معاوية يستشير عمرو بن العاص:
قال نصر بن مزاحم: «وفي حديث صالح بن صدقة قال: لما أراد معاوية السير الى صفين قال لعمرو بن العاص: اني قد رأيت ان نلقي إلى أهل مكة وأهل المدينة كتاباً نذكر لهم فيه أمر عثمان، فاما أن ندرك حاجتنا، وأمّا أن يكف القوم عنا، قال عمرو: انّما نكتب إلى ثلاثة نفر: راض بعلي فلا يزيده ذلك الاّ بصيرة، أو رجل يهوى عثمان فلن نزيده على ما هو عليه، أو رجل معتزل فلست بأوثق في نفسه من علي، قال: عليّ ذلك. فكتبا:
«اما بعد، فانه مهما غابت عنا من الأمور فلن يغيب عنا أن علياً قتل عثمان، والدليل على ذلك مكان قتلته منه وانما نطلب بدمه حتى يدفعوا الينا قتلته فنقتلهم بكتاب الله، فان دفعهم علي الينا كففنا عنه، وجعلناها شورى بين المسلمين على ما جعلها عليه عمر بن الخطاب، وامّا الخلافة فلسنا نطلبها فأعينونا على أمرنا هذا وانهضوا من ناحيتكم فان أيدينا وأيديكم إذا اجتمعت على أمر واحد، هاب علي ما هو فيه»(1).
(1) وقعة صفين ص62.