دلالة أحاديث تشبيه علي بالأنبياء
وهذه الأحاديث الثابتة بالأسانيد المعتبرة الدالّة على الشبه بين أمير المؤمنين عليه السلام وسائر الأنبياء عليهم السلام في صفاتهم الخاصّة بهم، من جملة أدلّة الامامية على إمامة علي بعد النبي الأعظم مباشرةً، فقد ذكر العلماء في كتبهم المفصّلة في مباحث الامامة والولاية وجوه دلالة تلك الأحاديث على ما يذهبون إليه، وخلاصة ذلك: أنّ الأنبياء عليهم السلام أفضل من سائر الناس بلا كلام، ومن كان يشبههم فهو مثلهم في الأفضلية من غيرهم، بل، لقد ذكروا بأن مقتضى تلك الأحاديث كون علي أفضل من سائر الأنبياء ـ عدا نبيّنا صلّى الله عليه وآله ـ لأنه قد اجتمع فيه ما تفرّق فيهم من الصفات الجليلة، وقد أورد الفخر الرازي في تفسيره، بذيل آية المباهلة، هذا الإستدلال، ولم يتمكّن من المناقشة في مقدّماته والنتيجة المطلوبة منها، غير أنّه ادّعى الاجماع على خلاف ذلك. لكنها دعوى ساقطة، لأن الاماميّة قائلون بمفاد آية المباهلة وحديث التشبيه، من أفضلية الامام من سائر الانبياء ـ عدا نبي الاسلام ـ فضلاً عن سائر الأنام، فأين الإجماع؟
وتلخّص، دلالة الحديث على امامة علي بعد النبي مباشرةً من باب الأفضلية، ولاشتماله على بعض الخصوصيّات الاخرى.
Menu