خطبة الزهراء عليها السّلام
روى أحمد بن أبي طاهر طيفور باسناده، قال أبو الفضل ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم كلام فاطمة عليها السلام عند منع أبي بكر اياها فدك وقلت له أن هؤلاء(1) يزعمون أنه مصنوع وأنه من كلام أبي العيناء «الخبر منسوق البلاغة على الكلام»(2) فقال لي: رايت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن ابائهم ويعلمون أبنائهم، وقد حدثنيه أبي عن جدي يبلغ به فاطمة عليها السلام على هذه الحكاية، ورواه مشايخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل أن يولد جد أبي العيناء، وقد حدث به الحسن بن علوان عن عطية العوفي انه سمع عبد الله بن الحسن يذكره عن أبيه ثم قال أبو الحسين: وكيف يذكر هذا من كلام فاطمة فينكرونه وهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة يتحققونه لو لا عداوتهم لنا أهل البيت، ثم ذكر الحديث قال: لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فدك وبلغ ذلك فاطمة، لاثت خمارها(3) على رأسها وأقبلت في لمة من حفدتها(4) تطأ ذيولها، ما تخرم(5) من مشية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم شيئاً، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد(6) من المهاجرين والأنصار فنيطت(7)دونها ملاءة ثم أنت أنّةً اجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس فأمهلت حتى سكن نشيج(8) القوم وهدأت فورتهم، فافتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها فقالت: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)فان تعرفوه تجدوه أبي دون آبائكم(9) واخا ابن عمي دون رجالكم فبلغ النذارة(10) صادعاً بالرسالة مائلا عن مدرجة(11) المشركين ضارباً لثجنهم آخذاً بكظمهم يهشم الأصنام وينكث الهام(12)حتى هزم الجمع وولوا الدبر وتغرى الليل عن صبحه(13) وأسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق(14) الشياطين، وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسه العجلان(15)وموطىء الأقدام تشربون الطرق(16) وتقتاتون الورث أذلة خاشعين(17)، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فانقذكم الله برسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد اللتيا والتي وبعد ما مني ببهم الرجال(18) وذؤبان العرب (ومردة أهل الكتاب)(19) كلما حشوا(20) ناراً للحرب اطفأها ونجم قرن(21) للضلال وفغرت فاغرة من المشركين، قذف بأخيه في لهواتها(22) فلا ينكفيء حتى يطأ صماخها بأخمصه ويخمد لهبها(23) بحده مكدوداً(24) في ذات الله قريباً من رسول الله، سيداً في أولياء الله وأنتم في بلهنية(25) وادعون آمنون، حتى إذا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ظهرت خلة النفاق وسمل(26) جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الآفلين وهدر فنيق(27)المبطلين فخطر في عرصاتكم(28) وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه(29) صارخاً بكم، فوجدكم(30) لدعائه مستجيبين وللغرة فيه ملاحظين(31) فاستنهضكم فوجدكم خفافاً واجمشكم(32) فألفاكم غضاباً فوسمتم(33) غير إبلكم وأوردتموها غير شربكم(34) هذا والعهد قريب والكلم(35) رحيب والجرح لما يندمل(36) بدار (وفي نسخة انما) زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا(37) وان جهنّم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم وانى بكم وانى تؤفكون(38) وهذا كتاب الله بين أظهركم وزواجره بينة وشواهده لائحة وأوامره واضحة ارغبة عنه تدبرون أم بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ثم لم تريثوا(39) الاّ ريث أن تسكن نغرتها تشربون حسوا وتسرون في ارتغاء ونصبر منكم على مثل حزّ المدى وانتم الآن تزعمون أن لا ارث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْم يُوقِنُونَ)(40) ويها معشر المهاجرين أأبتز إرث أبي(41) يا ابن أبي قحافة، أفي الكتاب أن ترث أباك ولا ارث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريا، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله والزعيم محمّد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون، ثم انحرفت إلى قبر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهي تقول:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة *** لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب(42)
انا فقدناك فقد الأرض وابلها *** واختل قومك فاشهدهم ولا تغب(43)
قال: فما رأينا يوماً كان أكثر باكياً ولا باكية من ذلك اليوم»(44).
