهم في نفسه أن رسول الله ساخط عليه أو قد نزل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيه وحي من السماء، ولقد خطبها من رسول الله أبو بكر بن أبي قحافة، فقال له: يا أبا بكر أمرها الى ربّها، ثم خطبها بعد أبي بكر عمر، فقال له مثل مقالة لأبي بكر، وأنّ أبا بكر وعمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومعهما سعد بن معاذ الأنصاري ثمّ الأوسي، فتذاكروا أمر فاطمة فقال أبو بكر: لقد خطبها من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الأشراف فردّهم رسول الله وقال: انّ أمرهم إلى ربّها ان شاء أن يزوجها زوجها، وان علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يذكرها له، وان علياً لا أراه يمنعه من ذلك الا قلّة ذات يده، وأنّه ليقع في نفسي ان الله ورسوله انّما يحبسانها عليه، قال: ثم أقبل أبو بكر على عمر وعلى سعد بن معاذ فقال: هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب تذكران له هذا قالا: قم بنا على بركة الله ويمنه.
قال سلمان الفارسي: فخرجوا من المسجد فالتمسوا عليّاً في منزله فلم يجدوه وكان ينضح ببعير كان له على نخل رجل من الأنصار بأجرة، فانطلقوا نحوه فلمّا رآهم عليّ قال لهم: ما بدا لكم وما الذي جئتم له؟ فقال له أبو بكر: يا أبا الحسن انه لم يبق خصلة من خصال الخير الاّ ولك فيها سابقة وفضل، وأنت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالمكان الذي قد عرفت من القرابة والصحبة والسابقة، وقد خطب الاشراف من قريش إلى رسول الله ابنته فاطمة فردّهم، وقال: انّ أمرها إلى ربّها ان شاء أن يزوّجها زوّجها فما يمعنك أن تذكرها لرسول الله وتخطبها منه فاني أرجو أن يكون الله سبحانه وتعالى ورسوله انّما يحبسانها عليك.
قال: فغرغرت عينا علي بالدموع وقال: يا أبا بكر لقد هيّجت منّي ما كان ساكناً وايقظتني لأمر كنت عنه غافلا، وان فاطمة لرغبتي وما مثلي يقعد عن مثلها غير انّي يمنعني من ذلك قلة ذات اليد، فقال له أبو بكر: لا تقل هذا يا علي، فان الدنيا وما فيها عند الله تعالى وعند رسوله كهباء منثور.
قال: ثم ان علي بن أبي طالب عليه السّلام حلّ عن ناضحه وأقبل يقوده إلى منزله فشدّه فيه وأخذ نعله واقبل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكان رسول الله في منزل أمّ سلمة ابنة أبي أمية بن المغيره المخزومي، فدقّ علي الباب فقالت أمّ سلمة من بالباب، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ قبل أن يقول عليّ: أنا علي ـ قومي يا أمّ سلمة فافتحي له الباب، ومريه بالدخول فهذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما…
قالت أم سلمة: فجلس علي بن أبي طالب بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجعل يطرق إلى الأرض كأنّه قصد لحاجة وهو يستحي أن يبديها لرسول الله حياء منه فقالت أم سلمة: فكأن رسول الله علم ما في نفس علي. فقال: يا أبا الحسن اني أرى أنك أتيت لحاجة فقل حاجتك وابد ما في نفسك، فكل حاجة لك عندي مقضية، قال علي فقلت: فداك أبي وأمي… قد أتيتك خاطباً راغباً اخطب اليك ابنتك فاطمة، فهل أنت مزوجني يا رسول الله؟
قالت أمّ سلمة: فرأيت وجه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يتهلل فرحاً وسروراً، ثم تبسم في وجه علي وقال له: يا أبا الحسن فهل معك شيء أزوّجك به؟ فقال: فداك أبي وأمي، والله ما يخفى عليك من أمري شيء لا أملك الاّ سيفي ودرعي وناضحي ما أملك شيئاً غير هذا، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا علي اما سيفك فلا غناء بك عنه تجاهد به في سبيل الله وتقاتل به اعداء الله، واما ناضحك فتنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكني قد زوّجتك بالدرع ورضيت بها منك يا أبا الحسن ابشرك… فان الله عزّوجل قد زوّجكها في السماء من قبل أن ازوجكها في الأرض، ولقد هبط علي في موضعي من قبل أن تأتيني ملك له وجوه شتى واجنحة لم ار قبله من الملائكة مثله فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أبشر يا محمّد باجتماع الشّمل وطهارة النسل…
يا محمّد وان الله امرني أن آمرك أن تزوّج علياً في الأرض من فاطمة وان تبشّرهما بغلامين زكيين طيبين طاهرين فاضلين خيرين في الدنيا والآخرة.
