عليٌ و عدله
روى أبو نعيم عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا علي، اخصمك بالنبوّة ولا نبوّة بعدي، وتخصم الناس بسبع لا يحاجك فيهنّ أحد من قريش، أنت أوّلهم ايماناً وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسّوية، وأعدلهم في الرّعية، وأبصرهم بالقضيّة واعظمهم عند الله مزيّة»(1).
وروى بأسناده عن مجمع: «انّ علياً كان يأمر بيت المال فيكنس ثمّ ينضح ثمّ يصلّي فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة انّه لم يحبس فيه المال عن المسلمين»(2).
وروى بأسناده عن هارون بن مسلم عن أبيه مسلم بن هرمز قال: «أعطى عليّ النّاس في سنة ثلاث عطيّات ثمّ قدم عليه مال من اصبهان، فقال: هلّموا إلى العطاء الرّابع فخذوا ثمّ كنس بيت المال وصلّى ركعتين، وقال: يا دنيا غرّي غيري، قال: وقدم عليه حبال من أرض، فقال: ايّ شيء هذا؟ قال: حبال جيء بها من أرض كذا وكذا، قال: اعطوها النّاس، قال: فأخذ بعضهم وترك بعضهم فنظروا فإذا هو كتّان يعمل فبلغ الحبل آخر النّهار دراهم»(3).
وروى عن عليّ بن ربيعة الوالبي عن عليّ بن أبي طالب قال: «جاءه ابن النبّاح فقال: يا أميرالمؤمنين، امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء، قال: الله اكبر، قال: فقام متوكّئاً على ابن النبّاح حتّى قام على بيت مال المسلمين فقال:
هذا جناي وخياره فيه *** وكلّ جان يده إلى فيه
يا ابن النبّاح، عليّ باسباع الكوفة، قال: فنودي في الناس فاعطى جميع ما في بيت مال المسلمين وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء، غرّي غيري،ها وها حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثمّ أمر بنضحه وصلّى فيه ركعتين»(4).
وروى بأسناده عن عثمان بن ثابت يعني الهمداني أبا عبد الرّحمان عن جدّته عن أبيها قال: «كان إذا اتى بيت المال، قال: يعني عليّاً عليه السّلام قال: غرّي غيري، فيقسمه حتى لا يبقى منه شيء، ثمّ يكنسه ويصلّي فيه ركعتين»(5).
وروى بأسناده عن عمّار يعني ابن أبي الجعد عن أبيه، قال: «رايت الغنم يبعر في بيت مال علي عليه السلام فيقسمه»(6).
وروى بأسناده عن الأعمش عن رجل: «أنّ علياً عليه السلام كان إذا قسّم ما في بيت المال نضحه ثمّ صلى فيه ركعتين»(7).
وروى بأسناده عن كريمة بنت همام الطائية قالت: «كان علي عليه السلام يقسم فينا الورس بالكوفة. قال فضالة: حملناه على العدل منه»(8).
وروى بأسناده عن أبي صالح، قال: «دخلت على أمّ كلثوم ابنة عليّ عليه السلام فإذا هي تمتشط في ستر بيني وبينها، فجاء حسن وحسين فدخلا عليها وهي جالسة تمتشط فقالا: ألا تطعمون أبا صالح شيئاً؟ قال: فأخرجوا اليّ قصعة فيها مرق بحبوب، قال: فقلت: تطعموني هذا وأنتم امراء فقالت أم كلثوم: يا أبا صالح، كيف لو رأيت أميرالمؤمنين يعني عليّاً أتي باترج فذهب حسن فأخذ منه أترجة، فنزعها من يده ثمّ أمر به فقسم بين الناس»(9).
وروى البلاذري بأسناده عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف عن رجل من خثعم قال: رأيت الحسن والحسين يأكلان خبزاً وخلا وبقلا، فقلت: أتأكلان هذا؟ وفي الرحبة ما فيها؟ فقالا: ما اغفلك عن أميرالمؤمنين»(10).
وروى بأسناده عن الحرث قال: «كنت عند عليّ فأتته امرأتان فقالتا: يا أميرالمؤمنين، اننا فقيرتان مسكينتان، فقال: قد وجب حقكما علينا وعلى كل ذي سعة من المسلمين ان كنتما صادقتين، ثمّ أمر رجلا فقال: انطلق بهما إلى سوقنا فاشتر لكلّ واحدة منهما كرّاً من طعام وثلاثة أثواب ـ فذكر رداءصلّى الله عليه وآله وسلّم أو خماراً وازاراً ـ وأعط كلّ واحدة منهما من عطائي مائة درهم. فلما ولّتا سفرت احداهما وقالت: يا أميرالمؤمنين فضّلني بما فضلّك الله به وشرّفك، قال: وبماذا فضّلني الله وشرفّني؟ قالت: برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: صدقت وما أنت؟ قالت: أنا امرأة من العرب وهذه من الموالي، قال الحرث: فتناول أميرالمؤمنين عليه السلام شيئاً من الأرض ثم قال: قد قرأت ما بين اللوحين فما رأيت لولد اسماعيل على ولد اسحاق عليه السّلام فضلا ولا جناح بعوضة»(11).
