قال قدس سره: وعن البيهقي في كتابه بإسناده عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال: من أراد أن ينظر إلى آدم… .
الشرح:
فمن كان قد اجتمع فيه ما تفرّق في الأنبياء عليهم السلام، كيف يتقدّم عليه من هو أدنى في العلم بالقرآن والأحكام من أقلّ الطلبة؟
والحديث المذكور، رواه عبد الرزاق الصنعاني، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله(1).
وناهيك بهذا السّند صحةً واعتباراً.
ومن رواته: أحمد بن حنبل، كما عن كتاب (الصحائف في علم الكلام) لشمس الدين السمرقندي.
وأبو حاتم الرازي، فيما رواه العاصمي من طريقه في كتابه (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى)(2).
وابن بطة العكبري، فيما رواه الحافظ الكنجي من طريقه في كتابه (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب)(3).
والحاكم النيسابوري في تاريخه، ومن طريقه روى الخوارزمي في كتابه: (مناقب علي بن أبي طالب)(4).
وأبو بكر ابن مردويه، ومن طريقه رواه الخوارزمي كذلك(5).
والحاكمي القزويني، وعنه روى الحافظ أبو العباس الطبري في كتابه: (الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة)(6).
ورواه الملاّ الاربلي في سيرته(7).
وأمّا رواية البيهقي، فقد وردت في عدّة كتب معروفة مثل (مطالب السئول) و(المناقب للخوارزمي) و(الفصول المهمة) وغيرها.
ثم إنا قد صحّحنا غير واحد من أسانيد الحديث على ضوء كلمات علماء القوم في الحديث والرجال.
وأيضاً، فقد نصّ الحافظ السيوطي وغيره على أن البيهقي لا يروي في مصنفاته حديثاً موضوعاً(8).
هذا، وقد بحثنا عن هذا الحديث في مجلّد خاصّ من كتابنا الكبير: (نفحات الأزهار) فراجعه.
وعلى الجملة، فإن تكذيب ابن تيمية وغيره لهذا الحديث الشريف(9) تعصبٌ بحت.
(1) انظر: معجم الأدباء 17 / 200 بترجمة محمد بن أحمد بن عبد اللّه الكاتب المعروف بابن المفجّع، الذي نظم هذا الحديث الشريف في قصيدة سمّيت بالأشباه، أوردها ياقوت الحموي في كتابه.
(2) زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ـ مخطوط.
(3) كفاية الطالب: 121.
(4) المناقب: 83 .
(5) مناقب علي بن أبي طالب: 40.
(6) الرياض النضرة، المجلد الثاني ص 196.
(7) وسيلة المتعبدين في سيرة سيد المرسلين 5 / 168.
(8) اللآلي المصنوعة 1 / 12 كتاب التوحيد.
(9) منهاج السنّة 5 / 510 .