تقييم معسكر معاوية:
روى نصر بن مزاحم باسناده عن شيخ من بكر بن وائل، قال: «كنا مع علي بصفين، فرفع عمرو بن العاص شقة خميصة سوداء في رأس رمح، فقال ناس: هذا لواء عقده له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يزالوا كذلك حتى بلغ علياً، فقال: هل تدرون ما أمر هذا اللواء؟ ان عدو الله عمرو بن العاص أخرج له رسول الله هذه الشقّة، فقال: «من يأخذها بما فيها»؟ فقال عمرو: ما فيها يا رسول الله؟ قال: «فيها ان لا تقاتل به مسلماً، ولا تقربه من كافر» فأخذها، فقد والله قربه ممن المشركين وقاتل به اليوم المسلمين، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أسلموا ولكن استسلموا، وأسروا الكفر، فلما وجدوا اعواناً رجعوا إلى عداوتهم منا الا انهم لم يدعوا الصلاة»(1).
وروى باسناده عن حبيب بن أبي ثابت قال: «لما كان قتال صفين قال رجل لعمار: يا أبا اليقظان: ألم يقل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «قاتلوا الناس حتى يسلموا، فإذا أسلموا عصموا مني دماءهم وأموالهم» قال: بلى ولكن والله ما أسلموا ولكن استسلموا، وأسروا الكفر حتى وجدوا عليه أعواناً»(2).
وروى باسناده عن منذر الثوري: «قال عمّار بن ياسر: والله ما أسلم القوم ولكن استسلموا وأسروا الكفر حتى وجدوا عليه أعواناً»(3).
وروى باسناده عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه» قال الحسن: فما فعلوا ولا أفلحوا»(4).
وروى باسناده عن عمرو بن ثابت عن اسماعيل عن الحسن، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه» قال: فحدّثني بعضهم قال أبو سعيد الخدري: فلم نفعل ولم نفلح»(5).
روى نصر بن مزاحم عن خيثمة قال: قال عبدالله بن عمر: ان معاوية في تابوت في الدرك الاسفل من النار، ولولا كلمة فرعون: «أنا ربكم الأعلى» ما كان أحد أسفل من معاوية»(6).
وروى باسناده عن أبي حرب بن أبي الأسود عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال: اني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: «شر خلق الله خمسة: ابليس، وابن آدم الذي قتل اخاه، وفرعون ذو الاوتاد، ورجل من بني اسرائيل ردّهم عن دينهم، ورجل من هذه الأمة يبايع على كفره عند باب لد» قال الرجل: اني لما رأيت معاوية بايع عند باب لد ذكرت قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلحقت بعلي فكنت معه»(7).
وروى باسناده عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يموت معاوية على غير الاسلام»(8).
وروي عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم «يموت معاوية على غير ملتي»(9).
وروي عن البراء بن عازب قال: «اقبل أبو سفيان ومعه معاوية، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اللهم العن التابع والمتبوع. اللهم عليك بالاقيعس» فقال ابن البراء لأبيه: من الأقيعس؟ قال: معاوية»(10).
دعاء علي في الحرب:
روى نصر بن مزاحم بسنده عن تميم قال: «كان علي إذا سار إلى القتال ذكر اسم الله حين يركب ثم يقول: الحمد لله على نعمه علينا وفضله العظيم (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ)(11) ثم يستقبل القبلة ويرفع يديه الى الله ثم يقول: اللهم اليك نقلت الأقدام وأتعبت الابدان، وافضت القلوب، ورفعت الأيدي، وشخصت الأبصار. (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)(12)سيروا على بركة الله، ثم يقول: الله أكبر، الله أكبر لا اله الاّ الله والله أكبر، يا الله يا أحد يا صمد، يا رب محمّد، بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين، اللّهم كف عنا بأس الظالمين. فكان هذا شعاره بصفين»(13).
وروى بسنده عن الاصبغ قال: ما كان علي في قتال قط الا نادى: (كهيعص)(14).
وروى بسنده عمن حدثه عن علي انه سمع يقول يوم صفين: «اللّهم اليك رفعت الابصار، وبسطت الأيدي ونقلت الاقدام، ودعت الالسن، وأفضت القلوب، وتحوكم اليك في الاعمال، فاحكم بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاتحين، اللهم أنا نشكوا اليك غيبة نبينا وقلة عددنا وكثرة عدونا وتشتت أهوائنا وشدة الزمان وظهور الفتن، أعنا عليهم بفتح تعجله ونصر تعز به سلطان الحق وتظهره»(15).
وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين، فقال عليه السّلام لهم:
«اماقولكم: أكل ذلك كراهية الموت؟ فوالله ما أبالي دخلت إلى الموت أو خرج الموت اليّ. واما قولكم شكاً في أهل الشام: فوالله ما دفعت الحرب يوماً إلا وأنا اطمع ان تلحق بي طائفة فتهتدي بي وتعشو إلى ضوئي، وذلك أحب إليّ من أن أقتلها على ضلالها وان كانت تبوء بآثامها»(16).
(1) وقعة صفين ص215ـ216.
(2) نفس المصدر السابق.
(3) نفس المصدر السابق.
(4) نفس المصدر السابق.
(5) نفس المصدر السابق.
(6) نفس المصدر السابق.
(7) وقعة صفين ص217.
(8) نفس المصدر السابق.
(9) نفس المصدر السابق.
(10) وقعة صفين ص217.
(11) سورة الزخرف: 13ـ14.
(12) سورة الاعراف: 89.
(13) وقعة صفين ص230ـ231.
(14) وقعة صفين ص230ـ231.
(15) وقعة صفين ص230ـ231.
(16) نهج البلاغة ص91.