قال ابن أبي الحديد: «واعلم انّ هذه مسألة فقهيّة، ورأي عليّ عليه السلام وأبي بكر فيها واحد وهو التّسوية بين المسلمين في قسمة الفيء والصّدقات، والى هذا ذهب الشّافعي.
وامّا عمر فانّه لما ولي الخلافة فضّل الناس بعضهم على بعض، ففضّل السابقين على غيرهم، وفضّل المهاجرين من قريش على غيرهم من المهاجرين، وفضّل المهاجرين كافة على الأنصار كافة، وفضّل العرب على العجم، وفضّل الصريح على المولى، وقد كان أشار على أبي بكر ايّام خلافته بذلك فلم يقبل، وقال: انّ الله لم يفضّل احداً على احد، ولكنّه قال: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء) ولم يخصّ قوماً دون قوم فلما أفضت اليه الخلافة عمل بما كان أشار به اوّلا، وقد ذهب كثير من فقهاء المسلمين إلى قوله، والمسألة محلّ اجتهاد، وللامام أن يعمل بما يؤدّيه اليه اجتهاده، وان كان اتّباع عليّ عليه السلام عندنا أولى ولا سيّما إذا عضده موافقة أبي بكر على المسألة، وان صحّ الخبر انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سوّى فقد صارت المسألة منصوصاً عليها، لأنّ فعله عليه السلام كقوله»(12).
وقال: «روى عليّ بن محمّد بن أبي يوسف المدائني عن فضيل بن الجعد، قال: آكد الاسباب في تقاعد العرب عن أميرالمؤمنين عليه السلام أمر المال، فانّه لم يكن يفضل شريفاً على مشروف، ولا عربيّاً على عجمي ولا يصانع الرؤساء وأمراء القبائل، كما يصنع الملوك، ولا يستميل أحداً إلى نفسه، وكان معاوية بخلاف ذلك، فترك النّاس عليّاً والتحقوا بمعاوية، فشكى علي عليه السلام إلى الأشتر تخاذُل اصحابه وفرار بعضهم إلى معاوية، فقال الأشتر: يا أميرالمؤمنين، إنّا قاتلنا أهل البصرة بأهل البصرة وأهل الكوفة، ورأي النّاس واحد، وقد اختلفوا بعد وتعادوا وضعفت النيّة، وقلّ العدد، وأنت تأخذهم بالعدل وتعمل فيهم بالحق، وتنصف الوضيع من الشّريف، فليس للشريف عندك فضل منزلة على الوضيع، فضجّت طائفة ممّن معك من الحق اذ عمُّوا به واغتموا من العدل، اذ صاروا فيه، ورأوا صنايع معاوية عند أهل الغناء والشرف، فتاقت أنفس الناس إلى الدنيا، وقلّ من ليس للدنيا بصاحب وأكثرهم يجتوي الحق ويشتري الباطل، ويؤثر الدّنيا، فان تبذل المال يا أميرالمؤمنين تمل اليك اعناق الرّجال، وتصفُ نصيحتهم لك وتستخلص ودّهم، صنع الله لك يا أمير المؤمنين وكبت اعداءك وفضّ جمعهم وأوهن كيدهم وشتّت امورهم. انّه بما يعملون خبير.
فقال عليّ عليه السلام: أمّا ما ذكرت من عملنا وسيرتنا بالعدل، فانّ الله عزّوجل يقول: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّم لِّلْعَبِيدِ)(13) وأنا من أن أكون مقصّراً فيما ذكرت أخوف وامّا ما ذكرت من ان الحقّ ثقل عليهم ففارقونا لذلك، فقد علم الله انهم لم يفارقونا من جور، ولا لجأوا اذ فارقونا إلى عدل ولم يلتمسوا الاّ دنياً زائلة عنهم كان قد فارقوها، وليسألنّ يوم القيامة، أللدّنيا أرادوا أم لله عملُوا؟.
وامّا ما ذكرت من بذل الأموال واصطناع الرجال، فانه لا يسعنا أن نؤتى امرءاً من الفيء أكثر من حقّه، وقد قال الله سبحانه وتعالى وقوله الحقّ: (كَم مِّن فِئَة قَلِيلَة غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)(14) وقد بعث الله محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم وحده فكثّره بعد القلّة واعزّ فئته بعد الذلّة وإن يرد الله أن يولينا هذا الأمر يذلّل لنا صعبه ويسهّل لنا حزنه، وأنا قابل من رأيك ما كان لله عزّوجل رضا، وأنت من آمن الناس عندي، وأنصحهم لي وأوثقهم في نفسي ان شاء الله.
