عليٌ و الباكون عليه
روى الحاكم النيسابوري بأسناده عن ابن شهاب قال: «قدمت دمشق وأنا أريد الغزو، فأتيت عبدالملك لاُسلّم عليه فوجدته في قبّة على فرش بقرب القائم وتحته سماطان فسلمت ثم جلست، فقال لي: يا ابن شهاب، اتعلم ما كان في بيت المقدّس صباح قتل علي بن أبي طالب؟ فقلت: نعم فقال: هلّم فقمت من وراء النّاس حتّى اتيت خلف القبّة فحوّل اليّ وجهه فأحنى علي، فقال: ما كان؟ فقلت: لم يرفع حجر من بيت المقدّس الاّ وجد تحته دم فقال: لم يبق أحد يعلم هذا غيري وغيرك لا يسمعن منك أحد فما حدثت به حتى توفّي»(1).
وروى بأسناده عن أسماء الأنصارية، قالت: «ما رفع حجر بايلياء ليلة قتل علي الاّ وجد تحته دم عبيط»(2).
روى ابن عساكر بأسناده عن مغيرة قال: «جاء نعي علي بن أبي طالب إلى معاوية، وهو نائم مع امرأته فاخته بنت قرظة فقعد باكياً مسترجعاً، فقالت له فاختة: أنت بالأمس تطعن عليه واليوم تبكي عليه؟ فقال: ويحك أنا ابكي لما فقد الناس من حلمه وعلمه»(3).
وروى عنه بأسناده قال: «لمّا جيء معاوية بنعي علي وهو قائل مع امرأته بنت قرظة في يوم صائف، قال: (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)ماذا فقدوا من العلم والحلم والفضل والفقه؟ فقالت امرأته: أنت بالأمس تطعن في عينيه وتسترجع اليوم عليه؟ قال: ويلك لا تدرين ماذا فقدوا من علمه وفضله وسوابقه»(4).
وروى باسناده عن عمرو بن شمر قال: «كانت سودة بنت عمارة تبكي علياً وتقول:
صلّى الاله على جسم تضمنه *** قبرٌ فاصبح فيه الجود مدفوناً
قد حالف الحق لا يبغي به بدلا *** فصار بالحق والايمان مقروناً»(5)
(1) المستدرك على الصحيحين ج3 ص113، ورواه ابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص317 رقم 1424.
(2) المصدر ص144.
(3) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص337 رقم 1483.
(4) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص339 رقم 1484.
(5) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص345 رقم 1053.