روى ابن أبي الحديد باسناده: «لما سمع أبو بكر خطبتها شقّ عليه مقالتها فصعد المنبر وقال: ايها الناس ما هذه الرعة إلى كل قالة! أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ألا من سمع فليقل، ومن شهد فليتكلم، انما هو ثعالة شهيده ذنبه، مُربّ لكل فتنة، هو الذي يقول: كرّوها جذعة بعدما هرمت، يستعينون بالضعفة، ويستنصرون بالنساء، كأم طحال أحب أهلها اليها البغي، ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت، ولو قلت لبحت، اني ساكت ما تركت، ثم التفت إلى الأنصار فقال: قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم، وأحق من لزم عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنتم فقد جائكم فآويتم ونصرتم، ألا أني لست باسطا يداً ولا لساناً على من لم يستحق ذلك منا، ثم نزل، فانصرفت فاطمة عليها السّلام الى منزلها.
قلت: قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن زيد البصري وقلت له: بمن يعرّض؟ فقال: بل يصرح، قلت: لو صرح لم أسالك. فضحك وقال: بعلي بن أبي طالب قلت: هذا الكلام كله لعلي يقوله! قال: نعم، انّه الملك يا بني، قلت: فما مقالة الأنصار؟ قال: هتفوا بذكر على فخاف من اضطراب الأمر عليهم، فنهاهم، فسألته عن غريبه، فقال: أما الرعة بالتخفيف، أي الاستماع والاصغاء، والقالة: القول، وثعالة: إسم الثعلب، علم غير مصروف، مثل ذؤالة للذئب، وشهيده ذنبه، أي لا شاهد له على ما يدعي إلا بعضه وجزء منه، وأصله مثل قالوا: ان الثعلب أراد أن يغري الأسد بالذئب فقال: انه قد أكل الشاة التي كنت قد أعددتها لنفسك، وكنت حاضرا قال: فمن يشهد لك بذلك؟ فرفع ذنبه وعليه دم، وكان الأسد قد افتقد الشاة فقبل شهادته، وقتل الذئب، ومرب: ملازم أرب بالمكان وكروها جذعة أعيدوها إلى الحال الأولى، يعني الفتنة والهرج، وأم طحال: امرأة بغي في الجاهلية، ويضرب بها المثل فيقال: أزنى من أم طحال»(45).
حديث أبي بكر: لا نورث ما تركناه صدقة:
وقد جاء في تاريخ ذلك من كتب الجمهور عن الصحابة أحاديث:
روى البخاري باسناده عن عائشة: «ان فاطمة عليها السلام بنت النبي أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مما أفاء الله عليه بالمدينة(46) وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: ان رسول الله قال: لا نورث ما تركناه صدقة، انّما يأكل آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذا المال واني والله لا أغير شيئاً من صدقة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة»(47).
ونحوه في كتاب الفرائض، عن عائشة، الى قولها: فهجرته حتى ماتت.
وروى مسلم باسناده عن عروة بن الزبير: «ان فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سألت أبا بكر، بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: لا نورث ما تركناه صدقة قال: وعاشت بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ستة أشهر، وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من خيبر وفدك، وصدقة بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك»(48).
وأخرج أبو داود عن أبي الطفيل «قال: جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: انّ الله إذا أطعم نبياً طعمة فهي للذي يقوم من بعده»(49).
وروى السيوطي عن عائشة، قالت: «واختلفوا فى ميراثه، فما وجدوا عند أحد من ذلك علماً، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: انّا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة»(50).
قال عبد العزيز بن أحمد بن محمّد البخاري: «وكذلك الصحابه عملوا بالآحاد وحاجوا بها في وقايع خارجة عن العدد والحصر من غير نكير منكر ولا مدافعة دافع، فكان ذلك منهم اجماعاً على قبولها وصحة الاحتجاج بها، فمنها ما تواتر أن يوم السقيفة لما احتج أبو بكر على الأنصار بقوله عليه الصلاة والسلام: «الائمة من قريش» قبلوه من غير انكار عليه ومنها رجوعهم إلى خبر أبي بكر في قوله عليه الصلاة والسلام: «الأنبياء يدفنون حيث يموتون» وقوله عليه الصلاة والسلام: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة»(51).
قال الثعلبي: «قال الزهري: لقي فاطمة والعباس أبا بكر يطلبان ميراثهما من فدك وخيبر، فقال لهما أبو بكر: سمعت رسول الله يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، فانصرفا»(52).
