من عصى علياً فقد عصى الله و رسوله
أخرج الحاكم بإسناده عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصى علياً فقد عصاني»(1).
وروى الخوارزمي بأسناده عن عبد الله قال: «خرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من عند زينب بنت جحش فأتى بيت ام سلمة وكان يومها من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يلبث أن جاء عليّ عليه السّلام فدقّ الباب دقّاً خفيفاً فاستبشر رسول الله الدقّ، وأنكرته أمّ سلمة فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قومي فافتحي له الباب فقالت: يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره ان افتح له الباب فأتلقاه بمعاصمي وقد نزلت في آية من كتاب الله بالامس؟ فقال لها كالمغضب: ان طاعته طاعة الرسول، ومن عصى الرسول فقد عصى الله، ان بالباب رجلاً ليس بالنزق ولا بالخرق، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ففتحت له الباب، فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حسّاً ولا حركة وصرت إلى خدري استأذن فدخل فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أتعرفينه؟ قلت: نعم، هذا علي بن أبي طالب قال: صدقت، سجيّته من سجيتّي ولحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو عيبة علمي، اسمعي واشهدي هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي، اسمعي واشهدي هو والله محيي سنّتي، اسمعي واشهدي، لو ان عبداً عبد الله الف عام من بعد الف عام بين الرّكن والمقام ثم لقي الله مبغضاً لعلي عليه السّلام لأكبه الله يوم القيامة على منخريه في نار جهنم»(2).
وروى الحمويني باسناده عن حذيفة قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: عليّ طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي»(3).
وروى باسناده عن علقمة والاسود قالا: «أتينا أبا ايوب الانصاري رضي الله عنه، فقلنا له: يا أبا أيوب، ان الله تعالى اكرمك بنبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم فيا لك من فضيلة من الله فضلك بها، أخبرنا بمخرجك مع علّي عليه السّلام تقاتل أهل «لا اله الاّ الله»!؟ فقال أبو أيوب: فاني اقسم لكم بالله لقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم معي في هذا البيت الذي انتما فيه معي، وما في البيت غير رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ جالس عن يمينه، وأنا جالس عن يساره وانس قائم بين يديه، اذ حرك الباب، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يا انس: افتح لعمار الطيب المطيب ففتح انس الباب ودخل عمّار فسلم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فرحّب به ثم قال لعمار: انّه سيكون في امتي من بعدي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضا، وحتى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الاصلع عن يميني، يعني علي بن أبي طالب، فان سلك الناس كلهم وادياً وسلك علي وادياً فاسلك وادي علي بن أبي طالب عليه السّلام وخلّ عن الناس! يا عمّار ان علياً لا يردك عن هدى ولا يدلّك على ردى، يا عمّار، طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عزّوجلّ»(4).
وروى ابن عساكر باسناده عن عمرو بن عبدالله الثقفي، عن أبيه عن جده يعلى بن مرة الثقفي، قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من اطاع علياً فقد اطاعني ومن عصى علياً فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أحب علياً فقد احبني ومن احبني فقد احب الله، ومن ابغض علياً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، لا يحبك الاّ مؤمن ولا يبغضك الاّ كافر او منافق»(5).
وروى الوصابي بإسناده عن ابن عمر، قال: «بينا انا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجمع المهاجرين والانصار الاّ من كان في سرية، اقبل عليّ يمشي وهو مغضب، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أغضبه فقد اغضبني، فلما جلس قال: مالك يا علي؟ قال: آذوني بنو عمك، فقال: يا علي، اما ترضى ان تكون معي في الجنة والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وازواجنا خلف ذرارينا واشياعنا عن ايماننا وشمائلنا»(6).
(1) المستدرك على الصّحيحين ج3 ص121 وص128. قال السيّد محمّد حسن القزويني الحائري:
«دلّ الحديث على اتحاد طاعة علّي عليه السّلام مع طاعة النبّي صلّى الله عليه وآله وسلّم ووحدة الاطاعتين حجّة على عصمة علي عليه السّلام وعدم خطائه في الدّين كدلالة كون علي عليه السّلام مع القرآن على عصمته كعصمة القرآن، فيما اخرجه الحاكم في المستدرك ج3 ص124، والذّهبي في التلّخيص وابن حجر في الصّواعق ص77 والكنجي الشافّعي في كفاية الطّالب ص254، والسّيوطي في تاريخ الخلفاء في فضائل علي عليه السّلام ص67 عن أمّ سلمة، قالت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: علّي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتّى يردا علّي الحوض، وأخرج الحاكم ايضاً في المستدرك ج3 ص124 وصحّحه من كلام النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلّي عليه السّلام: يا علي من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فارقني، كلّ ذلك دليل على عصمة أميرالمؤمنين عليه السّلام» الامامة الكبرى والخلافة العظمى ج2 ص30 مخطوط.
(2) المناقب الفصل السابع ص43. وروى مثل ذلك مع اختلاف في بعض الالفاظ، الحمويني في فرائد السمطين ج1 ص332.
(3) فرائد السمطين ج1 ص179، الحديث 142.
(4) فرائد السمطين ج1 ص178، الحديث 141.
(5) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص188، الحديث 671.
(6) أسنى المطالب الباب السّابع ص40، رقم 53.