وذكر الشعبي قال: دخلت الرحبة بالكوفة ـ وأنا غلام ـ في غلمان فإذا أنا بعليّ عليه السلام قائماً على صبرتين من ذهب وفضة ومعه مخفقة وهو يطرد الناس بمخفقته ثم يرجع إلى المال فيقسّمه بين الناس، حتى لم يبق منه شيء، ثم انصرف ولم يحمل إلى بيته قليلا ولا كثيراً، فرجعت إلى أبي فقلت له: لقد رأيت اليوم خير الناس أو احمق الناس قال: من هو يا بنيّ؟ قلت: علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين رأيته يصنع كذا فقصصت عليه، فبكى، وقال: يا بنّي رأيت خير النّاس.
وروى محمّد بن فضيل عن هارون بن عنترة عن زاذان قال: «انطلقتُ مع قنبر غلام علي عليه السلام فإذا هو يقول: قم يا أميرالمؤمنين، فقد خبأت لك خبيئاً، قال: وما هو، ويحك! قال: قم معي فقام فانطلق به إلى بيته وإذا بغرارة مملوءة من جامات ذهباً وفضة، فقال: يا أميرالمؤمنين، رأيتك لا تترك شيئاً إلا قسمته فادّخرت لك هذا من بيت المال، فقال علي عليه السلام: ويحك يا قنبر! لقد أحببت أن تدخل بيتي ناراً عظيمة، ثم سلّ سيفه وضربه ضربات كثيرة، فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه وآخر ثلثه ونحو ذلك، ثمّ دعا بالناس فقال: اقسموه بالحصص، ثمّ قام إلى بيت المال فقسّم ما وجد فيه، ثم رأى في البيت إبراً ومسالّ، فقال: ولتقسموا هذا فقالوا: لا حاجة لنا فيه، وقد كان علي عليه السلام يأخذ من كلّ عامل ممّا يعمل، فضحك، وقال: ليؤخذنّ شرّه مع خيره.
وروى عبد الرحمان بن عجلان قال: كان علي عليه السلام يقسم بنى الناس الابزار والحرف والكمون وكذا كذا.
وروى مجمع التّيمي، قال: كان علي عليه السلام يكنس بيت المال كلّ جمعة ويصلّي فيه ركعتين ويقول: ليشهد لي يوم القيامة…»(15).
وقال: «قال عبدالله بن جعفر بن أبي طالب لعليّ عليه السلام: يا أميرالمؤمنين، لو أمرت لي بمعونة أو نفقة، فوالله مالي نفقة الاّ أن أبي دابّتي، فقال: لا والله ما اجد لك شيئاً الاّ أن تأمر عمك أن يسرق فيعطيك»(16).
وقال: «وروى علي بن سيف المدائني: ان طائفة من اصحاب علي عليه السلام مشوا إليه، فقالوا: يا أميرالمؤمنين، اعط هذه الأموال وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، واستمل من تخاف خلافه من النّاس وفراره وانّما قالوا له ذلك لما كان معاوية يصنع في المال، فقال لهم: أتأمرونني أن أطلب النّصر بالجور؟ لا والله لا أفعل ما طلعت شمس وما لاح في السماء نجم، والله لو كان المال لي لواسيت بينهم، فكيف وانّما هي أموالهم، ثمّ سكت طويلا واجماً ثمّ قال: الأمر اسرع من ذلك، قالها ثلاثاً»(17).
وروى أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي ـ وضرب بين كتفيه ـ: يا علي، لك سبع خصال لا يحاجك فيهنّ أحدٌ يوم القيامة، أنت اوّل المؤمنين بالله ايماناً واوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأرأفهم بالرعيّة واقسمهم بالسويّة واعلمهم بالقضيّة واعظمهم مزيّة يوم القيامة»(18).
وروى ابن عساكر بأسناده عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب «حدّثني أبو بكر الصديق، قال: سمعت أبا هريرة يقول: جئت إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وبين يديه تمر، فسلّمت عليه فردّ علي وناولني من التمر ملء كفّه فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة، ثمّ مضيت من عنده إلى علّي بن أبي طالب وبين يديه تمرٌ فسلّمت عليه فردّ علّي وضحك اليّ وناولني من التمر ملء كفّه فعددته فإذا هو ثلاث وسبعين تمرة فكثر تعجّبي من ذلك فرحت إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلت: يا رسول الله، جئتك وبين يديك تمر فناولتني من كفّك فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة ثمّ مضيت إلى علّي بن أبي طالب وبين يديه تمرٌ فناولني من كفّه فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة فعجبت من ذلك فتبسّم النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: يا أبا هريرة، أو ما علمت أنّ يدي ويد عليّ بن أبي طالب في العدل سواء!»(19).
