الباب السَّابع: عليٌّ (عليه السلام) والحبّ
1 ـ عليٌ عليه السّلام ومحبّوه
2 ـ عليٌ عليه السّلام علياً فقد أحب الله ورسوله.
3 ـ عليٌ عليه السّلام خليل الله وخليل رسوله.
4 ـ عليٌ عليه السّلام أحبّ الخلق إلى رسول الله.
5 ـ عليٌ عليه السّلام وحديث الطير.
6 ـ عليٌ عليه السّلام حبيب رسول الله وصفيه.
7 ـ عليٌ عليه السّلام يحبه الله ورسوله.
8 ـ عليٌ عليه السّلام وحديث الراية.
9 ـ عليٌ عليه السّلام ولي رسول الله.
10 ـ عليٌ عليه السّلام مولى كل مؤمن ومؤمنة واميره.
11 ـ عليٌ عليه السّلام وحديث الغدير.
12 ـ عليٌ عليه السّلام حبه ايمان وبغضه كفر ونفاق.
13 ـ عليٌ عليه السّلام ودعاء رسول الله (ص) له.
14 ـ عليٌ وولايته في ميثاق الأنبياء (ع).
علي ومحبّوه
روى الخوارزمي باسناده عن انس بن مالك، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : حبّ علي حسنة لا يضرّ معها سيئّة، وبغضه سيئّة لا تنفع معها حسنة»(1).
وباسناده عن جابر، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: جائني جبرئيل عليه السّلام من عند الله عزّوجلّ بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض: انّي افترضت محبّة علي بن أبي طالب على خلقي عامّة، فبلّغهم ذلك عنّي»(2).
وباسناده عن ابن عبَّاس، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لو اجتمع النّاس على حبّ علي بن أبي طالب عليه السّلام لما خلق الله عزّوجلّ النّار»(3).
وباسناده عن زيد بن علي بن الحسين بن علّي بن أبي طالب عليه السّلام عن أبيه عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه قال لعلّي: «يا علّي، لو انّ عبداً عبد الله عزّوجلّ مثل ما قام نوح في قومه، وكان له مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ومدّ في عمره حتى حجّ ألف عام على قدميه، ثمّ قُتل بين الصّفا والمروة مظلوماً، ثمّ لم يوالك يا عليّ، لم يشمّ رائحة الجنّة ولم يدخلها»(4).
وبأسناده عن ابن عمر، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من احبّ عليّاً قبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه، ألا ومن احبّ علّياً، اعطاه الله بكلّ عرق في بدنه مدينة في الجنّة، ألا ومن احبّ آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم أمن الحساب والميزان والصّراط، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأنا كفيله بالجنّة مع الأنبياء، ألا ومن أبغض آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله»(5).
وروى عن معجم الطبّراني بأسناده إلى فاطمة الزّهراء قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «انّ الله عزّوجلّ، باهى بكم وغفر لكم عامّة ولعليّ خاصّة، وانّي رسول الله اليكم غير هايب لقومي ولا محاب لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني عن ربّ العالمين، انّ السّعيد كلّ السّعيد من احبّ عليّاً عليه السّلام في حياته وبعد موته، وانّ الشّقي كلّ الشقي من ابغض عليّاً في حياته وبعد موته»(6).
وروى ابن عساكر بأسناده عن ابن عبَّاس: «انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب»(7).
وباسناده عن عطاء عن ابن عبّاس، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: حبّ عليّ بن أبي طالب يأكل السيّئات، كما تأكل النّار الحطب»(8).
وروى محبّ الدّين الطبري، بسنده عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قالت: «قالت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم انّ السعيد كلّ السّعيد، حقّ السّعيد أحبّ علّياً في حياته وبعد موته»(9).
وباسناده عن أنس، قال: «دفع علّي بن أبي طالب إلى بلال درهماً يشتري به بطّيخاً، قال فاشتريت به بطّيخة فقورها فوجدها مرّة، فقال: يا بلال ردّ هذا إلى صاحبه وائتني بالدرهم، فانّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لي: انّ الله أخذ حبك على البشر والشجر والّثمر والبذر، فما اجاب إلى حبك عذب وطاب، وما لم يجب خبث ومرّ، وإنّي اظّن هذا ممّا لم يجب، أخرجه الملاّ، وفيه دلالة على انّ العيب الحادث إذا كان ممّا يطّلع به على العيب القديم لا يمنع من الرّد»(10).
وروى الوصابي بأسناده عن زيد بن أرقم، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أحبّ ان يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنّة الخلد التّي وعدني ربّي، فان ربّي عزّوجلّ غرس قضبانها بيده، فليتولّ علي بن أبي طالب، فانّه لن يخرجكم عن هدى ولن يدخلكم في ضلالة»(11).