يا أبا الحسن فو الله ما عرجت الملائكة من عندي حتى دققت الباب، الا واني منفذ فيك أمر ربي، امض يا أبا الحسن امامي فاني خارج الى المسجد ومزوّجك على رؤوس الناس وذاكر من فضلك ما تقربه عينك واعين محبيك في الدنيا والآخرة…
وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: أين بلال بن حمامة؟ فاجابه مسرعاً وهو يقول لبّيك لبّيك يا رسول الله، فقال له رسول الله اجمع إليّ المهاجرين والأنصار، قال فانطلق بلال لأمر رسول الله وجلس رسول الله قريباً من منبره حتى اجتمع الناس ثم رقى درجة من المنبر، فحمد الله واثنى عليه وقال: معاشر المسلمين ان جبرئيل أتاني آنفاً فأخبرني إنّ ربي عزّوجل جمع الملائكة عند البيت المعمور وأنّه أشهدهم جميعاً انه زوّج أمته فاطمة ابنة رسوله محمّد من عبده علي بن أبي طالب وأمرني أن أزوّجه في الأرض واشهدكم على ذلك، ثمّ جلس وقال لعليّ قم يا أبا الحسن فاخطب لنفسك أنت، قال فقام علي فحمد الله واثنى عليه وصلّى على رسوله وقال: الحمد لله شكراً لأنعمه واياديه ولا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه وصلى الله على محمّد واله صلاة تزلفه وتحظيه، والنكاح ممّا أمر الله عزّوجل به ورضيه، ومجلسنا هذا مما قضاه الله واذن فيه، وقد زوّجني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ابنته فاطمة وجعل صداقها درعي هذا وقد رضيت بذلك فسلوه واشهدوا، فقال المسلمون لرسول الله زوّجته يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نعم، فقال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما. وانصرف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى ازواجه فأخبرهنّ ففرحن واظهرن الفرح…
فاجتمع امّهات المؤمنين إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وكان في بيت عائشة ـ فأحدقن به وقلن له: فديناك بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول، قد اجتمعنا لأمر لو أنّ خديجة في الأحياء لقرّت بذلك عينها، قالت أمّ سلمة: فلما ذكرنا خديجة بكى النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ قال: خديجة وأين مثل خديجة صدقتني حين يكذّبني الناس وأيدتني على دين الله وأعانتني عليه بمالها، ان الله عزّوجل أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد لا صخب فيه ولا نصب.
قالت أمّ سلمة فقلنا: فديناك بابائنا وامهاتنا يا رسول الله انك لم تذكر من خديجة أمراً الاّ وقد كانت كذلك غير أنها قدمت إلى ربها فهناها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في درجات جنّته ورحمته ورضوانه، يا رسول الله، هذا أخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحبّ أن يدخل على زوجته فاطمة وتجمع بها شمله، قالت أمّ أيمن فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: انطلقي الى عليّ فأتيني به قالت: فخرجت من عند رسول الله، فإذا بعليّ ينتظرني ليسألني عن جواب رسول الله فلما رآني قال: ما وراك يا أم أيمن؟ قلت اجب رسول الله قال عليّ: فدخلت عليه وهو في حجرة عايشة وقمن ازواجه فدخلن البيت واقبلت فجلست بين يديه مطرقاً إلى الأرض حياء منه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: اتحبّ أن تدخل عليك زوجتك؟ فقلت وأنا مطرق نعم فداك أبي وأمي فقال: نعم حبّاً وكرامة يا أبا الحسن ادخلها عليك في ليلتنا هذه أو في ليلة غد إن شاء الله. فقمت من عنده فرحاً مسروراً. وأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أزواجه ليزّينّ فاطمة وليطيبنها ويفرشن لها بيتا ليدخلها على بعلها علي ففعلن ذلك، وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الدّراهم التي دفعها الى أم سلمة من ثمن الدرع عشرة دراهم فدفعها إلى علي ثم قال: اشتر تمراً وسمناً واقطّاً قال علي: فاشتريت بأربعة دراهم تمراً وبخمسة دراهم سمناً وبدرهم اقطاً واقبلت به إلى رسول الله، فحسر النّبي عن ذراعيه ودعا بسفرة من أدم وجعل يشدخ التمر بالسمن ويخلطه بالأقط حتى اتخذه حيساً، ثمّ قال لي: يا عليّ ادع من احببت، فخرجت إلى المسجد وأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم متوافرون فقلت: اجيبوا رسول الله فقام القوم باجمعهم واقبلوا نحو رسول الله فأخبرته أنّ القوم كثير، فجلّل رسول الله السفرة بمنديل ثم قال ادخل عليّ عشرة بعد عشرة ففعلت ذلك فجعلوا يأكلون ويخرجون والسفرة لا ينقص ما عليها.