وروى ابن عساكر بأسناده عن عمرو بن يحيى بن سلمة، قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه عمرو، قال: «كان علي بن أبي طالب عليه السلام استعمل يزيد بن قيس على الرّي، ثمّ استعمل محنف بن سليم على اصبهان، واستعمل على اصبهان عمرو بن سلمة، فلمّا أقبل عمرو بن سلمة عرض له الخراج بحلوان، فلمّا قدم عمرو بن سلمة على عليّ بالخراج أمره فليضعها في الرحبة، ويضع عليه ابنيه حتى يقسمها بين المسلمين، فبعثت اليه أم كلثوم بنت علي أن ارسل الينا من هذا العسل الذي معك فبعث اليها بزقّين من عسل وزقّين من سمن، فلمّا خرج عليّ إلى الصلاة عدّها فوجدها تنقص زقين، فدعاه فسأله عنهما، فقال: يا أميرالمؤمنين لا تسألني عنهما فانا نأتي بزقين مكانهما، قال: عزمت عليك لتخبرني ما قصتهما؟ قال: بعثت إلى أم كلثوم فأرسلت بهما اليها قال: أمرتك أن تقسم بين المسلمين فيئهم، ثمّ بعث الى أمّ كلثوم أن ردّي الزقين فأتى بهما مع ما نقص منهما فبعث إلى التّجار فوزنوها مملؤتين وناقصتين فوجدوا فيها نقصان ثلاثة دراهم وشيء، فأرسل اليها أن أرسلي الينا بالدراهم ثمّ أمر بالزقاق فقسمت بين المسلمين»(20).
وروى ابن عساكر والمتّقي بأسنادهما عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: «قدم على علي مال من اصبهان فقسّمه على سبعة أسهم، فوجد فيه رغيفاً فكسّره على سبعة، وجعل على كل قسم منها كسرة، ثم دعا أمراء الأسباع فأقرع بينهم لينظر أيّهم يعطى اوّلا»(21).
بأسناده عن عبد الرحمان بن أبي بكرة قال: «لم يرزأ علي بن أبي طالب من بيت لنا ـ يعني بالبصرة ـ حتى فارقنا غير جبّة محشوة أو خميصة داربجرديّة»(22).
وروى البيهقي بأسناده عن الشعبي قال: «خرج عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إلى السوق فإذا هو بنصراني يبيع درعاً قال: فعرف علي رضي الله عنه الدرع، فقال: هذه درعي، بيني وبينك قاضي المسلمين، قال: كان قاضي المسلمين شريح، كان علي استقضاه قال: فلمّا رأى شريح أميرالمؤمنين قام من مجلس القضاء واجلس علياً في مجلسه وجلس شريح قدامه إلى جنب النصراني، فقال له علي رضي الله عنه: أما يا شريح لو كان خصمي مسلماً لقعدت معه مجلس الخصم، ولكني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: لا تصافحوهم ولا تبدأوهم بالسلام ولا تعودوا مرضاهم ولا تصلوا عليهم ولجوهم إلى مضايق الطرق وصغّروهم كما صغرهم الله، اقض بيني وبينه يا شريح فقال شريح: ما تقول يا أميرالمؤمنين، قال: فقال علي رضي الله عنه: هذه درعي ذهبت مني منذ زمان قال: فقال شريح: ما تقول يا نصراني؟ قال: فقال النصراني؟ ما اكذب أميرالمؤمنين، الدرع هي درعي قال: فقال شريح: ما أرى أن تخرج من يده فهل من بيّنة فقال علي رضي الله عنه: صدق شريح، قال: فقال النّصراني: أما أنا أشهد أن هذه احكام الأنبياء، أميرالمؤمنين يجيء إلى قاضيه وقاضيه يقضي عليه، هي والله يا أميرالمؤمنين درعك اتبعت الجيش وقد زالت عن جملك الأورق فأخذتها، فإني أشهد أن لا اله الاّ الله، وانّ محمّداً رسول الله، قال: فقال علي: اما إذ أسلمت فهي لك وحمله على فرس عتيق قال: فقال الشعبي، لقد رأيته يقاتل المشركين. هذا لفظ حديث أبي زكريّا. وفي رواية ابن عبدان قال: يا شريح، لو لا أن خصمي نصراني لجثيت بين يديك وقال في آخره قال: فوهبها علي رضي الله عنه له، وفرض له ألفين وأصيب معه يوم صفّين والباقي بمعناه»(23).