وقال أبو بكر الجوهري: «وأخبرنا أبو زيد قال: أخبرنا القعنبي، حدثنا عبد العزيز بن محمّد، عن محمّد بن عمر، عن أبي سلمة، أن فاطمة طلبت فدك من أبي بكر، فقال: اني سمعت رسول الله يقول: انّ النبي لا يورث، من كان النبي يعوله فأنا أعوله، ومن كان النبي ينفق عليه، فأنا أنفق عليه، فقالت: يا أبا بكر، أيرثك بناتك ولا يرث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بناته؟ فقال: هو ذاك»(53).
وقال: أخبرنا أبو زيد عمر بن شبّه قال: حدثنا سويد بن سعيد والحسن بن عثمان قالا: حدثنا الوليد بن محمّد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن فاطمة عليها السلام، أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهي حينئذ تطلب ما كان لرسول الله بالمدينة، وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول الله قال: «لا نورث ما تركناه صدقة»(54).
تفرد أبي بكر برواية الحديث:
قال ابن أبي الحديد: «ان المشهور أنه لم يرو حديث انتفاء الإرث الاّ أبو بكر وحده»(55) وقال: «ان أكثر الروايات انه لم يرو هذا الخبر الاّ أبو بكر وحده، ذكر ذلك أعظم المحدثين، حتى ان الفقهاء في أصول الفقه اطبقوا على ذلك في احتجاجهم في الخبر برواية الصحابي الواحد.
وقال شيخنا أبو علي: لا تقبل في الرواية الاّ رواية اثنين كالشهادة، فخالفه المتكلمون والفقهاء كلهم واحتجوا عليه بقبول الصحابة رواية أبي بكر وحده: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» حتى أن بعض أصحاب أبي علي تكلف لذلك جواباً»(56).
قال العلامة الحلي: «ومنها ـ انه منع فاطمة عليها السلام ارثها، فقالت له: يا ابن أبي قحافة أترث أباك ولا ارث أبي؟ واحتج عليها برواية تفرد هو بها عن جميع المسلمين مع قلة رواياته وقلة علمه وكونه الغريم ـ لأن الصدقة تحل عليه ـ فقال لها: ان النبي قال: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» والقرآن مخالف ذلك، فان صريحه يقتضي دخول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيه بقوله: (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ) وقد نص على أن الأنبياء يورثون…»(57).
مستند أبي بكر في روايته
وروى شريك بن عبد الله في حديث رفعه: «ان عائشة وحفصه أتتا عثمان حين نقص أمهات المؤمنين ما كان يعطيهن عمر، فسألتاه أن يعطيهما ما فرض لهما عمر فقال: لا والله ما ذاك لكما عندي، فقالتا له: فاتنا ميراثنا من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من حيطانه وكان عثمان متكئاً فجلس، وكان علي بن أبي طالب عليه السّلام جالساً عنده، فقال: ستعلم فاطمة اني ابن عم لها اليوم، ثم قال: ألستما اللتين شهدتما عند أبي بكر ولفقتما معكما اعرابياً يتطهر ببوله مالك بن الحويرث(58) ابن الحدثان، فشهدتم أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، فان كنتما شهدتما بحق فقد أجزت شهادتكما على انفسكما، وان كنتما شهدتما بباطل فعلى من شهد بالباطل لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقالتا له: يا نعثل والله لقد شبهك رسول الله بنعثل اليهودي. فقال لهما: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوح وَاِمْرَأَةَ لُوط)(59)فخرجتا من عنده»(60).
مناقشة في متن الحديث
قال الشيخ الطوسي: فان قالوا: «ما تركناه صدقة) جملة مستقلة بنفسها، فلا وجه لأن تجعل من تمام الكلام الأول.
قيل لهم: انما تكون مستقلا بنفسها إذا كانت لفظة (ما) مبتدأة مرفوعة، ولم تكن منصوبة بوقوع الفعل عليها، وكانت لفظة (صدقة) مرفوعة أيضاً غير منصوبة. وفي هذا وقع النزاع فكيف يدعي أنها مستقلة بنفسها ونحن نخالف في الاعراب الذي لا يصح استقلاها بنفسها الاّ مع تغيره وليس لأحد أن يدعي ورود الرواية بالرفع، لأنا لا نسلم ذلك لأن أهل الحديث لا يضبطون ما يجري هذا المجرى، ويجوز أن يكون اشتبه عليهم الأمر فرووه على ظنهم»(61).
