وقد أورد الفخر الرازي هذه القضيّة في حجج الشيعة على أن عليّاً أفضل الصحابة قال: «الحجة الثالثة: إن علياً رضي اللّه عنه كان أعلم الصحابة، والأعلم أفضل. إنما قلنا: إنه كان أعلم الصحابة للإجمال والتفصيل. أما الإجمال… وأما التفصيل، فيدلّ على ذلك وجوه… الثالث:
وروي أن امرأة أقرّت بالزنا وكانت حاملاً، فأمر عمر برجمها فقال علي: إن كان لك سلطان عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ فترك عمر رجمها وقال: لولا علي لهلك عمر.
فإن قيل: لعلّ عمر أمر برجمها من غير تفحّص عن حالها، فظنّ أنها ليس بحامل، فلمّا نبّهه علي رضي اللّه عنه ترك رجمها.
قلنا: هذا يقتضي أن عمر ما كان يحتاط في سفك الدماء. وهذا أشرّ من الأوّل»(1).
وكأن هذه القضية متكرّرة من عمر، وأن أمير المؤمنين عليه السلام قد نهاه عن رجم حامل أخرى فقال عمر: «كلّ أحد أفقه منّي»(2).
وفي قضية ثالثة قالوا: إن الذي نهاه عن الرجم هو معاذ بن جبل، فقال عمر هناك: «لولا معاذ هلك عمر»(3).
(1) كتاب الأربعين في أصول الدين: 303.
(2) الرياض النضرة 2 / 196، ذخائر العقبى: 81 .
(3) كنز العمال 13 / 584 .