وروى ابن عساكر بأسناده عن ابن حكيم صاحب الحبال عن أبيه: «أنّ عليّاً اعطى العطاء في سنة ثلاث مرات، ثم أتاه مال من اصبهان، فقال: اغدوا الى عطاء رابع اني لست لكم بخازن، قال: وقسم الحبال فأخذها قوم وردّها قوم».
وروى بأسناده عن هارون بن عنترة عن أبيه، قال: «أتيت علياً بالرحبة يوم نيروز أو مهرجان وعنده دهاقين وهدايا، قال: فجاء قنبر فأخذ بيده، فقال: يا أميرالمؤمنين، انّك رجل لا تطيق شيئاً وانّ لأهل بيتك في هذا المال نصيباً ولقد خبأت باسية، قال: وما هي؟ قال: انطلق، فانظر ما هي؟ قال: فأدخله بيتاً فيه باسية مملوءة آنية ذهب وفضّة مموهة بالذهب، فلمّا رآها عليّ، قال: ثكلتك أمّك لقد أردت أن تدخل بيتي ناراً عظيمة ثمّ جعل يزنها ويأتي كل عريف بحصتّه، ثمّ قال:
هذا جناي وخياره فيه *** وكلّ جان يده إلى فيه
ثمّ قال: يا صفراء يا بيضاء لا تغريني وغرّي غيري»(24).
وروى بأسناده عن عبد العزيز بن محمّد عن أبيه «أن علياً أوتي بالمال فأقعد بين يديه الوزّان والنّقاد فكوّم كومة من ذهب وكومة من فضّة، وقال: يا حمراء يا بيضاء احمري وابيضي وغرّي غيري، ثمّ قال:
هذا جناي وخياره فيه *** وكلّ جان يده إلى فيه»(25)
روى محمّد صدر العالم بأسناده عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا عليّ اخصمك بالنبوة ولا نبوّة بعدي، وتخصم النّاس بسبع ولا يحاجك فيه أحد من قريش، أنت اوّلهم ايماناً بالله وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسويّة وأعدلهم في الرعيّة وأبصرهم بالقضيّة وأعظمهم عند الله مزيّة»(26).
روى ابن عساكر باسناده عن حبشي بن جنادة قال: «كنت جالساً عند أبي بكر، فقال: من كانت له عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عدة فليقم، فقام رجلٌ فقال: يا خليفة رسول الله ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعدني ثلاث حثيات من تمر قال: فقال: أرسلوا إلى عليّ فقال: يا أبا الحسن ان هذا يزعم انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعده أن يحثى له ثلاث حثيات من تمر فاحثها له، قال: فحثاها، فقال أبو بكر: عدّوها فعدّوها فوجدوا في كلّ حثية ستّين تمرة لا تزيد واحدة على الأخرى قال: فقال أبو بكر: صدق الله ورسوله، قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلة الهجرة ونحن خارجان من الغار نريد المدينة: كفّي وكفّ عليّ في العدل سواء»(27).
وروى بأسناده عن أبي صالح السّمان، قال: «رأيت عليّاً دخل بيت المال، فرأى فيه شيئاً، فقال: لا أرى هذاها هنا وبالنّاس إليه حاجة فأمر به فقسّم، وأمر بالبيت فكنس ونضح فصلّى فيه أو قال فيه يعني نام»(28).
وروى بأسناده عن عبدالله بن أبي سفيان، قال: «أهدى الي دهقان من دهاقين السواد برداً والى الحسن والحسين برداً مثله، فقام علي يخطب بالمدائن يوم الجمعة فرآه عليهما، فبعث إليّ والى الحسن والحسين، فقال: ما هذان البردان؟ قال: بعث إليّ والى الحسين دهقان من دهاقين السواد، قال فأخذهما فجعلهما في بيت المال. قال: وأنبأنا مسدّد، أنبأنا يحيى، أنبأنا أبو حيان، حدثني مجمع، ان عليّاً كان يكنس بيت المال، ثم يصلي فيه رجاء ان يشهد له انه لم يحبس فيه المال عن المسلمين»(29).
وروى بأسناده عن أم بكر بنت المسور عن أبيها، قال: «قدمت على علي بالكوفة وهو يعطي الناس في بيت مال له بابان على غير كتاب، فقال: يا ابن مخرمة:
هذا جناي وخياره فيه *** اذ كلّ جان يده إلى فيه
فقلت: يا أمير المؤمنين، ان الناس يتراجعون عليك، قال: اوقد فعلوا؟ قلت: نعم. قال: فاكتبوهم فكتبوا»(30).
وروى باسناده عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه، قال: «خطب علي وقال: ايها الناس، والله الذي لا اله الاّ هو ما رزأت من مالكم قليلا ولا كثيراً الاّ هذه، وأخرج قارورة من كم قميصه فيها طيب، فقال: أهداها اليّ دهقان»(31).
