وخبر شربه الخمر وإقامة الحدّ عليه بعد اعتراض الناس… مذكور في سائر الكتب، حتى في كتابي البخاري ومسلم، قال ابن حجر: «وقصة صلاته بالناس الصبح أربعاً وهو سكران، مشهورة مخرجة، وقصة عزله بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضاً مخرجة في الصحيحين، وعزله عثمان بعد جلده عن الكوفة…»(1) بل في بعض المصادر أن عثمان قد أوعد المعترضين وتهدّدهم… .
وبالجملة، فقد تدخّل في الأمر أمير المؤمنين وطلحة والزبير وعائشة وغيرهم، حتى اجري الحدّ بأمر من أمير المؤمنين عليه السلام، بل عن الواقدي أنهم قالوا له أقوالاً شديدة وأخذته الألسنة من كلّ جانب، فاضطرّ إلى عزله والموافقة على إقامة الحدّ عليه… وكلّ ذلك… لأن الوليد أخو عثمان لأمه…؟!
وأيّ جدوى لإنكار ابن تيمية أو غيره مثل هذه الأخبار الثابتة في كتب القوم وبأسانيدهم؟
(1) الإصابة 6 / 482 وانظر فتح الباري 7 / 44.