عليٌ الشهيد الوحيد
روى الخوارزمي بأسناده عن عائشة، قالت: «رأيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم التزم علياً وقبّله وهو يقول: بأبي الوحيد الشهيد»(1).
وروى ابن عساكر بأسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: «دخل الحسن بن علي على معاوية وقال له معاوية: أبوك الذي كان يقاتل أهل البصرة، فإذا كان آخر النهار فمشى في طرقها قال: علم أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وما اصابه لم يكن ليخطئه فقال معاوية: صدقت إليّ»(2).
وروى بأسناده عن أبي مجلز قال: «جاء رجل من مراد إلى علي وهو يصلّي في المسجد فقال: احترس فان ناساً من مراد يريدون قتلك، فقال: ان مع كل رجل ملكين يحفظانه ما لم يقدّر، فإذا جاء القدر خلّيا بينه وبينه، وان الأجل جنّة حصينة».
وروى بأسناده عن عبيد الله بن أبي رافع، قال: «لقد سمعت عليّاً وقد وطىء الناس على عقبيه حتّى أدموهما وهو يقول: اللّهم اني قد مللتهم وملّوني فأبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شرّاً منّي».
وروى بأسناده عن زهير بن الاقمر الزبيدي، قال: «خطبنا علي فقال: أنبئت بسراً قد اطّلع اليمن واني والله قد حسبت أن يدخل هؤلاء القوم عليكم وما بي أن يكونوا أولى بالحق منكم ولن تطيعوني في الحق كما يطيعون امامهم في الباطل، وما ظهروا عليكم ولكن بصلاحهم في أرضهم وفسادكم في أرضكم وطواعيتهم إمامهم وعصيانكم امامكم، وبأدائهم الأمانة وخيانتكم، استعملت فلاناً فخان وغدر، واستعملت فلاناً فخان وغدر، واستعملت فلاناً فخان وغدر، وحمل المال إلى معاوية، فوالله لو اني أمنت أحدكم على قدح لخشيت أن يذهب بعلاقته، اللّهم قد كرهتهم وكرهوني وسئمتهم وسأموني، اللّهم فأرحني منهم وأرحهم منّي (قال زهير بن الأقمر) فما جمع أميرالمؤمنين بعد هذا الكلام»(3).
وروى بأسناده عن أبي صالح الحنفي، قال: «رأيت علي بن أبي طالب آخذاً بمصحف فوضعه على رأسه حتّى انّي لأرى ورقه تتقعقع، ثمّ قال: اللّهم اني منعوني ما فيه فأعطني ما فيه، ثم قال: اللّهم اني قد مللتهم وملّوني وابغضتهم وأبغضوني وحملوني على غير طبيعتي وخلقي واخلاق لم تكن تعرف لي فأبدلني بهم خيراً منهم وأبدلهم بي شرّاً منّي، اللّهم أمث قلوبهم ميث الملح في الماء. قال إبراهيم: يعني أهل الكوفة»(4).
وروى البدخشي بأسناده عن أنس «انّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: انّ هذا لن يموت حتى يملأ غيظاً ولا يموت الاّ مقتولا، وأشار إلى علي»(5).
وروى الزّرندي بأسناده عن عثمان بن المغيرة وقال: «لمّا دخل شهر رمضان، كان عليّ في تلك الليالي ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند ابن عبّاس، لا يزيد على ثلاث لقم، فقيل له في ذلك فقال: يأتيني أمر الله وأنا اخمص، انّما هي ليلة أو ليلتان فأصيب رضي الله عنه في تلك اللّيالي من الليل»(6) وفي سحر ذلك اليوم الذي أصيب فيه تمثّل رضي الله عنه بهذين البيتين:ـ
أشدد حيازيمك للموت *** فان الموت لا قيكا
ولا تجزع من الموت *** فانّ الموت آتيكا(7)
وروى ابن عساكر بأسناده عن أنس قال: «كان علي بن أبي طالب مريضاً فدخلت عليه وعنده أبو بكر وعمر جالسان، قال: فجلست عنده فما كان الاّ ساعة حتى دخل نبي الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتحولت عن مجلسي فجاء النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى جلس في مكاني وجعل ينظر في وجهه، فقال أبو بكر أو عمر: يا نبي الله لا نراه الاّ لما به، فقال: لن يموت هذا الآن ولن يموت الاّ مقتولا»(8).
وروى بأسناده عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري ـ وكان أبو فضالة من أهل بدر ـ قال: «خرجت مع أبي عائداً لعلّي بن أبي طالب في مرض أصابه…»(9).
وروى بأسناده عن أبي جرير عن سعيد بن المسيب قال: «رأيت عليّاً على المنبر وهو يقول: لتخضبّن هذه من هذه ـ أشار بيده إلى لحيته وجبينه ـ فما يحبس أشقاها؟ قال: فقلت: لقد ادّعى علي علم الغيب، فلما قتل علمت انه قد كان عهد إليه»(10).