تركة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم:
قال القاضي الماوردي في الأحكام السلطانية وأبو يعلى في الأحكام السلطانية أيضاً: «صدقات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم التي أخذها بحقيه، فان أحد حقيه الخمس من الفيء والغنائم، والحق الثاني أربعة أخماس الفيء الذي أفاءه الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب…».
فأما صدقات النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم(62) فهي ثمانية:
احداها، وهي أول أرض ملكها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: وصية مخيريق اليهودي ـ الحوائط السبعة.
والصدقة الثانية: أرضه من أموال بني النضير بالمدينة.
والصدقة الثالثة والرابعة والخامسة: ثلاثة حصون من خيبر.
والصدقة السادسة: النصف من فدك.
والصدقة السابعة: الثلث من أرض وادي القرى.
والصدقة الثامنة: موضع سوق بالمدينة يقال له مهزور»(63).
دعوى الميراث تدور حول ثلاثة أشياء:
قالت عائشة: «ان فاطمة عليها السّلام ارسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهي حينئذ تطلب ما كان لرسول الله بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر»(64).
قال الواقدي: «كان مخيريق أحد بني النضير حبراً عالماً فآمن بالنبي وجعل ماله وهو سبع حوائط لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم»(65).
قال ابن سعد: «كان مخيريق أيسر بني قينقاع، وكان من احبار اليهود، وعلمائها بالتوراة»(66).
وعندما هاجر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة ونزل (قبا) في أول الأمر أتى اليه مخيريق وأسلم»(67).
وقد كان مخيريق أوصى حين خرج إلى أحد: ان أصبت فأموالي لمحمّد»(68).
واسماء أموال مخيريق التي صارت للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: الدلال، وبرقة، والأعواف، والصافية، والميثب، وحسنى، ومشربة أم إبراهيم»(69).
قال الواقدي: «وقف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الأعواف، وبرقة وميثب، والدلال، وحسنى والصافية، ومشربة أم إبراهيم، سنة سبع من الهجرة، قال: وقال الواقدي عن الضحاك بن عثمان عن الزّهري، قال: هذه الحوائط السبعة من أموال بني النضير»(70).
حق الزهراء في الحوائط السبعة:
قال الطريحي: «الحسنى: أحد الحيطان الموقوفة على فاطمة عليها السّلام»(71).
«وهذه الصدقات مما طلبته فاطمة رضي الله عنها من أبي بكر رضي الله عنه وكذلك سهمه صلّى الله عليه وآله وسلّم بخيبر وفدك»(72).
حُجَر زوجات النبي:
قال السيد المرتضى: «ومن طرائف الأمور أن فاطمة عليها السلام تدفع من دعواها وتمنع فدك بقولها وقيام البينة لها بذلك، وتترك حجر الأزواج في أيديهن من غير بينة ولا شهادة.
وليس لهم أن يقولوا: ان الحجر كانت لهن لأن الله تعالى نسبها اليهن بقوله: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)(73) وذلك أن هذه الاضافة لا تقتضي الملك، بل العادة جارية فيها بانها تستعمل من جهة السكنى، ولهذا يقال: هذا بيت فلان ومسكنه، ولا يراد بذلك الملك. وقد قال الله تعالى: (لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَة مُّبَيِّنَة)(74) ولا شبهة في أنه تعالى أراد منازل الأزواج التي يسكنون فيها زوجاتهم، ولم يرد به اضافة الملك.
فأما ما روي من قسمة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الحجر بين نسائه وبناته، فمن أين هذه القسمة تقتضي التمليك دون الاسكان والانزال؟ ولو كان قد ملّكهن ذلك لوجب أن يكون ظاهراً مشهوراً…»(75).
وقد تقدم ما نقله الحميدي حول حجر الأزواج عند بحثنا من كون فدك نحلة تحت عنوان (حرمان الزهراء من فدك)… فراجع.
