ومنها: ما عن عمرو بن العاص قلت لرسول اللّه…».
أقول:
هذا الحديث في البخاري بهذا السند: «حدّثنا معلّى بن أسد، حدّثنا عبدالعزيز بن المختار قال خالد الحذّاء حدّثنا عن أبي عثمان قال: حدّثني عمرو بن العاص…»(1).
في هذا السند:
1 ـ عبدالعزيز بن المختار، وهو لم يتّفقوا على وثاقته، فعن ابن معين: ليس بشيء(2).
2 ـ خالد بن مهران الحذّاء وهو مقدوح جداً:
أ ـ كان قد استعمل على العشور بالبصرة(3).
ب ـ كان مدلّساً(4).
ج ـ تكلّم فيه جماعة كأبي حاتم حيث قال: يكتب حديثه ولا يحتجّ به. وحماد بن زيد قال: قدم علينا قدمة من الشام، فكأنّا أنكرنا حفظه. وأراد شعبة التكلّم فيه علناً فهدّد وسكت. ولم يلتفت إليه إبن عليّة وضعّف أمره. وقال ابن حجر: «والظاهر أن كلام هؤلاء فيه من أجل ما أشار إليه حماد بن زيد من تغيّر حفظه بآخره، أو من أجل دخوله في عمل السلطان. واللّه أعلم»(5).
3 ـ عمرو بن العاص. ابن النابغة، أحد المصاديق الحقيقيّة لما قاله السّعد نفسه حول الصّحابة.
أقول: أليس من الجزاف والقول الزور الاستدلال بحديث هذا سنده، في أصحّ الكتب عندهم بعد القرآن، فضلاً عن غيره من الكتب؟
(1) صحيح البخاري 5 / 64 كتاب فضائل أصحاب النبي.
(2) تهذيب التهذيب 6 / 317.
(3) تهذيب التهذيب 3 / 105.
(4) تهذيب التهذيب 3 / 105.
(5) تهذيب التهذيب 3 / 104 ـ 105.