ثم صاح بي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلت: لبّيك يا رسول الله قال: ادخل بيتك والطف بزوجك وارفق بها، فانّ فاطمة بضعة منّي يؤلمني ما يؤلمها ويسرّني ما يسرها، استودعكما الله واستخلفه عليكما…»(14).
وروى محمّد بن رستم، عن أنس… «يا علي انّ الله زوجّك فاطمة وجعل صداقها الأرض فمن مشى عليها مبغضاً لك مشى حراماً»(15).
وروى عن ابن عبّاس قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا فاطمة، أبشري بطيب النّسل فان الله فضّل بعلك على سائر خلقه وأمر الأرض أن تحدّثه باخبارها وما يجري على وجه الأرض وشرق الأرض وغربها»(16).
وروى النسائي باسناده عن عبدالله بن بريدة عن أبيه، قال: «خطب أبو بكر وعمر فاطمة فقال رسول الله انّها صغيرة، فخطبها علي فزوّجها منه»(17).
وروى ابن المغازلي باسناده عن أنس: «انّ أبا بكر خطب فاطمة إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يردّ إليه جواباً، ثمّ خطبها عمر فلم يردّ إليه جواباً، ثم جمعهم فزوّجها عليّ بن أبي طالب، وقيل: أقبل على أبي بكر وعمر، فقال: انّ الله عزّوجل أمرني أن أزوجها من علي، ولم يأذن لي في افشائه إلى هذا الوقت ولم أكن لأفشي ما أمر الله عزّوجل به»(18).
وروى باسناده عن جابر بن عبدالله قال: «لما زوّج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً من فاطمة، أتت قريش فقالوا: يا رسول الله، زوّجت فاطمة عليّاً بمهر خسيس؟ فقال: ما زوّجت فاطمة من علي ولكنّ الله زوّجها…»(19).
وروى باسناده عن الأصبغ بن نباته عن عليّ عليه السّلام قال: «زوّجني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على اربعمائة وثمانين درهماً وزن ستّة، قال أبو جعفر بن الحارث: فذلك على هذا الحساب مائتا مثقال وثمانية وثلاثون مثقالا تكون من دراهمنا اليوم أربعمائة درهم واحدى عشر درهماً، ودانقين ونصف»(20).
وروى محبّ الدين الطبري باسناده عن ابن عباس، قال: «كانت الليلة التي زفت فيها فاطمة إلى عليّ عليه السّلام، كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أمامها وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها وسبعون ألف ملك من خلفها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر»(21).
وروى ابن ماجة باسناده عن عائشة وأمّ سلمة قالتا: «أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن نجهّز فاطمة حتّى ندخلها على علي، فعمدنا إلى البيت ففرشناه تراباً ليناً من أعراض البطحاء ثم حشونا مرفقتين ليفاً فنفشناه بأيدينا، ثمّ اطعمنا تمراً وزبيباً وسقينا ماء عذباً، وعمدنا إلى عود فعرضناه في جانب البيت ليلقى عليه الثوب ويعلّق عليه السّقاء، فما رأينا عرساً أحسن من عرس فاطمة»(22).
وروى النّسائي باسناده عن عليّ عليه السّلام قال: «جهّز رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة في خميل (قطيفة) وقربة ووسادة حشوها اذخر»(23).
وروى أحمد باسناده عن عليّ عليه السّلام: «انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما زوّجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرّتين»(24).
وروى ابن حبان باسناده عن علي، قال: «جهّز رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في جهازه وسادة حشوها ليف»(25).