وروى ابن عساكر بأسناده عن ابن عبّاس، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من سرّه أن يحيى حياتى، ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي فليوال علّياً من بعدي وليوال وليّه، وليقتد بالأئمّة من بعدي فانّهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهماً وعلماً، ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي»(12).
وروى محبّ الدين الطبري بأسناده عن عمرو بن شاس الأسلمي، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من احبّ علياً فقد احبّني، ومن أبغض علّياً فقد أبغضني ومن آذى علّياً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عزّوجلّ»(13).
وروى محمّد صدر العالم بأسناده عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه عن جدّه، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب، فمن تولاَّه فقد توّلاني ومن تولاني فقد تولى الله (ومن احبّه فقد احبّني) ومن احبّني فقد احبّ الله، ومن ابغضه فقد ابغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزّوجلّ»(14).
وروى البدخشاني بأسناده عن عايشة، قالت: قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «حسبك ما لمحبك، لا حسرة عند موته ولا وحشة في قبره، ولا فزع يوم
القيامة، قاله لعلّي»(15).
وبأسناده عن محمّد بن علي: «ما ثبت الله حبّ عليّ في قلب مؤمن، فزلّت له قدم الاّ ثبت الله قدميه يوم القيامة على الصراط»(16).
وبأسناده عن أبي سعيد الخدري قال: قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «انّ لله عموداً تحت العرش يضيىء لأهل الجنّة كما تضيىء الشّمس لأهل الدّنيا، لا يناله الاّ علي ومحبّوه»(17).
وروى السّمهودي باسناده عن محمّد بن الحنفّية في قوله تعالى: (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)(18) قال: لا يبقى مؤمن الاّ وفي قلبه ودّ لعلي وأهل بيته رضي الله عنه وعنهم»(19).
وروى الخوارزمي باسناده عن ابن عبّاس، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من صافح علياً فكأنّما صافحني ومن صافحني فكأنما صافح اركان العرش الرّفيع، ومن عانق علياً فكأنّما عانقني ومن عانقني فكأنّما عانق الأنبياء كلّهم، ومن صافح محبّاً لعليّ غفر الله له الذنّوب، وادخله الجنّة بغير حساب»(20).
وروى الخطيب بأسناده عن علي بن الحزّور، قال: سمعت أبا مريم الثّقفي يقول: «سمعت عمّار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلّي: «يا علّي، طوبى لمن احبّك وصدّق فيك، وويل لمن أبغضك وكذّب فيك»(21).
قال الكنجي: «ومعنى قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم الويل لمن ابغضك وكذب فيك، يريد الويل لمن أبغضك والويل لمن لم يؤمن بما ذكر من فضلك وكراماتك وما خصّك الله به من العلم والحلم والمعرفة والفهم والعدل والانصاف إلى غير ذلك من خلال الخير وما نسب إليه من الفوائد والمحامد والزّوائد.. وقوله: طوبى لمن أحبك، أي جزاء من أحبك طوبى، قيل: معنى طوبى، اي طاب دين عبد احبّ علياً في الدّنيا وطاب مقيله في العقبى»(22).
وروى الخطيب البغدادي أيضاً باسناده عن جعفر بن محمّد، قال: «حبّ علي عبادة، وافضل العبادة ما كتم»(23).
وروى سبط ابن الجوزي بأسناده عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الّذي غرسه الله بيمينه في جنّة عدن، فليتمسك بحبّ علي بن أبي طالب وآله»(24).
أقول: حبّ عليّ عليه السّلام وودّه ايمان، ومحبّه مؤمن، لقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ودّ المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الايمان، ألا ومن أحبّ في الله وابغض في الله واعطى في الله ومنع في الله فهو من اصفياء الله»(25).
فان كان هذا بالنّسبة الى ودّ المؤمن وحبّه فكيف بحبّ من هو أمير المؤمنين؟!.
وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم لاصحابه: «ايّ عُرى الايمان أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله اعلم، وقال بعضهم: الصلاة، وقال بعضهم: الزكاة، وقال بعضهم: الصيّام، وقال بعضهم: الحج والعمرة، وقال بعضهم: الجهاد، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لكلّ ما قلتم فضل، وليس به، ولكن اوثق عرى الايمان الحبّ في الله والبغض في الله، وتوالي اولياء الله والتبرّي من اعداء الله»(26).
فان كان هذا بالنسبة إلى آحاد النّاس، فكيف بمن هو ولي الله، حيث حبّه ايمان وبغضه كفر ونفاق؟!.
وقال أنس بن مالك: «جاء رجل من أهل البادية ـ وكان يعجبنا ان يأتي الرّجل من أهل البادية يسأل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فقال: يا رسول الله، متى قيام السّاعة؟ فحضرت الصّلاة، فلما قضى صلاته قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا يا رسول الله، قال: فما اعددت لها؟ قال: والله ما أعددت لها من كثير من عمل، لا صلاة ولا صوم، الاّ أني أحبّ الله ورسوله، فقال له النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: المرء مع من أحبّ، قال انس، فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء أشدّ من فرحهم بهذا»(27).
وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أحبّوا الله لما يغدو بكم به من نعمه، واحبّوني لحبّ الله، واحبّوا أهل بيتي لحبي»(28).
ولا شكّ انّ علياً عليه السّلام افضل أهل بيته وسيّدهم.
وقال الشيخ محمّد صالح المازندراني في شرح قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لكلّ ما قلتم فضل، وليس به، ولكن اوثق عرى الايمان الحبّ في الله»:
«الاعمال الظاهرة بمنزلة الصوّرة، والاعمال القلبية بمنزلة الرّوح، ونظر الصّحابة تعلّق بحسن الصّورة وكمالها، ونظر النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تعلّق بحسن الرّوح وكماله، ولا شكّ في انّ الحبّ في الله والبغض في الله، والتولي لأولياء الله، والتبري من اعداء الله من صفات القلب، وأصل الايمان، وأوثق عراه ومنشأ جميع الخيرات والكمالات وبه يتحقّق العروج إلى مقام القرب، لان الموصوف به لا يترك شيئاً من الخير غالباً لئلا يقع فيما يفرّ منه ويبغضه، وبالجملة، الأعمال القلبيّة هي المصححّة للاعمال الظاهرة، والاعمال الظاهرة أمارات ظنّية على كمال فاعلها… ولذلك وجب ان تكون المحبّة للرّسول وأئمّة الدّين والأوصياء الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين في غاية الكمال، ومن لوازم محبّتهم متابعة اقوالهم واعمالهم وعقائدهم وقوانينهم بقدر الامكان»(29).
(1) المناقب، الفصل السّادس ص 35، ورواه السيّد شهاب أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص368. محمّد بن رستم في تحفة المحبّين ص193.
(2) المصدر ص27.
(3) المصدر ص28. وأورده في مقتل الحسين ج1 ص38 ايضاً.
(4) المصدر ص28. ورواه البدخشي في مفتاح النّجاء ص 96.
(5) المصدر ص32، وأورده في مقتل الحسين ج1 ص40 أيضاً.
(6) المناقب الفصل السّادس ص37.
(7) تهذيب تاريخ دمشق ج4 ص162، ورواه المتّقي في كنز العمّال ج11 ص621 طبع حلب وفي منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5/34 ومحبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى ص91 والحضرمي في وسيلة المال ص 257 والسمهودي في جواهر العقدين ص194، والكنجي في كفاية الطالب ص325.
(8) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص103، الحديث 607.
(9) الريّاض النّضرة ج3 ص243، ورواه الحضرمي في وسيلة المال ص257.
(10) المصدر ص242.
(11) أسنى المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب الباب العاشر ص64، مخطوط.
(12) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص95، الحديث 596، ورواه الحافظ أبو نعيم في حلية الاولياء ج1 ص86.
(13) ذخائر العقبى ص65.
(14) معارج العلى في مناقب المرتضى ص35، مخطوط.
(15) تحفة المحبّين بمناقب الخلفاء الراشدين ص191، مخطوط.
(16) المصدر، ورواه الوّصابي في أسنى المطالب الباب السّابع ص33، والمتقي في كنز العمال ج11 ص621 طبع حلب.
(17) أسنى المطالب ص191.
(18) سورة مريم: 96.
(19) جواهر العقدين ص245، مخطوط العقد الثاني، الّذكر التّاسع.
(20) المناقب، الفصل التاسع عشر ص226.
(21) تاريخ بغداد ج9 ص72، رقم 4656. ورواه ابن كثير في البداية والنّهاية ج7 ص355. والهيثمي في مجمع الزّوائد ج9 ص132، والكنجي في كفاية الطّالب ص66، والطّبري في ذخائر العقبى ص92، والريّاض النّضرة ج3 ص243، والحاكم النيسابوري ج3 ص135.
(22) كفاية الطّالب في مناقب علّي بن أبي طالب ص66.
(23) تاريخ بغداد ج12 ص351.
(24) تذكرة الخواص ص 47.
(25) أصول الكافي ج 2 كتاب الايمان والكفر، باب الحبّ في الله والبغض في الله، الحديث 3 و6 ص102.
(26) أصول الكافي ج 2 كتاب الايمان والكفر، باب الحبّ في الله والبغض في الله، الحديث 3 و6 ص102.
(27) علل الشّرائع 1 باب 117، العلة التي من أجلها وجبت محبّة الله تبارك وتعالى ومحبّة رسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم على العباد ص 139.
(28) علل الشّرائع 1 باب 117، العلة التي من أجلها وجبت محبّة الله تبارك وتعالى ومحبّة رسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم على العباد ص 139.
(29) شرح اصول الكافي للمولى محمّد صالح المازندراني كتاب الايمان والكفر باب الحب في الله والبغض في الله ج8 ص و342. 340