وروى بأسناده عن معاذ بن العلاء بن عمار عن أبيه عن جده قال: «سمعت علي بن أبي طالب على منبر البصرة ويقول: ما أصبت مذ ولّيت على هذا الاّ هذه القويصرة أهداها اليّ دهقان وقال:
افلح من كان له قويصرة *** يأكل منها كل يوم مرة»(32)
وروى بأسناده عن سفيان، قال: «ما بنى عليّ آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، وان كان ليؤتى بحبوبه من المدينة في جراب»(33).
وروى عن مجمع التيمي، قال: «خرج علي بن أبي طالب بسيفه إلى السوق، فقال: من يشتري منّي سيفي هذا فلو كان عندي أربعة دراهم اشتري بها ازاراً ما بعته»(34).
وروى بأسناده عن عبد الملك بن عمير قال: «حدّثني رجل من ثقيف، انّ عليّاً استعمله على عكبرى(35)، قال؛ ولم يكن السواد يسكنه المصلّون، فقال لي بين أيديهم لتستوفي خراجهم ولا يجدون فيك رخصة ولا يجدون فيك ضعفاً، ثم قال لي: إذا كان عند الظهر فرح الّي، قال: فرحت إليه فلم اجد عليه حاجباً يحجبني دونه، ووجدته جالساً وعنده قدح وكوز فيه ماء فدعا مطيبه، فقلت في نفسي: لقد أمنني حتّى يخرج اليّ جوهر، اذ لا أدري ما فيها، فاذاً عليها خاتم فكسر الخاتم فاذاً فيها سويق، فأخرج منه وصب في القدح فصب عليه ماء فشرب وسقاني، فلم أصبر ان قلت له: يا أميرالمؤمنين اتصنع هذا بالعراق؟ طعام العراق أكثر من ذلك؟ قال: أما والله ما اختم عليه بخلا عليه ولكنّي أبتاع قدر ما يكفيني فاخاف ان نمى، فيصنع فيه من غيره فانّما حفظي لذلك، واكره ان ادخل بطني الاّ طيباً، واني لم استطع أن اقول لك الاّ الّذي قلت لك بين ايديهم، انّهم قوم خدّع، ولكنّي آمرك الآن بما تأخذهم به، فان أنت فعلت والاّ آخذك الله به دوني! فان يبلغني عنك خلاف ما أمرتك عزلتك، فلا تبيعنّ لهم رزقاً يأكلونه ولا كسوة شتاء ولا صيف، ولا تضربّن رجلا منهم سوطاً في طلب درهم ولا تهيّجه في طلب درهم فانّا لم نؤمر بذلك، ولا تبيعنّ لهم دابّة يعملون عليها انّما أمرنا ان نأخذ منهم العفو، قال: قلت اذاً أجيئك كما ذهبت، قال: وان فعلت. قال: فذهبت فتتبعت ما أمرني به فرجعت، والله ما بقي علّي درهم واحد الاّ وفيته»(36).
وروى عن علي بن ربيعة، قال: «جاء جعدة بن هبيرة إلى عليّ، فقال: يا أميرالمؤمنين يأتيك الرّجلان ان أنت إلاّ أحبّ الى احدهما من نفسه، وقال سعيد: من أهله وماله، والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك، فتقضي لهذا على هذا؟ قال: فلهزهُ علي وقال: انّ هذا شيء لو كان لي فعلت ولكن انّما ذا شيء لله!»(37).
روى البلاذري باسناده عن سعيد عن عبيد عن رجل من قومه يقال له: الحكم قال: «شهدت علياً وأتي بزقاق من عسل فدعا اليتامى وقال: ذبوا والعقوا حتى تمنيت انّي يتيم فقسّمه بين الناس وبقي منه زقّ فأمر أن يسقاه أهل المسجد، قال: وشهدته وأتاه رمّان فقسّمه بين الناس فأصاب أهل مسجدنا عشر رمانات».
وروى باسناده عن أبي عائشة قال: «كنت أرى علياً يقسم الدنان الصغار من هذا الطلاء بين أهل الكوفة قال: وهو خاثر كانّه عسل».
وروى باسناده عن أبي جحيفة قال: «قسم علي عسلا بين الناس بفجن فبعث الينا بدنّ طلاء فقلت له: ما كان؟ قال: كنا نأتدم به ونختاضه بالماء».
وروى بأسناده عن الحكم «أن علياً قسم فيهم الرمان حتى أصاب مسجدهم سبع رمانات وقال: ايّها الناس انه يأتينا اشياء نستكثرها إذا رأيناها ونستقلها إذا قسمناها وانّا قد قسمنا كل شيء أتانا قال: وأتته صفائح فضّة فكسرها وقسمها بيننا»(38).
وروى بأسناده عن خارجة بن مصعب عن أبيه قال: «كان علي يقسّم بيننا كل شيء حتى كان يقسم العطور بين نسائنا».
