دلالة الحديث
أقول: ولاية علي في ميثاق الأنبياء من الأدلة التي استدل بها العلامة الحلي لإثبات إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قائلاً: «قال ابن عبد البر وأخرجه أبو نعيم أيضاً قال: إن النبي ليلة اُسري به جمع الله بينه وبين الأنبياء عليهم السلام ثم قال: سلهم يا نحمد علام بعثتم؟ قال: فقال لهم النبي صلّى الله عليه وآله: على ماذا بعثتم يا أنبياء الله؟ فقالوا: بعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله، وعلى الإقرار بنبوتك والولاية لعلي بن أبي طالب وهذا صريح في ثبوت الإمامة لعلي «عليه الصلاة والسلام»(1).
وناقش ابن تيمية هذه الرواية سنداً ودلالة فقال: ان ليلة الاسراء كانت بمكة قبل الهجرة بمدة قيل: انها سنة ونصف، وقيل: انها خمس سنين وقيل: غير ذلك، وكان علي صغيراً ليلة المعراج، لم يحصل له هجرة ولا جهاد ولا أمر يوجب أن يذكره به الأنبياء(2).
والجواب: ان هذه الرواية ونظائرها تدل على أخذ الله تعالى الميثاق من الأنبياء جميعاً ـ آدم فمن دونه ـ على ولاية علي والأئمة من ولده، إذ كانوا أنواراً محيطين بالعرش، وبمعرفة أنوارهم المقدسة أخذ الميثاق منهم، وأين هذا من التمسك بعمر علي عليه السلام حين أخذ الميثاق؟
واقتفى الفضل بن روز بهان اثر ابن تيمية فقال: «هذا النقل من المناكير، وإنْ صح فلا يثبت به النص الذي هو المدعى، لما علمت أن الولاية تطلق على معان كثيرة»(3).
وأجابه السيد القاضي نور الله التستري، بأن الرواية مذكورة بأدنى تغيير في اللفظ في تفسير النيشابوري عن الثعلبي، حيث قال: «وعن ابن مسعود أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: أتاني ملك، فقال يا محمد: سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على مَ بعثوا؟ قال: قلت: على مَ بعثتم؟ قالوا: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب».. وقد ظهر بما نقلناه ان ذلك من روايات اهل السنة»(4). فمناقشة الفضل بن روز بهان في غير محلّها.
(1) منهاج الكرامة البرهان التّاسع عشر من البراهين الدّالة على امامة علّي عليه السلام ص91، مخطوط وكشف الحقّ ونهج الصّدق الآية السّادسة عشر ص91.
(2) منهاج السّنة ج4 ص46.
(3) متن احقاق الحقّ ص267 مخطوط.
(4) احقاق الحقّ ص267 مخطوط.