عليٌ بمنزلة الكعبة
روى ابن المغازلي بإسناده عن أبي ذر قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: مثل علي فيكم ـ أو قال: في هذه الأمة ـ كمثل الكعبة المستورة ـ أو المشهورة ـ النظر إليها عبادة والحج إليها فريضة»(1).
وروى ابن الأثير بإسناده عن علي، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي، فإن أتاك هؤلاء القوم فسلّموها إليك ـ يعني الخلافة ـ فاقبل منهم، وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك»(2).
وعن الحكيم الترمذي أنه قال بعد رواية ذلك: «فاتضح منه أن ذلك ـ يعني جلوسه في بيته ـ كان منه بإشارة من النبي صلّى الله عليه وآله لا لخوف ولا لعجز»(3).
أي: إنه إذا أعرض الناس عنه ولم يأتمروا بأمره كانواهم المقصرين ولا تقصير منه، كما لو أعرض الناس عن الكعبة ولم يقصدوها بل استدبروها، فذلك لا يضرها ولا ينزّل من قدرها، والله المستعان.
(1) المناقب، ص107 وروى ذلك ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق، ج2، ص407 رقم 905 مع فرق يسير.
(2) اسد الغابة في معرفة الصحابة، ج4، ص31.
(3) غاية المرام، الباب الثّالث والستّون، الحديث الثّاني عشر من طريق العامّة ص570.