الثامن: قد وردت رواية كلام الإمام في كتبنا، وهذا نصّه في كتابه نهج البلاغة، أنه قال لأبي ذر لما نفي إلى الربذة:
«يا أبا ذر، إنك غضبت للّه فارج من غضبت له. إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك، فاترك ما في أيديهم ما خافوك عليه واهرب منهم بما خفتهم عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم وما أغناك عمّا منعوك. وستعلم من البرامج غداً والأكثر حسداً. ولو أن السماوات والأرضين كانتا على عبد رتقاً ثم اتقى اللّه، لجعل اللّه له منهما مخرجاً، لا يؤنسنّك إلا الحق ولا يوحشنّك إلا الباطل، فلو قبلت دنياهم لأحبّوك ولو قرضت منها لأمنّوك».
قال ابن أبي الحديد في الشرح: فتكلّم عقيل… ثم تكلّم الحسن… ثم تكلّم الحسين… ثم تكلّم عمار… فذكر كلامهم… وفيه الأمر بالصبر وتحمّل الأذى في اللّه»(1).
(1) شرح نهج البلاغة 8 / 254.