وروى السيد الجزائري أنه مر فضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة وهو في جمع كثير يملي عليهم من فقهه وحديثه، فقال لصاحب له: والله لا أبرح حتى أخجل أبا حنيفه، فقال صاحبه الذي كان معه: أن أبا حنيفة من قد علت حاله وظهرت حجته، قال: مه هل رأيت حجة علت على حجة مؤمن، ثم دنى منه فسلم عليه فرده ورد القوم بأجمعهم، فقال يا أبا حنيفة، إن أخا لي يقول أن خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علي بن أبي طالب، وأنا أقول أبو بكر خير الناس وبعده عمر، فما تقول أنت رحمك الله؟ فأطرق ملياً ثم رفع رأسه فقال كفى بمكانهما من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كرماً وفخراً، أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره فأي حجة تريد أوضح من هذا؟ فقال له: إني قد قلت ذلك لأخي فقال: والله لئن كان المكان لرسول الله دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما بحق، وان كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد أساءا وما احسنا إذ رجعا في هبتهما ونسيا عهدهما. فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال له: لم يكن له، ولا لهما خاصة، ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما. فقال فضال: قد قلت له ذلك فقال: أنت تعلم أن النبي مات عن تسع نساء. ونظرنا فكان لكل واحدة منهن تسع الثمن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك؟ وبعد فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وفاطمة بنته تمنع الميراث؟ فقال أبو حنيفة: يا قوم نحّوه عني فإنه رافضي خبيث لعنه الله تعالى»(76).
سيف النبي وعمامته وبغلته:
قال القاضي أبو يعلى الحنبلي المتوفى سنة 458 هجرية: «وأمّا رحل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقد روى هشام الكلبي عن عوانة بن الحكم: ان أبا بكر دفع إلى عليّ آلة رسول الله ورايته وحذاءه وقال: ما سوى ذلك صدقة»(77).
وقال العلامة الحلّي: «وناقض فعله أيضاً هذه الرواية يعني فعل أبي بكر لرواية نفي الارث، لأن أمير المؤمنين والعباس اختلفا في بغلة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وسيفه وعمامته، وحكم بها ميراثاً لأمير المؤمنين عليه السّلام، ولو كانت صدقة لما حلّت على علي، فكان يجب على أبي بكر انتزاعها منه»(78).
وأورد السيد المرتضى في الشافي على القاضي عبد الجبار حكايته اعطاء أبي بكر سيف النبي وعمامته وبغلته إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:
«وأما حكايته عن أبي علي أنّ أبا بكر لم يدفع إلى أمير المؤمنين عليه السّلام السيف والبغلة والعمامة على جهة الارث، وقوله: كيف يجوز ذلك مع الخبر الذي رواه؟ وكيف خصصه بذلك دون العم الذي هو العصبة بما نراه زاد على التعجب، ومما عجب منه عجبنا، ولم يثبت عصمة أبي بكر فينتفي عن أفعاله التناقض»(79).
وقال الحسن بن علي الوشاء: «سألت مولانا أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام: هل خلف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم غير فدك شيئاً؟ فقال أبو الحسن: إنّ رسول الله خلف حيطاناً بالمدينة صدقة، وخلف ستة أفراس وثلاث نوق: العضباء والصهباء والديباج، وبغلتين: الشهباء والدلدل، وحماره اليعفور، وشاتين حلوبتين، وأربعين ناقة حلوباً وسيفه ذا الفقار ودرعه ذات الفضول وعمامته السحاب وحبرتين يمانيتين وخاتمه الفاضل وقضيبه الممشوق وفراشاً من ليف وعبائتين قطوانيتين ومخاداً من أدم صار ذلك إلى فاطمة عليها السّلام ما خلا درعه وسيفه وعمامته وخاتمه فانه جعلها لأمير المؤمنين»(80).
وقال الشيخ الطوسي: «إذا كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم غير موروث كيف سلم البغلة والعمامة إلى أمير المومنين وكان ينبغي أن لا يعطيه اياه، وكذلك البردة والقضيب كان يجب أن لا يتداولها الخلفاء، وكان يجب أن لا تقر الأزواج في حجرهن، فان ادعي: انها كانت ملكا لهن، فقد مضى الكلام فيه مستوفى»(81).
خلاصة البحث:
فتلخص مما قدمناه في مطالبة الزهراء بالميراث:
1 ـ آيات الارث تشمل جميع المسلمين.
2 ـ آيات خاصة في إرث الأنبياء، وتفنيد (انّا معاشر الأنبياء لا نورث).
3 ـ حديث أبي بكر: لا نورّث، ما تركنا صدقة.
4 ـ تفرد أبي بكر برواية الحديث.
5 ـ مستند أبي بكر في روايته.
