دلالة الحديث
أقول: قال الشيخ أبو جعفر الطوسي: «الإمام بعد النبي صلّى الله عليه وآله بلا فصل علي بن أبي طالب عليه السّلام، بدليل قوله صلّى الله عليه وآله: «أنت الخليفة من بعدي، وأنت قاضي ديني» و «أنت مني بمنزلة هارون من موسى الاّ انه لا نبي بعدي» و «أنت ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي» و «سلّموا عليه بإمرة المؤمنين، اسمعوا له وأطيعوه، تعلّموا منه ولا تعلموه» و «من كنت مولاه فعلي مولاه»(1).
واستدل العلامة الحلّي بما رواه الجمهور عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السّلام: «أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني (قال) وهو نص في الباب»(2).
وروى عن أخطب خوارزم باسناده إلى أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم «من ناصب عليّاً عليه السّلام الخلافة من بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله، ومن شك في علي عليه السّلام فهو كافر»(3).
وهكذاترى انّ الروايات الواردة في خلافة علي بن أبي طالب ثابتة، وقد رواها أئمة الحديث والحفاظ بأسانيد كثيرة معتبرة، فلا تؤثّر مناقشة ابن الجوزي في صحة سند حديث جرير بن عبد الحميد، كما لا يصغى لمكابرة ابن تيميّة الذي أنكر صحة ما رواه العلامة الحلّي(4).
(1) مسائل كلامية: المسألة السابعة وعشرون ص6 مخطوط.
(2) منهاج الكرامة، المنهج الثالث في الأدلة المستندة إلى السنة المنقولة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الحديث الخامس ص103 مخطوط.
(3) المصدر الحديث الثّاني عشر ص108.
(4) منهاج السنة ج4 ص95 ص107.