علّيٌ أحبّ الخلق إلى رسول الله(1)
روى النّسائي بإسناده عن جميع ـ وهو ابن عمير ـ: «دخلت مع أبي على عايشة يسألها من وراء الحجاب عن علّي رضي الله عنه فقالت: تسألني عن رجل ما اعلم احداً كان أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منه، ولا أحبّ إليه من امرأته».
وفي رواية أخرى قال: ««دخلت مع أمّي على عائشة وأنا غلام فذكرت لها عليّاً فقالت: ما رأيت رجلا أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منه ولا امرأةً احبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من امرأته»(2).
وبإسناده عن النّعمان بن بشير، قال: «استأذن أبو بكر على النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول: لقد علمت أنّ عليّاً أحبّ إليك منّي! فأهوى لها ليلطمها، وقال لها: يا بنت فلانة، أراك ترفعين صوتك على رسول الله؟ فأمسكه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وخرج أبو بكر مغضباً»(3).
وبإسناده عن ابن بريدة قال: «جاء رجل إلى أبي فسأله: أيّ النّاس كان أحبّ إلى رسول الله؟ قال: من النّساء فاطمة، ومن الرّجال علّي»(4).
وروى ابن حجر عن الترمذي بأسناده عن عائشة: «كانت فاطمة احبّ النّاس إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وزوجها علي احبّ الرّجال إليه»(5).
وروى السّمهودي بأسناده عن ابن عبّاس، قال: «كنت أبا والعبّاس جالسين عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اذ دخل علي، فسلّم فردّ عليه النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم السّلام وقام إليه وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه عن يمينه، فقال العبّاس: يا رسول الله، أتحبّه؟ فقال: يا عمّ والله لله أشدّ حبّاً له منّي، إنّ الله عزَّوجلَّ جعل ذريّة كلّ نبي في صلبه وجعل ذرّيتي في صلب هذا»(6).
وروى ابن عساكر بأسناده عن عائشة، قالت: «ما خلق الله خلقاً كان أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من علّي»(7).
وروى الخوارزمي بسنده عن عبدالله بن عمر، قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد سئل بأيّ لغة خاطبك ربّك؟ قال: خاطبني بلغة علي ابن أبي طالب، فألهمت أن قلت: يا ربّ خاطبتني أم علي؟ فقال عزّوجلّ: يا أحمد، أنا شيء لا كالأشياء، لا اقاس بالنّاس، ولا أوصف بالشّبهات، خلقتك من نوري وخلقت علياً من نورك، فاطّلعت على سرائر قلبك فلم اجد في قلبك احبّ إليك من علي بن أبي طالب عليه السّلام، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك»(8).
وروى الشّنقيطي عن جميع، قال: «دخلت مع أبي على عائشة فسألتها عن مسراها يوم الجمل، فقالت: كان قدراً من الله وسألتها عن علي عليه السّلام: فقالت: سألت عن احبّ الناس إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وزوج أحب الناس كان إليه»(9).
وروى الحضرمي بسنده عن معاذة الغفارية قالت: «دخلت على النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في بيت عائشة وعلي خارج من عنده، فسمعته يقول: يا عائشة، انّ هذا احبّ الرّجال إلي واكرمهم علّي فاعرفي حقّه وأكرمي مثواه»(10).
وبسنده عن معاوية بن ثعلبة، قال: «جاء رجل إلى أبي ذر رضي الله عنه وهو في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا أبا ذر، ألا تخبرني بأحبّ الخلق إليك، فانّي اعرف ان أحبّ النّاس إليك أحبّهم إلى رسول الله، فقال: اي وربّ الكعبة أحبّهم إليّ احبهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو ذلك الشيخ، وأشار إلى علي كرّم الله وجهه»(11).
وروى البدخشي بسنده عن اسماء بنت عميس رضي الله عنها، انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لفاطمة حين زوّجها من علي: «أسكتي، فقد انكحتك احبّ أهل بيتي اليّ»(12).
وروى ابن عساكر بأسناده عن جميع بن عمير، عن عمته، أنها سألت عائشة: «من كان أحبّ النّاس إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قالت: فاطمة قالت: اسألك عن الرّجال: قالت: زوجها»(13).
وبأسناده عن عبد الرّحمن ابن أخي زيد بن ارقم، قال: «دخلت على أمّ سلمة أمّ المؤمنين. فقالت: من أين أنتم؟ فقلت: من أهل الكوفة، فقالت: أنتم الّذين تشتمون النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فقلت: ما علمنا أحداً يشتم النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قالت: بلى، أليس يلعنون عليّاً ويلعنون من يحبّه؟ وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يحبه».
وروى السيّد شهاب الدين أحمد بأسناده عن أنس بن مالك، قال: «صعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المنبر، فذكر قولا كثيراً، ثمّ قال: أين علي بن أبي طالب؟ فوثب إليه، وقال:ها أنا ذا يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فضمّه إلى صدره وقبّل عينيه وقال بأعلى صوته: يا معاشر المسلمين، هذا أخي وابن عمّي وحبيبي، هذا من دمي ولحمي وشعري، هذا أسد الله وسيفه في أرضه على أعدائه، وعلى مبغضيه لعنة الله ولعنة اللاعنين والله منه بريء، وأنا منه بريء، فمن أحبّ أن يتبرّأ من الله ومنّي فليتبرّأ من علي، وليبلّغ الشاهد الغائب ثم قال: اجلس يا علي، قد غفر الله لك ذنبك»(14).
وروى الزرندي بأسناده عن عبدالله بن بريدة عن أبيه، قال: «قيل له: من أحبّ النّاس إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: عليّ بن أبي طالب»(15).
وقال: «ويروى أن امرأةً من الأنصار قالت لعائشة رضي الله عنها: ايّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قالت: علّي بن أبي طالب»(16).
(1) أفردنا الأحاديث الدّالة على انّ علّياً احبّ الخلق إلى الله في فصل مستقل عنوانه (حديث الطّير).
(2) الخصائص ص29. ورواه الخوارزمي في المناقب ص37 الفصل السّادس.
(3) المصدر ص28، ورواه الهيثمي في مجمع الزّوائد ج9 ص126 مع اختلاف يسير.
(4) الخصائص ص29، ورواه الشنقيطي في كفاية الطّالب ص38، وابن عساكر في ترجمة الإمام علّي ابن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص163 رقم 641.
(5) الصواعق المحرقة ص72.
(6) جواهر العقدين، العقد الثّاني الذّكر السادس ص206، مخطوط.
(7) ترجمة الإمام علي من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص162، الحديث 640، ورواه الكنجي في كفاية الطّالب ص324.
(8) المناقب، الفصل السّادس ص37 ومقتل الحسين ج1 ص42.
(9) كفاية الطّالب ص38.
(10) وسيلة المآل ص 216 مخطوط، ورواه السيّد شهاب أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 357 مع فرق يسير.
(11) المصدر. ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علّي من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص171، الحديث 655.
(12) نزل الابرار، ص10 من المخطوط.
(13) ترجمة الإمام علي من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص164 الحديث 643، ورواه الزرندي في نظم درر السمطين ص 102 مع فرق يسير.
(14) توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص376 مخطوط.
(15) نظم درر السمطين ص100.
(16) نظم درر السمطين ص102.