تحقيق حول هذه الحروب
قد عرفت أن أمير المؤمنين عليه السلام كان مأموراً عن الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، وقد روى ذلك عن النبيّ الأعظم علي عليه السلام وعدّة من الصّحابة كأبي أيوب الأنصاري وعمار بن ياسر وعبدالله بن مسعود وأبي سعيد الخدري وغيرهم، وأخرج الأحاديث في ذلك جمع غفير من الأئمة والحفّاظ بالأسانيد الصحاح، منهم: البزّار في مسنده والطبراني في المعجم الأوسط، وقال الهيثمي: «أحد اسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعيد وثّقه ابن حبان»(1) وله أسانيد صحيحة غيره.
وبذلك يثبت كونه عليه السلام على الحقّ في هذه الحروب، وأن طلحة والزبير وعائشة ومعاوية وأهل الشام وأهل النهروان كانوا على الباطل، وهذا ما يحمل ابن تيمية(2)وسائر المخالفين لأهل البيت الطاهرين على تكذيب الحديث، وما زال في كتابه (منهاج السنّة) يدافع عن الخارجين على أمير المؤمنين في الجمل وصفّين، ولكنّ أهل الانصاف يذعنون بأنْ لا فائدة في دفاعه عن القوم بعد صحّة حديث الأمر بقتالهم وكذا الحديث في أنّ عماراً تقتله الفئة الباغية، وبعد الأحاديث في أنّ علياً مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرّقا حتى يردا الحوض.
(1) مجمع الزوائد ج7 ص238.
(2) منهاج السنة ج6 ص112.