ب ـ دعوى الميراث:
بعد أن لم تفلح عليها السّلام في الحصول على حقها في فدك من باب النحلة، سلكت طريقاً آخر على اعتبار أن فدك مما أفاء الله به على رسوله فإذا لم تنتقل في حياته إلى الزهراء حسب زعم أبي بكر فلا بد أن تنتقل اليها بعد وفاته بالميراث.
فقالت في خطبتها: «أيها المسلمون أأغلب على ارثي؟!
يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فرياً. أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ اذ يقول: (وَوَرِثَ سُلَيَْمانُ دَاوُودَ)(1) وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا اذ قال: (فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)(2) وقال: (وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ)(3) وقال: (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ)(4) وقال: (إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ)(5).
وزعمتم أن لا حظوة لي ولا ارث من أبي ولا رحم بيننا.
أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها؟ أم تقولون: ان أهل ملتين لا يتوارثان؟ أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟ أم انتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمّي؟».
(1) سورة النمل: 16.
(2) سورة مريم: 5 و6.
(3) سورة الانفال: 75.
(4) سورة النساء: 11.
(5) سورة البقرة: 180.