المورد العاشر
قال قدس سره: وأحرق الفجاءة السّلمي بالنار
الشرح:
وهذا مورد آخر من موارد ظلم أبي بكر أو جهله، فهو على كلّ حال غير صالح للإمامة والولاية بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
أمّا القضية، فثابتة يقيناً، فإنها من جملة الأمور التي تمنّى أبو بكر عدم فعلها، وقد ذكرنا الخبر عن تاريخ الطبري وغيره من مصادر القوم المعتبرة(1)، فلا سبيل للمناقشة في ثبوت القضية(2)، بل حتى ابن تيمية لم يتكلّم في هذه الجهة وسنذكر عبارته، مضافاً إلى أنه يدلُّ على مخالفة أبي بكر لحكم اللّه في الواقعة، وإلا لما تأسّف على ما فعل وتمنّى أن لو سأل!
وإذا كان الخبر ثابتاً، وأبو بكر بالمخالفة معترفاً، فأي فائدة للتأويلات والتوجيهات التي تصدر من أتباعه عادةً؟
ولعلّه من هنا لم يذكر ابن تيمية لما فعله أبو بكر تأويلاً، وإنما اكتفى في مقام الدفاع عنه بالجواب النقضي الذي يزعمونه من فعل أمير المؤمنين، وسيأتي.
(1) واعترف بإحراق أبي بكر الفجاءة بالخصوص أيضاً الحافظ ابن حجر في فتح الباري 6 / 92.
(2) وقد ذكر ابن عبد البر اسم الرجل ومجمل القضية بترجمة طريفة بن حاجز من الاستيعاب 2 / 776، وكذا الطبري في التاريخ 3 / 224.