6 ـ مناقشة في متن الحديث بما لا يصحح مذهب أبي بكر.
7 ـ تحديد ميراث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
8 ـ حق الزهراء عليها السّلام في الحوائط السبعة.
9 ـ طالبت الزهراء عليها السّلام بحقها في الارث في خطبتها الشهيرة بعد أن دفعت عن دعوى النحلة، وكانت محقة في كلتا الدعويين.
(1) يشير إلى قوم في عصره كانوا يغضون من قدر آل البيت.
(2) يعني ان الطعن هو في نسبة هذا الكلام البليغ الى فاطمة أما نفس الواقعة وهي منع الارث فهي صحيحة ومثبوتة في كتب التاريخ.
(3) اللوث عصب العمامة والخمار ما يستر به الانسان وفي نسخة واشتملت بجلبابها.
(4) اللمة الصاحب او الأصحاب في السفر والمونس للواحد والجمع والحفدة أبناء الابن.
(5) أي ما تترك ويروى ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(6) جماعة.
(7) علقت.
(8) من نشج الباكي غص بالبكاء في حلقه ويروى فأمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم الخ.
(9) ويروى فان تعزوه «أي تنسبوه» تجدوه أبي دون نسائكم.
(10) الأنذار من انذره حذره وخوفه في ابلاغه . وصادعاً أي مجاهراً .
(11) المدرج المسلك.
(12) الثبج وسط الشيء ومعظمه وما بين الكاهل إلى الظهر، والكضم مخرج النفس أو الفم وينكث، يروى في نسخة ويجذو الجذ القطع المستأصل وتروى هذه الجملة في نسخة هكذا «ضارباً لثبجهم يدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة آخذاً بأكظام المشركين يهشم الأصنام ويفلق الهام» وقولها على الرواية الأولى ينكث الهام لعله ينكس الهام من نكسه قلبه على رأسه.
(13) أي أسفر.
(14) الشقاشق ج شقشقة شيء كالرئة يخرجه البعير من فمه إذا هاج ويروى وتمت كلمة الاخلاص .
(15) المذقة الجرعة والنهزة الفرصة والقبسة ما تقبضه بيدك تريد أنهم كانوا ضعافاً مهانين يتخطفهم الناس.
(16) الطرق الماء الذي خاضته الابل وبالت فيه ويروى تقتاتون القد.
(17) خاشين.
(18) ويروى وبعد ان منى منهم الرجال الخ. وبهم الرجال شجعانهم جمع بهمة وذؤبان العرب لصوصهم ومردتهم.
(19) هكذا في بعض النسخ.
(20) أوقدوا.
(21) نجم أي ظهر.
(22) فغرفاه فتحه واوسعه واللهوات جمع اللها وهي أقصى الحلق وينكفي يرجع.
(23) ويروى يطفيء عادية لهبها بسيفه والصماخ داخل الأذان والأخمص اصبع القدم.
(24) مكدوداً من كد جد وتعب.
(25) كر فهنية وهي غضاضة العيشة ونعيمها.
(26) أي خلق ورث.
(27) الفنيق الجمل البازل القوي.
(28) العرصات ساحات الدور.
(29) من رقدته، يقال هو غارز رأسه في سنته.
(30) ويروى «فدعاكم فألفاكم لدعوته مستحبيبين».
(31) أي مغترين فيه.
(32) ويروى فأحمشكم.
(33) من الوسم وهو العلامة.
(34) الشرب بالكسر مكان الشرب بالضم تريد أنهم أخذوا ما ليس لهم واغتصبوا حقوق غيرهم.
(35) الجرح ، ورحيب واسع .
(36) يلتئم.
(37) تشير الى ما كان منهم عند وفاة فانهم انصرفوا عن غسله الى تنصيب خليفة عليهم يلي امورهم بعد النبي ولم يشتغل، بتكفينه الاّ آل البيت وآخرين معهم.
(38) اني كيف والأفك اشنع الكذب.
(39) تريثوا تبطئوا ويروى «لم تريثوا اختها الاريث…» ويروى: لم يلبثوا لا ريث ـ أي لم تبطئوا عن منع الارث عنا الاّ ريثما تم لكم أمر الخلافة دوننا فبدأتم بهذه ولمنيتم بتلك.