وروى بأسناده عن أمّ العلاء قالت: «قسم علي فينا ورساً وزعفراناً».
وروى باسناده عن الحرث، قال: «سمعت علياً يقول وهو يخطب: قد أمرنا لنساء المهاجرين بورس وإبر قال الحرث: فاما الأبر فأخذها من ناس من اليهود ممّا عليهم من الجزية»(39).
وروى باسناده عن عمرو بن المقدام عن أبيه قال: «شهدت عند المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل رجلا أقطع فلقيته فقلت: من قطعك؟ فقال: من رحمه الله وغفر له علي بن أبي طالب! فقلت: أظلمك؟ قال: لا والله ما ظلمني»(40).
قال أبو جعفر الاسكافي «كان علي عليه السلام يؤتى بالرمان فيقسمه في المساجد».
وقال: «وكانت له امرأتان، فإذا كان يوم احداهما اشترى لها بنصف درهم لحماً وكان يقول رحمه الله: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير ان يكثر علمك ويعظم حلمك، وتباهى النّاس بعبادة ربك، فان احسنت حمدت الله وان اسأت استغفرت الله. ولا خير في الدّنيا الاّ لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتدارك ذلك بتوبة، أو رجل يسارع في الخيرات. ولا يقلّ عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبّل»(41).
وقال: «كان رضي الله عنه يقسم ما في بيت المال، ثم يكنسه ويصلّي فيه رجاء أن تشهد له عند الله يوم القيامة».
وقال: «وكان يدعو اليتامى فيطعمهم العسل وما حضر حتى قال بعضهم: لوددت انّني كنت يتيماً».
وقال: «كان إذا ورد عليه المال يقول: ايّها الناس، هلمّوا إلى مالكم فخذوه فانّما أنا لكم خازن، ثمّ يقسمه على الاحمر والأسود حتّى لا يبقى شيء، ولقد بلغني انّه كان يقسم بين المسلمين الابزار يصرّها لهم صرراً»(42).
وروى المتّقي باسناده عن مجمع «أنّ علياً كان يكنس بيت المال، ثم يصلي فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة، انه لم يحبس فيه المال عن المسلمين»(43).
وروى باسناده عن أبي بكر عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «كفّي وكفّ علي في العدل سواء»(44).
قال ابن حجر: «وسبب مفارقة أخيه عقيل له انه كان يعطيه كل يوم من الشّعير ما يكفي عياله، فاشتهى عليه أولاده مريساً فصار يوفر كلّ يوم شيئاً قليلا حتّى اجتمع عنده ما اشترى به سمناً وتمراً وصنع لهم فدعوا عليّاً إليه فلما جاء وقدم له ذلك سأل عنه فقصّوا عليه ذلك فقال: أو كان يكفيكم ذاك بعد الّذي عزلتم منه؟ قالوا: نعم، فنقص مما كان يعطيه مقدار ما كان يعزل كلّ يوم وقال: لا يحلّ لي أزيد من ذلك، فغضب، فحمى له حديدة وقرّبها من خدّه وهو غافل فتأوّه فقال: تجزع من هذه وتعرضني لنار جهّنم؟ فقال: لأذهبّن إلى من يعطيني تبراً ويطعمني تمراً، فلحق بمعاوية وقد قال يوماً: لو لا علم بأني خير له من أخيه ما أقام عندنا وتركه، فقال له عقيل: أخي خير لي في ديني، وأنت خير لي في دنياي، وقد آثرت دنياي، واسأل الله خاتمة خير».
وقال: «أخرج ابن عساكر، ان عقيلا سأل علياً فقال: اني محتاج واني فقير فاعطني قال: اصبر حتى يخرج عطاؤك مع المسلمين فاعطيك معهم فألحّ عليه، فقال لرجل: خذ بيده وانطلق به إلى حوانيت أهل السّوق فقال له: دق هذه الاقفال وخذ ما في هذه الحوانيت، قال: تريد أن تتخذني سارقاً، قال: وأنت تريد أن تتخذني سارقاً ان آخذ اموال المسلمين فاعطيكها دونهم قال: لآتين معاوية قال: أنت وذاك فاتى معاوية فسأله فأعطاه مائة الف ثمّ قال: اصعد على المنبر فأذكر ما اولاك به علي وما أوليتك، فصعد فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس اني اخبركم اني أردت علياً على دينه فأختار دينه وانّي اردت معاوية على دينه فاختارني على دينه»(45).
(1) حلية الأولياء ج1 ص65، ورواه الكنجي في كفاية الطالب ص270 والخوارزمي في المناقب ص61.
(2) كتاب الزهد ص131 ورواه في الفضائل ج1 حديث9، وأبو نعيم في حلية الأولياء ج1 ص81.
(3) الفضائل ج1 الحديث 5.
