وأمّا ابن تيمية فغالط ـ كما هو دأبه ـ قال: «فالجواب: أمّا حفصة فكان ينقصها من العطاء، لكونه ابنته كما نقص عبد اللّه بن عمر. وهذا من كمال احتياطه في العدل وخوفه مقام ربّه ونهيه نفسه عن الهوى. وهو كان يرى التفضيل في العطاء بالفضل، فيعطي أزواج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أعظم مما يعطي غيرهنّ من النساء…»(1).
أقول:
وهذا هو الإشكال. وأمّا أنه كان ينقص حفصة من العطاء لكونه ابنته، فمغالطة واضحة، كان ينقصها من أي مقدار؟ وهل نقصها لكونها ابنته؟ إنه قد فضّل أزواج النبي على غيرهن فأعطى كلّ واحدة عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، لأن النبي كان يحبها!!
فلم يزد حفصة لأنه ما كان يحبها مثلها، لا أنه نقصها لأنها ابنته!
وأمّا أنه نقص، فهذا ما لا نعلمه ولا يهمّنا.
إن كثيراً من هؤلاء يريدون الدفاع عن مشايخهم لكنهم لا يعلمون كيف يدافعون؟ ويتكلّمون وكأنهم لا يفهمون ما يقولون!!
(1) منهاج السنة 6 / 37.