وروى باسناده عن جابر بن سمرة قال: «قال رسول الله: من أشقى ثمود؟ قالوا: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى هذه الأمّة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قاتلك يا علّي»(11).
وروى بأسناده عن أبي نصير قال: «كنّا جلوساً حول سيدنا الأشعث بن قيس اذ جاء رجل بيده عنزة فلم نعرفه وعرفه قال: أنت أميرالمؤمنين؟ قال: نعم، قال: تخرج هذه الساعة وأنت رجل محارب؟ قال: انّ عليّ من الله جنّة حصينة فإذا جاء القدر لم يغن شيئاً. انّه ليس من الناس أحد الاّ وقد وكل به ملك ولا تريده دابة ولا شيء الاّ قال له: اتّقه اتقه، فإذا جاء القدر خلّى عنه»(12).
وروى بأسناده عن يعلى بن مرّة قال: «ائتمرنا ان نحرس عليّاً رضي الله عنه كل ليلة منّا عشرة، قال: فخرجنا ومعنا السلاح وجاء علي وصلى كما كان يصلّي، ثمّ أتانا فقال: ما شأن السلاح؟ قال: قلنا: ائتمرنا بأن نحرسك كل ليلة منا عشرة قال: من أهل السّماء أو من أهل الأرض؟ قلنا: نحن أهون ـ أو أضعف أو أصغر أو كلمة نحو ذلك ـ أن نحرسك من أهل السماء، قال: ان أهل الأرض لا يعملون بعمل حتى يقضى في السماء، وان علّي لجنّةً حصينة إلى يومي، وذكر انّه لا يذوق عبد او لا يجد عبد حلاوة الايمان ـ أو طعم الايمان ـ حتى يستيقن يقيناً غير ظان أن ما اصابه لم يكن ليخطئه، وان ما اخطأه لم يكن ليصيبه»(13).
وروى بأسناده عن أبي عبد الرحمان السلمي، قال: قال لي الحسن بن علي: قال لي أبي علي: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سنح لي الليلة في منامي، فقلت: يا رسول الله، ما لقيت من أمتك من الأود واللّدد؟ قال: ادع عليهم، قلت: اللّهم أبدلني بهم من هو خيرٌ لي منهم وأبدلهم بي من هو شرٌ منّي، قال: فخرج فضربه الرجل»(14).
وروى بأسناده عن الليث بن سعد: «انّ عبد الرحمان بن ملجم ضرب عليّاً في صلاة الصبح على دهش بسيف كان سمه بالسم، ومات من يومه، ودفن بالكوفة ليلا»(15).
وروى بأسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه: «انّ علياً كان يخرج إلى الصّلاة وفي يده درته فيوقظ النّاس، فضربه ابن ملجم فقال علي: اطعموه واسقوه وأحسنوا أساره. فان عشت فاني ولي دمي أعفو إن شئت، وإن شئت استقدت»(16).
وروى بأسناده عن هارون بن أبي يحيى عن شيخ من قريش: «ان علياً قال لما ضربه ابن ملجم: فزت وربّ الكعبة»(17).
(1) المناقب الفصل السادس ص26، ورواه الحضرمي في وسيلة المال ص280 مع فرق يسير، والهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص137 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص74، والسمهودي في جواهر العقدين العقد الثاني الذكر الرابع عشر ص311 وابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص285 رقم 1376 مع فرق، وهو في كنز العمال ج11 ص618 طبع حلب، وفي منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج5 ص44.
(2) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص292 ورواه الصدوق في كتاب التوحيد باب القضاء والقدر ص374.
(3) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص292 رقم 1389 وص 265 رقم 1340 ورقم 1342.
(4) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص265.
(5) نزل الأبرار ص42، ورواه المتقي في كنز العمال ج11 ص618 طبع حلب.
(6) ورواه ابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص294 رقم /1392.
(7) نظم درر السمطين ص136.
(8) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص267 رقم 1344.
(9) ترجمة الامام من تاريخ دمشق ج3 ص283 رقم 1373، وتقدّم قريباً عن أبي نعيم.
(10) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص285 رقم 1375 وص 287 رقم 1379.
(11) ترجمة الامام علي من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص292 رقم 1389 وص 265 رقم 1340 ورقم 1342.
(12) نفس المصدر السابق. ص290 رقم 1383.
(13) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص291 رقم 1387.
(14) المصدر ج3 ص295 رقم 1395.
(15) المصدر ج3 ص297 رقم 1397.
(16) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص297 رقم 1398 واستقدت: أي أطلب القود، وهو القصاص.
(17) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص303 رقم 1402.