(4) الفضائل ج1 الحديث7، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج1 ص81.
(5) الفضائل ج1 الحديث 31.
(6) الفضائل ج1 الحديث 35.
(7) الفضائل ج1 الحديث 36.
(8) الفضائل ج1 الحديث 41 ورواه الوصابي في أسنى المطالب ص94 رقم 30 مع فرق يسير.
(9) الفضائل ج1 الحديث 24 ورواه الاسكافي في المعيار والموازنة ص250 والوصابي في اسنى المطالب ص. 94
(10) انساب الأشراف ج2 ص139 الحديث 131.
(11) أنساب الأشراف ج2 ص141 رقم 136 ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2 ص200.
(12) شرح نهج البلاغة ج8 ص111 وقال اليعقوبي: «بدأ عمر بن الخطاب بالعبّاس بن عبد المطلب في ثلاثة آلاف وكل من شهد بدراً من قريش في ثلاثة آلاف ومن شهد بدراً من الأنصار في أربعة آلاف ولأهل مكة من كبار قريش مثل أبي سفيان بن حرب ومعاوية بن أبي سفيان في خمسة آلاف ثم قريش على منازلهم ممن لم يشهد بدراً ولأمهات المؤمنين ستة آلاف ستة آلاف ولعائشة وأم حبيبة وحفصة في اثني عشر الفاً، ولصفية وجويرية في خمسة آلاف خمسة آلاف، ولنفسه في أربعة آلاف، ولا بنه عبد الله بن عمر في خمسة آلاف وفي أهل مكة الذين لم يهاجروا في ستمائة وسبعمائة وفرض لأهل اليمن في أربعمائة، ولمضر في ثلثمائة ولربيعة في مأتين». (تاريخ اليعقوبي ج2 ص143).
وقال البلاذري: «وفرض لعمر بن أبي سلمة أربعة آلاف، فقال محمّد بن عبدالله بن جحش: لم تفضل عمر علينا؟ فقد هاجر آباؤنا وشهدوا بدراً، فقال عمر: أفضله لمكانه من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فليأت الذي يستغيث بأمٍّ مثل أم سلمة أغيثه. وفرض لأسامة بن زيد أربعة آلاف، فقال عبدالله بن عمر: فرضت لي في ثلاثة آلاف فرض لأسامة في أربعة آلاف وقد شهدت ما لم يشهد أسامة فقال عمر: زدته لأنه كان أحب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منك، وكان أبوه أحب الى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من أبيك».
(13) سورة فصلت: 46.
(14) سورة البقرة: 249.
(15) شرح نهج البلاغة ج2 ص197.
(16) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2 ص200.
(17) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2 ص203.
(18) حلية الأولياء ج1 ص66، ورواه المتقي في كنز العمال ج11 ص617 طبع حلب.
(19) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص438 رقم /945.
(20) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص184 رقم 1226.
(21) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص180 رقم 1218، كنز العمال ج5 ص462 رقم 3565 طبع حيدر آباد، ورواه الوصابي في أسنى المطالب ص94 رقم 28 مع فرق يسير، وأخرجه أحمد في المناقب، الحديث 34 ورواه ابن أبي الحديد بتفصيل أكثر ج2 ص197.
(22) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص181 رقم 1220.
(23) السنن الكبرى ج10 ص136، ورواه ابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص196 رقم 1247 مع فرق.
(24) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص181 رقم 1221.
(25) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص182 رقم 1123.
(26) معارج العلى في مناقب المرتضى ص8 مخطوط ورواه عن أبي سعيد الخدري كذلك.
(27) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص438 رقم 946.
(28) المصدر ج3 ص180 رقم 1219.
(29) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص182 رقم 1223.
(30) المصدر ج3 ص183 رقم 1225.
(31) المصدر ج3 ص184 رقم 1227.
(32) المصدر ج3 ص186 رقم 1229.
(33) المصدر ج3 ص188 رقم 1233.
(34) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص189 رقم 1236.
(35) عكبرا، بضم أوله وسكون ثانيه، وفتح الباء: بلدة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. (معجم البلدان ج4 ص142).
(36) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص198 رقم 1249. ورواه البيهقي في سننه ج10 ص136 والاسكافي في المعيار والموازنة ص248 وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2 ص82 بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، والوصابي في أسنى المطالب ص 93 رقم 24.
(37) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2003 رقم 1250.
(38) أنساب الأشراف ج2 ص136 و 137 رقم 122 ـ 126.
(39) أنساب الأشراف ص137.
(40) المصدر ج2 ص156 رقم168.
(41) المعيار والموازنة ص250.
(42) المعيار والموازنة ص251 ـ 252.
(43) منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج5 ص57.
(44) منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج5 ص57 و ص31.
(45) الصواعق المحرقة ص79.