علّيٌّ يحبّه الله و رسُوله
روى النّسائي بإسناده عن سعد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لأدفعنّ الراية إلى رجل يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، ويفتح الله بيده فاستشرف لها اصحابه، فدفعها إلى علّي عليه السّلام»(1).
وروى الحمويني بأسناده عن عبدالله بن عبَّاس قال: «كنت أنا والعبّاس جالسين عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ دخل علّي بن أبي طالب فسلّم فردّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبشّ به وقام إليه فاعتنقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه عن يمينه، فقال العبَّاس: يا رسول الله، أتحبّ هذا؟ فقال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا عمَّ رسول الله، والله، لله اشدّ حبّاً له منّي، انّ الله تعالى جعل ذرية كلّ نبّي من صلبه وجعل ذرّيتي من صلب هذا»(2).
أقول: قال العلاّمة الحلّي قدّس سره: «الإمام يحبّه الله، لأنّ معنى المحبّة من الله تعالى كثرة الثّواب، والإمام هو سبب حصول الثّواب للنّاس كافة، ولأنّ الإمام متّبع للنّبي عليه الصلاة والسلام في كلّ الاحوال وإلا لما أمر بطاعته واتباعه، ولأنّه خليفة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقائم مقامه، وكلّ من يتبع النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يحبّه الله تعالى، لقوله تعالى: (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ)(3) ولا شيء من غير المعصوم يحبّه الله تعالى»(4).
(1) الخصائص ص4.
(2) فرائد السّمطين ج1 ص324.
(3) سورة آل عمران: 31.
(4) الألفين ص101، المطبعة الحيدرية ـ النّجف.