علي شارك رسول الله في تطهير البيت من الأصنام
أخرج أحمد والنسائي والحاكم وغيرهم بالإسناد عن علي عليه السّلام واللفظ للحاكم قال: «لما كان الليلة التي أمرني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن أبيت على فراشه، وخرج من مكة مهاجراً، انطلق بي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الأصنام فقال: اجلس فجلست إلى جنب الكعبة، ثم صعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على منكبي، ثم قال: انهض، فنهضت به، فلما رأى ضعفي تحته قال: اجلس فجلست، فأنزلته عنّي، وجلس لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم قال لي: يا علي اصعد على منكبي، فصعدت على منكبيه، ثم نهض بي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وخيل اليَّ أني لو شئت نلت السماء وصعدت إلى الكعبة وتنحى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فألقيت صنمهم الأكبر وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: عالجه، فعالجت فما زلت اعالجه، ويقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ايه ايه، فلم أزل اعالجه حتى استكنت منه فقال: دقه فدققته فكسرته ونزلت(1).
وأخرج باسناده عن علي عليه السّلام قال: «كان على الكعبة أصنام فذهبت لأحمل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إليها فلم استطع فحملني، فجعلت اقطعها ولو شئت لنلت السماء»(2).
قال الديار بكري ـ بعد أن روى الخبر عن الطبراني والزرندي والصالحاني والجامي ـ، «ثم انّ علياً أراد أن ينزل فألقى نفسه من صوب الميزاب تأدّباً وشفقة على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولما وقع على الأرض تبسهم، فسأله النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عن تبسمه، قال: لأني ألقيت نفسي من هذا المكان الرفيع وما أصابني ألم. قال: كيف يصيبك ألم وقد رفعك محمّد وأنزلك جبرئيل؟ ويقال: إن واحداً من الشعراء أشار إلى هذه القصة في هذه الأبيات فقال:
قيل لي قل في علي مدحاً *** ذكره يحمد ناراً مؤصده
قلت لا أقدم في مدح امرىء *** ضلّ ذو اللب إلى أن عبده
والنبي المصطفى قال لنا *** ليلة المعراج لما صعده
وضع الله بظهري يده *** فأحس القلب أن قد برّده
وعلي واضع أقدامه *** في محل وضع الله يده»
(1) مسند أحمد ج1 ص84، الخصائص ص31 المستدرك على الصحيحين ج3 ص5، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ص302 ج13، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص85 والرياض النضرة ج3 ص217 والديار بكري في تاريخ الخميس ج2 ص86 والخوارزمي ص71 والزرندي ص125 والكنجي ص257 وغيرهم.
(2) مسند أحمد ج1 ص151.