مؤيّدات حديث الغدير
أخرج أبو نعيم باسناده عن علي عليه السّلام قال: «قال لي عمر بن الخطاب ذات يوم: أنت ـ والله ـ أميرالمؤمنين حقاً. قلت: عندك أو عند الله؟ قال: عندي وعند الله تبارك وتعالى»(1).
وروى محمّد بن جرير الطبري في المجلد الأول من كتاب الدلائل عن جابر الجعفي، قال: «قال أبو جعفر محمّد بن علي عليه السّلام: لو علم النّاس متى سمي عليّ أميرالمؤمنين ما أنكروا ولايته، قلت: رحمك الله، متى سمّي عليّ أميرالمؤمنين؟ قال: كان ربك عزّوجلّ حيث أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم ومحمّد رسولي وعليّ أميرالمؤمنين»(2).
وروى الحافظ ابن مردويه بسنده عن بريدة، قال: «أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن نسلّم على علي بأمير المؤمنين»(3).
وروى الخوارزمي باسناده عن سالم قال: «قيل لعمر: نراك تصنع بعلي شيئاً لا نراك تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: إنه مولاي»(4).
وباسناده عن أبي جعفر قال: «جاء اعرابيان إلى عمر يختصمان فقال عمر: ياأبا الحسن اقض بينهما، فقضى علي على أحدهما، فقال المقضى عليه: يا أميرالمؤمنين بهذا يقضى بيننا! فوثب إليه عمر، فأخذ بتلابيبه، ثم قال: ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن»(5).
وباسناده عن يعقوب بن اسحاق بن أبي اسرائيل، قال: «نازع عمر بن الخطاب رجلا في مسألة فقال له عمر: بيني وبينك هذا الجالس، وأومأ بيده الى عليّ عليه السّلام فقال الرّجل: من هذا الأبطن؟ فنهض عمر عن مجلسه فأخذ بأذنيه حتّى أشاله من الأرض وقال له: ويلك أتدري من صغرت؟ هذا عليّ بن أبي طالب مولاي ومولى كلّ مسلم»(6).
وروى الحمويني باسناده عن أبي صادق، قال علي عليه السّلام: «اصول الاسلام ثلاثة، لا تنفع واحدة منهن دون صاحبتها، الصلاة، والزكاة، والموالاة.
قال الواحدي: وهذا منتزع من قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(7) وذلك ان الله تعالى اثبت الموالاة بين المؤمنين ثم لم يصفهم الاّ باقامة الصلاة، وايتاء الزكاة، فقال: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) فمن والى علياً فقد والى الله ورسوله وقد ذكر ذلك الله تعالى في آية اخرى انّه حببه الى عباده المؤمنين(8) فقال: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)(9).
وروى الشنقيطي باسناده عن رباح بن الحارث قال: «بينما علي جالس إذ جاءه رجل فدخل وعليه أثر السفر فقال: السلام عليك يا مولاي، قال: من هذا؟ قال أبو ايوب الانصاري، فقال علي: افرجوا له ففرجوا، فقال أبو ايوب: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه»(10).
وباسناده عن عمر [بن الخطاب] انه قال: «علي مولى من كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مولاه».
وعن سالم، قيل لعمر: «انك تصنع بعلي شيئاً ما تصنعه باحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: انّه مولاي»(11).
وروى الخوارزمي بأسناده عن الاصبغ، قال: «سئل سلمان الفارسي رضي الله عنه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام وفاطمة فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول عليكم بعلي بن أبي طالب عليه السّلام فانّه مولاكم فأحبوه وكبيركم فاتبعوه وعالمكم فاكرموه وقائدكم إلى الجنة فعززوه، وإذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه، أحبوه كحبي واكرموه بكرامتي، ما قلت لكم في علي الاّ ما أمرني به ربي جلت عظمته»(12).
وروى الحمويني باسناده عن أبي سعيد عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله عزّوجلّ (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)(13) قال: «عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. قال الواحدي: والمعنى أنّهم يسئلون هل والوه حقّ الموالاة كما أوصاهم به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وقال: وروى عن عليّ عليه السّلام انّه قال: جعلت الموالاة أصلا من اصول الدّين»(14).
وروى محمّد بن رستم بأسناده عن ابن عمر: «من يكن الله ورسوله مولاه فان هذا مولاه يعني علّياً، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، اللّهم من أحبّه من النّاس فكن له حبيباً، ومن أبغضه من النّاس فكن له بغيضاً، اللّهم انّي لا أجدُ احداً استودعه في الأرض بعد العبدين الصّالحين فاقض عنّي بالحسُنى»(15).
وروى ابن المغازلي بأسناده عن أبي هريرة قال: «من صام يوم ثماني عشرة خلت من ذي الحجة كتب له صيام ستّين شهراً، وهو يوم غدير خمّ، لمّا أخذ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطّاب بخ بخّ لك يا عليّ بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن(16)، فأنزل الله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(17).
وروى أحمد باسناده عن رباح بن الحرث قال: «جاء رهط إلى عليّ بالرّحبة، فقالوا: السّلام عليك يا مولانا، فقال: كيف اكون مولاكم وانتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خمّ: من كنت مولاه فهذا مولاه، قال رباح: فلمّا مضوا اتبعتهم وسألت: من هؤلاء؟ قالوا نفر من الأنصار، فيهم أبو ايّوب الأنصاري»(18).
وروى محبّ الدّين الطّبري باسناده عن عبد الأعلى بن عدّي النهرواني «انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا عليّاً يوم غدير خمّ فعمّمه وارخى عذبة العمامة من خلفه»(19).
(1) كتاب اليقين لابن طاوس ص19 مخطوط.
(2) المصدر ص45.
(3) المصدر ص10.
(4) المناقب، الفصل الرّابع عشر ص97.
(5) المناقب ص98.
(6) المصدر، وروى هذا الحديث وسابقه محبّ الدّين الطبري في الرياض النّضرة ج3 ص164 وفي ذخائر العقبى ص68.
(7) سورة المائدة: 55.
(8) فرائد السمطين ج1 ص79.
(9) سورة مريم: 96.
(10) كفاية الطّالب ص29.
(11) المصدر ص30.
(12) المناقب الفصل التّاسع عشر ص226.
(13) سورة الصافات: 24.
(14) فرائد السمطين ج1 ص79.
(15) تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص193 مخطوط.
(16) المناقب ص19، الحديث24، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد: ج8 ص290 والخوارزمي في المناقب الفصل التاسع عشر ص94 مع فرق.
(17) سورة المائدة: 3.
(18) المناقب لأحمد ج1، الحديث 89، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص103.
(19) الرياض النضرة ج3 ص247.