دلالة الحديث
أقول: مما استدل به العلامة الحلي على إمامة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام: ما روي عن مسند أحمد بن حنبل من عدة طرق إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «من آذى علياً فقد آذاني، ايّها النّاس، من آذى علياً بعث يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً»(1).
وقال الفضل بن روزبهان «.. لا شك ان علياً سيّد الأولياء، وقد جاء في الحديث من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، فإذا كان معاداة أحد من الأولياء وأذاه محاربة مع الله تعالى. فكيف لا يكون ايذاء سيد الأولياء موجباً لدخول النّار؟ ولكن لا يدل هذا على النص».
وأجابه القاضي نور الله بقوله: «إذا ثبت أن حب علي عليه السّلام موجب لدخول الجنة وبغضه وايذاءه سبب لدخول النار، فقد ثبت وجوب الاقتداء به والاتباع له بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والمنع من تقديم غيره عليه، فان هذا يوجب إيذاءه وايذاء الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، بل من قدم غيره قد أخلّ في تلك المدة بما وجب عليه من الطاعة له. وبوجه آخر نقول: قد ثبت ان حبه طريق النجاة وبغضه وايذاءه سبيل الهلاك، وسلوك حبه والكف عن ايذاءه انما هو بقبول اوامره ونواهيه، فمن قدم عليه غيره بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يكن ممتثلاً لأمره ونهيه عليه السّلام، فيخرج عن طريق محبيه ويدخل في سبيل مبغضيه المؤذين له، ومتى خرج عن محبته ضل عن طريق اسلامه.
فوجب تقديمه بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عقلا وسمعاً، وقد برهنّا على المقدمات المأخوذة في هذا التقرير فيما سبق فتذكر»(2).
(1) كشف الحقّ ونهج الصّدق ص105.
(2) احقاق الحقّ ص334، مخطوط.