المناشدة في الرحبة
روى أحمد باسناده عن أبي الطفيل، قال: «جمع علي رضي الله تعالى عنه، الناس في الرحبة، ثم قال لهم: أنشد الله كل امرىء مسلم سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من النّاس، وقال أبو نعيم، فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده، فقال للنّاس: اتعلمون انّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فخرجت وكأنّ في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: اني سمعت علياً عليه السلام يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر قد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول ذلك له»(1).
وباسناده عن سعيد بن وهب، قال: «نشد علي الناس، فقام خمسة أو ستّة من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فشهدوا انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه»(2).
وباسناده عن زيد بن أرقم، قال: «استشهد علي الناس، فقال: أنشد الله رجلا سمع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: اللهم من كنت مولاه فعليٌ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فقام ستّة عشر رجلا فشهدوا»(3).
وروى الترمذي باسناده عن ربعي بن خراش قال: «أخبرنا علي بن أبي طالب بالرحبة، فقال: لما كان يوم الحديبيّة، خرج الينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناسٌ من رؤساء المشركين، فقالوا: يا رسول الله، خرج اليك ناسٌ من أبنائنا واخواننا وأرقّائنا وليس لهم فقه في الدّين وانّما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا فارددهم الينا فان لم يكن لهم فقه في الدّين سنفقّههم. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا معشر قريش لتنتهنَّ أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلوبهم على الايمان قالوا: من هو يا رسول الله؟ وقال له أبو بكر: من هو يا رسول الله؟ وقال عمر: من هو يا رسول الله؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: هو خاصف النعل وكان اعطى علياً نعله يخصفها، قال: ثم التفت إلينا عليٌ فقال: انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار»(4).
وروى النسائي باسناده عن سعيد بن وهب قال: «قال علي كرم الله وجهه في الرحبة: انشد بالله من سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خم يقول: انّ الله ورسوله وليّ المؤمنين ومن كنت وليّه فهذا وليه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره»(5).
وروى أبو نعيم باسناده عن عميرة بن سعد قال: «شهدت علياً على المنبر ناشداً أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وانس بن مالك وهم حول المنبر وعلي على المنبر وحول المنبر اثنا عشر رجلا هؤلاء منهم فقال علي: نشدتكم بالله، هل سمعتم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقاموا كلّهم، فقالوا: اللّهم نعم وقعد رجل فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال: يا أميرالمؤمنين كبرت ونسيت، فقال: اللّهم ان كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن، قال: فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة»(6).
روى أحمد باسناده عن زاذان أبي عمرو قال: «سمعت علياً عليه السلام في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خم وهو يقول ما قال، فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا انّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه»(7).
روى أبو نعيم باسناده عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال: «نشد علي الناس بالرحبة: من سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من كنت مولاه فعليٌ مولاه، اللهم وال من والاه الاّ قام فقام اثنا عشر بدريّاً فشهدوا انّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من كنت مولاه فعليٌ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه»(8).
روى النسائي باسناده عن عمرو بن سعد «انّه سمع عليّاً رضي الله عنه، وهو ينشد في الرّحبة من سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من كنت مولاه فعلّي مولاه؟ فقام ستّة نفر، فشهدوا»(9).
وروى باسناده عن عامر بن واثلة، قال: «جمع علي الناس في الرحبة، فقال: انشد بالله كلّ امرىء سمع من رسول الله قال يوم غدير خم، ألستم تعلمون انّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو قائم ثمّ أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه.
قال أبو الطفيل: فخرجت وفي نفسي منه شيء فلقيت زيد بن أرقم واخبرنا فقال: تشكّ أنا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟»(10).
وروى الكنجي باسناده عن عمرو وعن سعيد بن وهب و عن زيد بن يثيع، قالوا: «سمعنا علياً يقول في الرحبة: أنشدكم الله ولا أنشد الاّ من سمعت أذناه ووعى قلبه فقام نفر فشهدوا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: فأخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، واحبّ من أحبّه وابغض من ابغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله»(11).
روى أحمد باسناده، عن زاذان أبي عمرو، قال: «سمعت علياً في الرّحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خمّ وهو يقول ما قال: فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا انّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يقول: من كنت مولاه فعليٌ مولاه»(12).
روى النسائي باسناده عن عمرو بن سعد «انّه سمع علياً عليه السلام وهو ينشد في الرحبة، من سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من كنت مولاه فعليٌ مولاه؟ فقام ستّة نفر فشهدوا…
وعن سعيد بن وهب قال: قام خمسة أو ستّة من اصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فشهدوا انّ رسول الله يقول: من كنت مولاه فعليٌ مولاه»(13).