وروى الهيثمي باسناده عن جابر، قال: «حضرنا عرس علي رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها فما رأينا عرساً كان أحسن منه، حشونا الفراش يعني اللّيف واتينا بتمر وزبيب فاكلنا، وكان فراشها ليلة عرسها أهاب كبش».
وباسناده عن عبد الله بن عمر، قال: «لما جهّز رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة إلى علي رضي الله عنه بعث معها بخميل، قال عطاء: ما الخميل؟ قال: قطيفة ووسادة من أدم حشوها ليف واذخر وقربة كانا يفترشان الخميل ويلتحفان بنصفه»(26).
وروى المتّقي باسناده عن علي: «أهديت لي ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فما كان فراشنا ليلة اهديت الاّ مسك كبش»(27).
وروى باسناده عنه قال: «نكحت ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وليس لنا فراش الا فروة كبش فإذا كان الليل بتنا عليها وإذا أصبحنا فقلّبناه وعلّفنا عليها الناضح»(28).
وروى مير سيد علي بإسناده عن عتبة بن الأزهري عن يحيى بن عقيل، قال: «سمعت علياً يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: انّ الله أمرني أن أزوّجك فاطمة على خمس الدنيا أو على ربعها ـ شكّ عتبة ـ فمن مشى على الأرض وهو يبغضك، فالدنيا عليه حرام ومشى عليها حراماً»(29).
وروى أبو نعيم باسناده عن عبد الله بن مسعود، قال: «أصابت فاطمة صبيحة يوم العرس رعدة، فقال لها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا فاطمة زوّجتك سيّداً في الدنيا، وإنّه فى الآخرة لمن الصالحين، يا فاطمة لما أراد الله تعالى أن أملّكك بعلي أمر الله جبريل، فقام في السماء الرابعة، فصفّ الملائكة صفوفاً، ثم خطب عليهم فزوّجك من علي، ثم أمر الله شجر الجنان فحملت الحلّي والحلل ثمّ أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم شيئاً يومئذ أكثر مما اخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة، قالت أم سلمة: لقد كانت فاطمة تفتخر على النساء لأنّ أول من خطب عليها جبريل عليه السّلام»(30).
(1) موارد الظمان ص550.
(2) مجمع الزوائد ج9 ص204.
(3) مجمع الزوائد ج9 ص204.
(4) نسبة إلى حطمة بن محارب الذي كان يعمل الدروع، أو هي التي تكسر وتحطم السيوف، أو هي الثقيلة.
(5) مجمع الزوائد ج9 ص206.
(6) أي طائفة بعد طائفة وزمرة بعد زمرة.
(7) أي لطخنها.
(8) وعاء.
(9 ـ 10) مجمع الزوائد ج9 ص207 و 209.
(11) كفاية الطالب ص86 ورواه الكنجي ص298 وابن حجر في الصواعق 84 والطبري في الذخائر ص29 مع فرق، قال الكنجي: هذا حديث حسن عال.
(12) أسنى المطالب، الباب الثاني عشر ص74 رقم 6.
(13) ميزان الاعتدال ج1 ص637 رقم 2448.
(14) المناقب الفصل العشرون ص247، ورواه غير واحد كالهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص209.
(15) تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص177 مخطوط، ورواه الخوارزمي في المناقب الفصل التاسع عشر ص235. ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص 51 أيضاً.
(16) تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص177 مخطوط.
(17) سنن النسائي ج6 ص62 كتاب النكاح باب تزويج المرأة. ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص49.
(18 ـ 20) المناقب ص346 و 350.
(21) ذخائر العقبى ص32.
(22) سنن ابن ماجة ج1 ص616 كتاب النكاح باب الوليمة رقم 1911.
(23) سنن النسائي ج6 ص135 كتاب النكاح باب جهاز الرجل ابنته، رواه أحمد في (مسنده) ج1 ص93ـ108.
(24) المسند ج1 ص104.
(25) موارد الظمآن ص551، رقم 2227.
(26) مجمع الزوائد ج9 ص209، 210.
(27 ـ 28) منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص56.
(29) ينابيع المودة ص257.
(30) حلية الأولياء ج5 ص59، ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج4 ص129. رقم 1805. وابن حجر في لسان الميزان ج6 ص9 رقم 27، والخوارزمي في مقتل الحسين ج1 ص64.