دلالة الحديث
أقول: قال العلامة الحليّ: (المبحث الخامس) في ذكر بعض الفضائل التي تقتضي وجوب امامة أميرالمؤمنين عليه السّلام، هذا باب واسع لا يحصى كثرة.
روى الخوارزمي من علماء الجمهور عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمدلله، فاوحى الله تعالى حمدني عبدي، وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد ان اخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك، قال: الهي فيكونان مني؟ قال: نعم يا آدم، ارفع رأسك وانظر، فرفع رأسه فإذا مكتوب على العرش: لا اله الاّ الله، محمّد نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة، من عرف حق علي زكا وطاب، ومن انكر حقه لعن وخاب، أقسمت بعزتي ان أدخل الجنة من أطاعة وان عصاني، وأقسمت بعزتي أن أدخل النّار من عصاه وان أطاعني»(1).
وقد أوضح ذلك السيد الشهيد صاحب (احقاق الحق) قائلا: «الاحاديث في هذا المعنى كثيرة، ولا استبعاد فيه، إذ من المعلوم ان الشهادتين بمجردهما غير كافيتين الا مع الالتزام بجميع ما جاء به النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من احوال المعاد والامامة، كما يدل على ما اشتهر من قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة الجاهلية] ولا شك ان المنكر بشيء من ذلك ليس بمؤمن ولا مسلم، فان الغلاة والخوارج وان كانا من فرق المسلمين نظراً إلى الاقرار بالشهادة، فهما من قبيل الكافرين نظراً إلى جحودهما ما علم من الدين، وليكن منه بل من اعظم أصوله امامة أميرالمؤمنين عليه السّلام»(2).
(1) كشف الحقّ ونهج الصّدق ص109.
(2) احقاق الحقّ وازهاق الباطل ص343ـ349.