روى ابن كثير باسناده عن زيد بن يثيع، قال: «نشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خم ما قال الا قام، قال: فقام من قبل سعيد ستّة، ومن قبل زيد ستّة فشهدوا انّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي يوم غدير خم: أليس الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى قال: اللهم من كنت مولاه فعليٌ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»(14).
وروى باسناده عن سعيد بن وهب قال: «قال عليٌ في الرحبة: أنشد بالله رجلا سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خم يقول: انّ الله وليّ المؤمنين ومن كنت وليّه فهذا ولييّ، اللَّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره».
وروى باسناده عن عمرو ذي مر، قال: «نشد علي الناس بالرحبة، فقام أناس فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله يقول يوم غدير خمّ: من كنت مولاه فانّ عليّاً مولاه، اللهمَّ وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبّه، وابغض من أبغضه، وانصر من نصره».
وروى باسناده عن عبيد بن الوليد القيسي، قال: «دخلت على عبد الرحمان ابن أبي ليلى، فحدثني انّه شهد عليّاً في الرّحبة قال: أنشد بالله رجلا سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وشهده يوم غدير خمّ الاّ قام ولا يقوم الاّ من قد رآه فقام اثنا عشر رجلا فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول: اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذ من خذله، فقام الا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فاصابتهم دعوته»(15).
وروى باسناده عن عميرة بن سعد: «انّه شهد علياً على المنبر يناشد اصحاب رسول الله من سمع رسول الله يوم غدير خم، فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو هريرة وأبو سعيد وانس بن مالك فشهدوا انّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من كنت مولاه فعلّي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه».
وروى عن أبي الطفيل، قال: «جمع علي الناس في الرحبة ـ يعني رحبة مسجد الكوفة ـ فقال: أنشد الله كلّ من سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ناسٌ كثيرٌ فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس: أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم، يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللَّهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فخرجت كأنّ في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن ارقم، فقلت له: انّي سمعت علياً يقول كذا وكذا قال: فما تنكر؟ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول ذلك له»(16).
وروى باسناده عن رباح بن الحارث قال: «جاء رهطٌ إلى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: كيف اكون مولاكم وانتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فهذا مولاه، قال رباح: فلمّا مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الانصار، منهم أبو أيوب الأنصاري»(17).
(1) مسند أحمد ج4 ص370، ورواه أحمد في الفضائل ج2 رقم 8 ورواه النسائي في الخصائص ص24 والهيثمي في مجمع الزوائد ص104 ص9.
(2) مسند أحمد ج5 ص366، ورواه أحمد في الفضائل ج1 الحديث 143 والهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص104 والنسائي في الخصائص ص22.
(3) مسند أحمد ج5 ص370.
(4) سنن الترمذي ج5 ص298، باب مناقب علي بن أبي طالب.
(5) الخصائص ص26.
(6) حلية الأولياء ج5 ص26.
(7) الفضائل ج1 الحديث 113.
(8) أخبار اصبهان ج2 ص228 وج1 ص107، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج5 ص211، ورواه الجزري مع اختلاف يسير، وقال: هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة تواتر عن أميرالمؤمنين علي، وهو متواتر أيضاً عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم رواه الجم الغفير عن الجم الغفير؛ ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم، فقد ورد مرفوعاً عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله والزبير ابن العوام وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمان بن عوف والعباس بن عبد المطلب وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وبريدة بن الحصيب وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس وحبشي بن جنادة وعبد الله بن مسعود وعمران بن حصين وعبدالله بن عمر وعمّار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي، واسعد بن زرارة، وخزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري، وسهل بن حنيف وحذيفة بن اليمان وسمرة ابن جندب، وزيد بن ثابت، وأنس ابن مالك وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، وصح عن جماعة منهم ممن يحصل القطع بخبرهم ويثبت أيضاً أن هذا القول كان منه صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خم وذلك في خطبة خطبها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حقه ذلك اليوم وهو الثامن عشر من ذي الحجة سنة احدى عشرة لما رجع صلّى الله عليه وآله وسلّم من حجة الوداع» (أسنى المطالب ص3).
(9) الخصائص ص22.
(10) الخصائص ص24.
(11) كفاية الطالب ص63، ورواه النسائي في الخصائص ص22، والهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص104، 105، 107، وابن كثير في البداية والنهاية ج7 ص347.
(12) المسند ج1 ص84.
(13) الخصائص ص22.
(14) البداية والنهاية ج5 ص210.
(15) البداية والنهاية ج5، 210 ـ 211.
(16) البداية والنهاية ج5، 211 ـ 212.
(17) البداية والنهاية ج5 ص212.