علي يتم الحجة على طلحة و الزبير
روى أحمد باسناده عن ابن عبّاس، قال: «أرسلني عليٌ عليه السّلام إلى طلحة والزبير يوم الجمل، قال: فقلت لهما: ان أخاكما يقرئكما السلام ويقول لكما: هل وجدتما علي حيفاً في حكم أو في استتار في فيء أو في كدي، قال: فقال الزبير: ولا واحدة منهما، ولكن مع الخوف شدة المطامع»(1).
وروى الخوارزمي باسناده عن رفاعة بن أياس الضبي عن أبيه عن جدّه قال: «كنا مع علي عليه السّلام يوم الجمل فبعث إلى طلحة بن عبيد الله أن ألقني فأتاه فقال: أنشدتك الله هل سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره؟ قال: نعم، قال: فلم تقاتلني؟ قال: فانصرف طلحة ولم يرد جواباً»(2).
وباسناده عن أبي بشير الشيباني قال: «.. فلم يكن الاّ يسيراً حتى دخل عليه طلحة والزبير فقالا: يا أميرالمؤمنين، إن أرضنا أرض شديدة وعيالنا كثير ونفقتنا قليلة، قال: ألم أقل لكم اني لا اعطي احداً دون أحد؟ قالا نعم، قال: فأتوني باصحابكم فان رضوا بذلك أعطيتكم والاّ لم اعطكم دونهم، ولو كان عندي شيء اعطيتكم من الذي لي لو انتظرتم حتى يخرج عطائي أعطيتكم من عطائي، قالا: ما نريد من مالك شيئاً وخرجا من عنده، فلم يلبثا الاّ قليلا حتى دخلا عليه، فقالا: أتأذن لنا في العمرة؟ قال: ما تريدان العمرة ولكن تريدان الغدرة، قالا: كلاّ، قال: قد أذنت لكما اذهبا، قال: فخرجا حتى أتيا مكة، وكانت أم سلمة وعائشة بمكة فدخلا على أم سلمة فقالا لها وشكيا اليها فوقعت منهما وقالت: أنتما تريدان الفتنة، ونهتهما عن ذلك نهياً شديداً، قال: فخرجا من عندها حتى أتيا عائشة فقالا لها مثل ذلك وقالا نريد ان تخرجي معنا نقاتل هذا الرجل، قالت: نعم»(3).
(1) الفضائل ج1 حديث 137.
(2) المناقب ص115.
(3) المناقب ص112.