(40) كانت النساء لا يرثن في الجاهلية من الآباء وكان الكبير يرث ولا يرث الصغير وان كان ذكراً وكانوا يقولون بالنسبة الى النساء لا تركب فرساً ولا تحمل كلا ولا تنكا عدواً يكسب عليها ولا تكتسب نزلت الآية (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً)(سورة النساء: 7) راجع الطبري ج4 ص263.
(41) ويروى ايها المسلمة المهاجرة ابتزارث أبي أبا الله في الكتاب يا ابن أبي قحافة ـ تريد أبا بكر الخليفه ـ ان ترث أباك ولا أرث أبي؟ وفي رواية: ابتزارث أبيه.
(42) الهنبثة الأمور الشديدة والاختلاط في القوم والخطب الخطوب أي الأمور العظيمة.
(43) الوابل: المطر الغزير.
(44) بلاغات النساء ص23 ـ بيروت، وروى الخطبة بسند آخر عن زيد بن علي في ص26 ورواه أبو الحسن الاربلي في كشف الغمة ج1 ص479 مفصلا.
(45) شرح ابن أبي الحديد ج16 ص214.
(46) من اموال بني النضير، حيث انجلوا عنها وبقيت فيئاً لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(47) صحيح البخاري ج5 ص177 باب غزوة خيبر، ورواه مسلم في كتاب الجهاد والسير، الحديث 52، ج3 ص1380، مع فرق.
(48) صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير ج3 ص الحديث 54 ص1381 وسأل يحيى البرمكي بحضرة الرشيد هشام بن الحكم فقال له: أخبرني عن الحق هل يكون في جهتين مختلفتين قال هشام: لا قال: فخبرني عن نفسين اختصما في حكم في الدين وتنازعا واختلفا هل يخلوان من أن يكونا محقين أو مبطلين أو يكون أحدهما مبطلا والآخر محقاً، فقال هشام: لا يخلوان من ذلك وليس يجوز أن يكونا محقين على ما قدمت من الجواب، قال له يحيى فخبرني عن على والعباس لما اختصما الى أبي بكر في الميراث ايهما كان المحق اذ كنت لا تقول انهما كانا محقين ولا مبطلين قال هشام فنظرت فان قلت أن علياً عليه السّلام كان مبطلا كفرت وخرجت عن مذهبي، وان قلت أن العباس كان مبطلا ضرب الرشيد عنقي، ووردت على مسئلة لم أكن سئلت عنها قبل ذلك ولا أعددت لها جواباً فذكرت قول أبي عبدالله عليه السّلام لي: «يا هشام لا تزال مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك».
فعلمت اني لم أخذل وعن لي الجواب في الحال فقلت له لم يكن من أحدهما خطأ وكانا جميعاً محقّين، ولهذا نظير قد نطق به القرآن في قصة داود عليه السّلام حيث يقول جل اسمه، (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الِْمحْرَابَ ـ إلى قوله ـ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْض) فأي الملكين كان مخطئاً وأيهما كان مصيباً، أم تقول انهما كانا مخطئين، فجوابك فى ذلك جوابي بعينه، فقال يحيى لست أقول ان الملكين الخطئا بل أقول أنهما أصابا وذلك انهما لم يختصما في الحقيقة ولا اختلفا في الحكم وانما اظهرا ذلك لينبها داود عليه السّلام على الخطيئة ويعرفاه الحكم ويوقفاه عليه، قال هشام فكذلك علي عليه السّلام والعباس لم يختلفا في الحكم ولا اختصما في الحقيقة وانما أظهرا الاختلاف والخصومة لينبها أبا بكر على غلطه ويوقفاه على خطيئته ويدلاه على ظلمة لهما في الميراث ولم يكونا في ريب من أمرهما وانما كان ذلك منهما على حد ما كان من الملكين فلم يحر جواباً فاستحسن ذلك الرشيد.
(49) سنن أبي داود ج3 ص198 رقم 2973.
(50) تاريخ الخلفاء ص73 طبعة 1371.
(51) تشييد المطاعن ج1 ص195 عن كتاب كشف الأسرار في شرح الاصول للبزدوي.
(52) تفسير الثعلبي ص352 مخطوط.
(53) شرح نهج البلاغة ج16 ص219.
(54) شرح نهج البلاغة ج17 ص217 و218، وسنن أبي داود ج3 ص196 وطبقات ابن سعد ج8 ص18.
(55) شرح نهج البلاغة ج16 ص221.
