الخامس: قال البلاذري: فكتب عثمان إلى معاوية: أما بعد، فاحمل جندباً إليَّ على أغلظ مركب وأوعره. فوجَّه معاوية من سار به اللّيل والنّهار…».
وفي رواية المسعودي: «فحمله على بعير عليه قتب يابس، معه خمسة من الصقالبة يطيرون به حتى أتوا به المدينة وقد تسلّخت بواطن أفخاذه وكاد أن يتلف، فقيل له: إنك تموت من ذلك. فقال: هيهات لن أموت حتى أنفى، وذكر جوامع ما ينزل به بعد ومن يتولّى دفنه…»(1).
أي: أشار إلى ما أخبره به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ممّا سيصيبه من الأذى من بعده، وسنذكر نحن بعض الأحاديث.
هذا، وسنذكر أيضاً أن غير واحد من أعلام القوم ـ كالطبري وغيره ـ كتموا خبر كيفية حمل أبي ذر إلى المدينة.
(1) مروج الذهب 2 / 630 بين عثمان وأبي ذر.