الباب الثَالِث عَشَر: عليٌ (عليه السلام) ومقامُه عِندَ النّبي (ص).
1 ـ علي عليه السّلام صاحب رسول الله (ص) وناصره.
2 ـ علي عليه السّلام خليفة رسول الله (ص).
3 ـ علي عليه السّلام وصي رسول الله (ص).
4 ـ علي عليه السّلام سيد الأوصياء وأفضلهم.
5 ـ علي عليه السّلام خير الأوصياء وخاتمهم.
6 ـ علي عليه السّلام وارث رسول الله (ص).
7 ـ علي عليه السّلام خير من تركه رسول الله (ص).
8 ـ النبي (ص) راض عن علي.
9 ـ علي عليه السّلام يؤدي عن رسول الله (ص).
عليّ صاحب رسول الله و ناصره
روى الخوارزمي بأسناده عن عبد خير، قال: «اجتمع عند عمر جماعة من قريش فيهم علي بن أبي طالب عليه السّلام، فتذاكروا الشرف وعلي عليه السّلام ساكت، فقال له عمر: مالك يا أبا الحسن ساكتاً وهو ساكت، وكأن علياً كره الكلام، فقال عمر: لتقولن يا أبا الحسن، فقال علي هذه الأبيات:
الله اكرمنا بنصر نبيه *** وبنا أعزّ شرائع الإسلام
في كلّ معترك تزيل سيوفنا *** فيها الجماجم عن فراخ الهام
ويزورنا جبريل في أبياتنا *** بفرائض الإسلام والأحكام
فنكون أوّل مستحل حلّه *** ومحرّم لله كلّ حرام
نحن الخيار من البريّة كلّها *** ونظامها وزمام كلّ زمام
إنّا لنمنع من أردنا منعه *** ونقيم رأس الاصيد القمقام
وتردّ عادية الخميس سيوفنا *** فالحمد للرحمن ذي الإنعام(1)
وروى محمّد بن جرير الطبري في مناقب أهل البيت عليهم السّلام باسناده عن جابر بن عبدالله الانصاري عن سلمان الفارسي، قال: «قلنا يوماً: يا رسول الله، من الخليفة بعدك حتى نعلمه؟ قال لي: يا سلمان أدخل عليّ أبا ذر والمقداد وأبا أيّوب الانصاري، وأمّ سلمة زوجة النبي صلّى الله عليه وآله من وراء الباب، ثم قال لنا: اشهدوا وافهموا عني: ان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وصيّي ووارثي وقاضي ديني وعداتي، وهو الفاروق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المسلمين، وامام المتقين، وقائد الغرّ المحجلين، والحامل غداً لواء رب العالمين، وهو وولده من بعده ثم من ولد الحسين ابني ائمة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة، اشكو إلى الله جحود أمّتي لأخي وتظاهرهم عليه وظلمهم له وأخذهم حقّه قال: فقلنا يا رسول الله: ويكون ذلك؟ قال: نعم، يقتل مظلوماً من بعد أن يملأ غيظاً ويوجد عند ذلك صابراً، قال: فلمّا سمعت فاطمة، اقبلت حتى دخلت من وراء الحجاب وهي باكية، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما يبكيك يا بنّية؟ قالت:سمعتك تقول في ابن عمك وولدي ما تقول، قال: وأنت تظلمين وعن حقك تدفعين، وأنت اوّل أهل بيتي لاحق بي بعد أربعين يا فاطمة، أنا سلم لمن سالمك وحربٌ لمن حاربك، استودعك الله وجبرئيل وصالح المؤمنين قال: قلت: يا رسول الله، من صالح المؤمنين؟ قال: عليّ بن أبي طالب عليه السّلام»(2).
وروى ابن عساكر باسناده عن أنس قال: قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «علّيٌ أخي وصاحبي وابن عمي وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي»(3).
وإنما أثبت النبي هذه الصفة لعليّ، وهي صفة الناصرية، لما اثبتها الله تعالى لعليّ، فانه نقل الإمام أبو اسحاق الثعلبي يرفعه في تفسيره بسنده إلى اسماء بنت عميس قالت: لما نزل قوله تعالى: (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)(4)سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب، فلما أخبر الله تعالى فيما أنزل على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم انّ ناصره الله وجبريل وعلي ثبت صفة الناصرية لعلي عليه السّلام، فأثبتها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم اقتداءاً بالقرآن الكريم في اثبات هذه الصفة له، ثم وصفه صلّى الله عليه وآله وسلّم بما هو من لوازم ذلك بصريح قوله، فيما رواه الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده انّ علياً دخل عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: مرحباً بسيد المسلمين وامام المتقين، لما كانت من صفات نفسه صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد عبر الله تعالى عن نفس علي عليه السّلام بنفسه ووصفه بما هو من صفاتها، فافهم ذلك»(5).
(1) المناقب الفصل الرابع عشر ص99.
(2) اليقين للسيد ابن طاووس ص162 مخطوط.
(3) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص115 الحديث 156.
(4) سورة التحريم: 4.
(5) مطالب السؤل في مناقب آل الرسول ص42 مخطوط.