(56) شرح نهج البلاغة ج16 ص227، لو كان يقول: أنا لا أورث، لكان في ذلك مجال، لكنه اختلق: نحن معاشر الأنبياء لذا أوردت الزهراء سلام الله عليها آيات الارث بالنسبة إلى سائر الأنبياء.
(57) كشف الحق ونهج الصدق ج1 ص126، مطبعة دار السلام بغداد، 1344.
(58) قال ابن الأثير: صحب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولكن لا تعرف له رواية عن النبي أسد الغابة ج4 ص273 وقال ابن سعد: «ولم يبلغنا أنه رأى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولا روى عنه شيئاً…» (الطبقات ج5 ص40). وقال السيد الجزائري: «وهذا بزعم أبي بكر وصاحبه يقتضي أن محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم أهمل أهل بيته الذين قال الله له عنهم (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ) وفي القرآن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) فيلزم على هذا أنه لم ينذر عشيرته ولا وقى أهله ولا عرفهم أنهم لا يرثون ولا عرف علياً عليه السّلام، ولا عباس ولا أحداً من بني هاشم ولا أزواجه ولا سمعوا بهذا الحديث الذي رواه أبو بكر مدة حياة نبيهم ولا بعد وفاته، حتى خرج بعضهم يطلب ميراثه وبعضهم يرضى بذلك الطلب، وخرجت ابنته الطاهرة المعصومة تطلب ظلم جميع المسلمين على قولهم مع مخالطتها لأبيها سراً وجهراً وليلا ونهاراً ولا اسمعها ولا اسمع زوجها ذلك الحديث وأسمعه أبا بكر ما هذا الاّ شيء عجاب ما سمعنا بهذا في كل الملل والأديان.
(الأنوار النعمانية ج1 ص92).
(59) سورة التحريم: 10.
(60) الايضاح للفضل بن شاذان ص139 ورواه الاربلي في كشف الغمة ج1 ص478 مع فرق.
قال شيخ الطائفة الطوسي قدس سره: «ثم يقال لهم: كيف يجوز أن يكون هذا الخبر صحيحاً، وازواج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يعلمون ذلك، حتى وكلوا عثمان في المطالبة بحقوقهن حالا بعد حال؟ ولا يعرف العباس حتى تنازع هو وأمير المؤمنين عليه السّلام في الميراث؟ وكل ذلك يدل على بطلان الخبر».
(تلخيص الشافي ج3 ص150).
(61) تلخيص الشافي ج3 ص147 ويقول العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين في ذلك: «لا يصلح حديث (لا نورث ما تركناه صدقة) أن يكون حجة على الزهراء الاّ ان يكون لفظة صدقة مرفوعاً على الأخبار به عن (ما) الموصولة في قوله: ما تركناه ولا سبيل لا ثبات ذلك، اذ لعل (ما) هذه في محل النصب على المفعولية لتركناه وتكون صدقة حالا من (ما) فيكون المعنى أن ما نتركه في أيدينا من الصدقات لا حق لوارثنا فيه.
(النص والاجتهاد ص116، الهامش).
(62) تسميتهم ما كان يتعلق بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالصدقة، انما هو استناد إلى ما رواه أبو بكر وحده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم انه قال: «ما تركناه صدقة».
(63) الأحكام السلطانية، للماوردي ص168 وللقاضي أبي يعلى ص199.
(64) شرح نهج البلاغة ج16 ص217.
(65) وفاء الوفاء باخبار دار المصطفى ج3 ص990.
(66) طبقات ابن سعد ج1 ص183.
(67) امتاع الأسماع للمقريزي ص46.
(68) المغازي للواقدي ص262 والاصابة في تمييز الصحابة ج3 ص293.
(69) وفاء الوفاء ج3 ص988.
(70) وفاء الوفاء ج3 ص989.
(71) مجمع البحرين، مادة حسن.
(72) وفاء الوفاء ج3 ص995.
(73) سورة الاحزاب: 33.
(74) سورة الطلاق: 1.
(75) تلخيص الشافي للشيخ الطوسي ج3 ص129.
(76) الأنوار النعمانية ج1 ص87.
(77) الأحكام السلطانية ص202.
(78) كشف الحق ونهج الصدق ج1 ص127.
(79) شرح نهج البلاغة ج16 ص260.
(80) كشف الغمة ج1 ص496.
(81) تلخيص الشافي ج3 ص147.