عليُّ صاحب راية رسول الله في الدارين
روى الحاكم باسناده عن مالك بن دينار، قال: «سألت سعيد بن جبير فقلت: يا أبا عبدالله من كان حامل راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال:فنظر الي وقال: إنك رخىّ البال فغضيت وشكوته إلى اخوانه من القراء فقلت: ألا تعجبون من سعيد، انيّ سألته من كان حامل راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فنظر إلي وقال: إنك لرخيّ البال، قالوا: إنك سألته وهو خائف من الحجاج، وقد لاذ بالبيت، فسله الآن، فسألته فقال: كان حاملها علي رضي الله عنه، هكذا سمعته من عبدالله بن عبّاس»(1).
وروى الخوارزمي باسناده عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك، قالا: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يا علي، أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي، يا علي أنت تغسل جثتي وتؤدّي ديني وتواريني في حفرتي وتفي بذمتي، وأنت صاحب لوائي في الدنيا وفي الآخرة»(2).
وباسناده عن جابر بن سمرة قال: «قيل يا رسول الله، من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال: من عسى أن يحملها الا من حملها في الدنيا، علي بن أبي طالب»(3).
وروى الحمويني باسناده عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اعطاني ربي عزّوجل في علي خصالا في الدنيا وخصالا في الآخرة، أعطاني به في الدنيا انه صاحب لوائي عند كلّ شدة وكريهة، وأعطاني به في الدنيا انه غامضي وغاسلي ودافني، وأعطاني به في الدنيا انه لن يرجع بعدي كافراً، واعطاني به في الآخرة انه صاحب لواء الحمد يقدمني به، واعطاني في الآخرة انه متكأي في طول الحشر يوم القيامة، واعطاني به في الآخرة انه عون لي على حمل مفاتيح الجنة»(4).
وروى الكنجي عن أنس بن مالك قال: «بعثني النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أبي برزة الأسلمي، فقال له وأنا اسمع: يا أبا برزة، ان رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب، فقال: انه راية الهدى ومنار الايمان وامام اوليائي ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة وأميني على مفاتيح خزائن رحمة ربي عزّوجل، قلت: هذا حديث حسن»(5).
وروى الهيثمي عن الحسن بن علي، قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يبعث علياً مبعثاً الاّ اعطاه الراية… وعن ابن عبّاس، قال: دفع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الراية إلى علي بن أبي طالب وهو ابن عشرين سنة»(6).
وروى الخوارزمي بإسناده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأنت معي ومعنا لواء الحمد، وهو بيدك تسير به امامي تسبق به الأولين والآخرين»(7).
وباسناده عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب الا نحن الاربعة فقال له العبّاس عمه: فداك أبيع وأمي ومن هؤلاء الأربعة؟ قال: أنا على البراق وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله على ناقتي العضباء وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمان على رأسه تاج من نور لذلك التاج سبعون ألف ركن، على كل ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاث أيام، وبيده لواء الحمد، ينادي: لا اله الا الله، محمّد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا؟ ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلا ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب، وصي رسول رب العالمين، وأميرالمؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم»(8).
وروى الوصابي باسناده عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: «يا علي أنت تغسل جثتي وتؤدّي ديني وتواريني في حفرتي وتفي بذمتي، وأنت صاحب لوائي في الدنيا وفي الآخرة»(9).
(1) المستدرك على الصحيحين ج3 ص137، ورواه أحمد في الفضائل (المناقب) ج2 الحديث 3.
(2) المناقب الفصل التاسع عشر ص236.
(3) المصدر الفصل الثاني والعشرون ص258، ورواه ابن المغازلي في المناقب ص200 الحديث 237.
(4) فرائد السمطين ج1 ص228.
(5) كفاية الطالب ص215.
(6) مجمع الزوائد ج9 ص124.
(7) المناقب الفصل الثاني والعشرون ص259.
(8) المصدر ص259.
(9) أسنى المطالب الباب الحادي عشر ص72 الحديث 8.