من آذى علياً فقد آذى الله و رسوله
أخرج الحاكم النيسابوري بأسناده في حديث عن عمرو بن شاس الأسلميوكان من أصحاب الحديبية قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من آذى علياً فقد آذاني»(1).
وأخرج ابن عساكر عن مصعب بن سعد عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه وآله انّه قال: «من آذى علياً فقد آذاني» وأخرجه عن جابر أيضاً(2).
ورواه الخوارزمي بإسناده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، بشيء من التفصيل قال: «كنت جالساً في المسجد، أنا ورجلان معي، ونلنا من علي، فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم غضباناً يعرف الغضب في وجهه فتعوذت بالله من غضبه، فقال: ما لكم ومالي، من آذى علياً فقد آذاني»(3).
كما روى حديث عمرو بن شاس الأسلمي بشيء من التفصيل، قال: «خرجنا مع علي إلى اليمن فجفاني في سفره ذلك حتى وجدت في نفسي، فلما قدمت اظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله قال: فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ناس من أصحابه، فلما رآني أمدني عينيه ـ قال: يقول: حدد اليَّ النظر ـ، حتى إذا جلست. قال: يا عمرو، أما والله لقد آذيتني، فقلت: اعوذ بالله أن أوذيك يا رسول الله، قال: «بلى، من آذى علياً فقد آذاني»(4).
وبإسناده عن زيد بن علي، وهو آخذ بشعره قال: «حدّثني علي بن الحسين، وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني الحسين بن علي ،وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني علي بن أبي طالب وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني رسول الله وهو آخذ بشعره، قال: يا علي، من آذى شعرة منك فقد آذاني، ومن آذاني آذى الله، ومن آذى الله لعنه ملأ السموات وملأ الأرض»(5).
وأخرج أحمد بأسناده عن عروة ـ وهو ابن الزبير ـ «أنّ رجلا وقع في علي ابن أبي طالب، بمحضر من عمر فقال له عمر: تعرف صاحب هذا القبر هو محمّد ابن عبدالله بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب، فلا تذكر علياً الاّ بخير، فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره»(6).
قال الشنقيطي: «ومن مناقبه قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من آذى علياً فقد آذاني. أخرجه أحمد وأخرجه أبو حاتم، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أحب علياً فقد احبني ومن أبغض علياً فقد ابغضني، ومن آذى علياً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى. أخرجه أبو عمر ابن عبد البر، وأخرج نحوه المخلص. وعن ابن عبّاس قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى علي ابن أبي طالب، فقال: له أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، من أحبك فقد احبني، وحبيبك حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، الويل لمن ابغضك. أخرجه أحمد في المناقب»(7).
(1) المستدرك على الصحّيحين ج3 ص122، ورواه أحمد في الفضائل ج1 الحديث 103 وابن عساكر في ترجمة الإمام علّي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص389، رقم 495 والوصّابي في أسنى المطالب في الباب الثّامن ص43 الحديث 14، ومنتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج5 ص30.
(2) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ج1 ص392ـ393 رقم 449 و501 وأخرجه ابن حبّان كما في موارد الظمآن ص543.
(3) المناقب الفصل الرّابع عشر ص91.
(4) المناقب ص93.
(5) المناقب الفصل التّاسع عشر ص235.
(6) الفضائل (المناقب) ج1 / الحديث 207 مخطوط، ورواه الوصّابي في أسنى المطالب الباب الثّامن ص43 رقم 12، وفيه (ان انتقصته) بدل (ان ابغضته).
(7) كفاية الطالب ص41.