فنقول:
أوّلاً: لم يكن طلب الدواة والكتف من عمر خاصّة، وما كان هو المخاطَب بهذا الأمر، فما الذي دعاه إلى المداخلة في القضية إن كان مشتبهاً؟
وثانياً: إن اللّفظ الذي أورده محرّف، فقد تقدّم أنه نسبّ الهجر إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله صراحةً.
وثالثاً: هل إن كلام النبي صلّى اللّه عليه وآله ينقسم إلى ما يجب قبوله ومالا يجب؟ إن التحفظ على ماء وجه عمر قد دعا ابن تيمية إلى إنكار عصمة النبي والردّ على كتاب اللّه، فهل فهم ابن تيمية ما يقول؟
ورابعاً: إن كان الرجل لا يدري وهو يريد الإستفهام، فلماذا وضعوا على لسانه ـ بدلاً عن كلمة الهجر ـ أنه قال: «إن النبي قد غلب عليه الوجع»؟ فهو إذاً يدري وليس بمشتبه.
وخامساً: لقد اتفقت جميع روايات القوم على أنه ـ بعد ما منع من أن يقرّب إلى النبي الدواة والكتف ـ قال: «حسبنا كتاب اللّه»، وهل هذا كلام من هو مشتبهٌ لا يدري؟
وسادساً: لقد رووا أنه جعل يجادل النسوة اللاّتي طالبن بأن يؤتى بالدّواة والكتف إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله.
هذا موجز الكلام على هذا المورد، ولنا فيه رسالة مستقلّة، تعرّضنا فيها لسائر الروايات والكلمات، نسأل اللّه التوفيق لنشرها.
Menu