الثالث: لكن أبا ذر لم يسكت على أعمال معاوية في الشام، قال اليعقوبي:
وكان يجلس في المسجد فيقول كما كان يقول، ويجتمع إليه الناس، حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه، وكان يقف على باب دمشق إذا صلّى صلاة الصبح فيقول: جاءت القطار تحمل النار، لعن اللّه الآمرين بالمعروف والتاركين له، ولعن اللّه الناهين عن المنكر والآتين له(1).
وأخرج ابن سعد عن الأحنف أنه جلس إلى أبي ذر بالشام فقال له أبوذر: قم عنّي لا أعدك بشر. فقلت له: كيف تعدني بشر؟ قال: إنّ هذا ـ يعني معاوية ـ نادى مناديه ألاّ يجالسني أحد»(2).
(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 171 ـ 172.
(2) الطبقات الكبرى 4 / 229.