دلالة الحديث
وهذا أحد الوجوه التّي استدلّ بها العلاّمة الحلي على لزوم اتباع مذهب الاماميّة حيث قال: «انّ الاماميّة لما رأوا فضائل أميرالمؤمنين عليه السّلام وكمالاته التّي لا تُحصى قد رواها المخالف والمؤالف.
منها ما قال عمرو بن ميمون: لعلي عليه السّلام عشرة فضائل ليست لغيره… وشرى عليّ عليه السّلام نفسه ولبس ثوب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ نام مكانه فكان المشركون يرمونه بالحجارة»(1).
وحاول ابن تيميّة تضعيف سند الحديث(2) لقوّة دلالته على أفضلية أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسّلام، والأفضلية دليل الإمامة والولاية العامة.
وردّ عليه صاحب (الانصاف في الانتصاف لاهل الحقّ من أهل الاسراف) بأنّ ذلك كلّه صحيح مسند متواتر، وأثبت اسناد الفضائل العشر كلّها(3)… وبيان ذلك كما جاء في (نفحات الأزهار) ملخّصاً:
إنّ هذا الحديث أخرجه كبار الأئمة من أمثال: أبي داود الطيالسي وابن سعد وأحمد والترمذي والبزّار والنسائي وأبي يعلى والطبراني والحاكم وابن عبد البر وابن عساكر وابن كثير والذهبي والهيثمي وابن حجر العسقلاني وغيرهم، وقد نصَّ على صحته غير واحد منهم كالحاكم وابن عبد البر والمزي والذهبي والهيثمي والعسقلاني… وقد أورده النسائي في كتاب (الخصائص)، بل لقد جاء في نصّ الحديث عن ابن عباس كون المناقب العشر المذكورة فيه كلّها خصائص لأمير المؤمنين.
وإذا كانت خصائص للامام عليه السلام فلا ريب في دلالتها على أفضليته والأفضلية دليل الامامة بلا كلام.
على أنّ في غير واحد من ألفاظ هذه الخصائص خصوصيةً تجعل الحديث دليلاً من جهتها على الإمامة والولاية، كحديث: «علي مني وأنا من علي وهو وليّكم من بعدي» وكذا حديث الدار: «أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟…» وكحديث نزول آية التطهير، وكحديث: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى….».
وإن شئت التفصيل فارجع إلى الكتاب المذكور(4).
(1) منهاج الكرامة الوجه السّادس.
(2) منهاج السّنة ج3 ص8.
(3) ص 190 مخطوط.
(4) نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار ج16 ص175 ـ 227.