* وقال الشيخ نصيرالدين الطوسي: «ولقوله تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ…) وإنّما اجتمعت الأوصاف في علي عليه السلام».
* فقال العلاّمة الحلّي بشرح هذا الكلام ما نصّه:
أقول: هذا دليل آخر على إمامة علي عليه السلام وهو قوله (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) والاستدلال بهذه الآية يتوقف على مقدمات (إحداها) إنّ لفظة «إنّما» للحصر، ويدلّ عليه المنقول والمعقول، أمّا المنقول فلإجماع أهل العربية عليه، وأمّا المعقول، فلأنّ لفظة «إنّ» للإثبات وما للنفي قبل التركيب، فيكون كذلك بعد التركيب عملاً بالإستصحاب، وللإجماع على هذه الدلالة، ولا يصحّ تواردهما على معنى واحد، ولا صرف الإثبات إلى غير المذكور والنفي إلى المذكور، للإجماع، فبقي العكس، وهو صرف الإثبات إلى المذكور والنفي إلى غيره، وهو معنى الحصر (الثانية) إنّ «الولي» يفيد «الأولى بالتصرف» والدليل عليه نقل أهل اللغة واستعمالهم، كقولهم: السلطان ولي من لا ولي له، وكقولهم: ولي الدم وولي الميّت، وكقوله عليه السلام: أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل (الثالثة) إنّ المراد بذلك بعض المؤمنين، لأنّه تعالى وصفهم بوصف مختص ببعضهم، ولأنّه لولا ذلك لزم اتحاد الولي والمولّى عليه.
وإذا تمهّدت هذه المقدمات، فنقول: المراد بهذه الآيات هو علي، للإجماع الحاصل على أنّ من خصص بها بعض المؤمنين قال: إنّه علي عليه السلام، فصرفها إلى غيره خرق للإجماع، ولأنّه عليه السلام إمّا كلّ المراد أو بعضه، للإجماع، وقد بيّنا عدم العموميّة، فيكون هو كلّ المراد، ولأنّ المفسّرين اتّفقوا على أنّ المراد بهذه الآية علي عليه السلام، لأنّه لمّا تصدّق بخاتمه حال ركوعه نزلت هذه الآية فيه، ولا خلاف في ذلك»(1).
* وقال العلاّمة الحلي أيضاً: «أمّا القرآن فآيات: الاُولى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ…)أجمعوا على نزولها في علي عليه السلام، وهو مذكور في الجمع بين الصحاح الستّة، لمّا تصدّق بخاتمه على المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة. والولي هو المتصرّف. وقد أثبت اللّه الولاية لذاته وشرّك معه الرسول وأمير المؤمنين، وولاية اللّه تعالى عامة، فكذا النبي والولي»(2).
(1) كشف المراد في شرح تجريد الإعتقاد: 225.
(2) نهج الحق وكشف الصّدق: 172.