المورد الثامن
قال قدس سره: وأيضاً: لم يولّ أبا بكر عملاً ألبتة في وقته… ولمّا أنفذه بسورة براءة ردّه… .
الشرح:
هذا من جملة ما يذكره أصحابنا في مقام نفي أهليّة أبي بكر للإمامة والولاية بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، إنهم يقولون بأنه قد ولّى من هو أدنى من أبي بكر منزلةً ـ بزعمهم ـ لأمور مختلفة، كقيادة الجيش، وتعليم الناس وأمثال ذلك، فلو كان أشجع ممن ولاّه قيادة الجيش، أو كان أفقه ممّن أمره بتعليم الناس القرآن والحلال والحرام والسنن وأمثال ذلك، فلماذا لم يولّه رسول اللّه شيئاً من هذه الوظائف؟
بل الأمر بالعكس، فقد ثبت ـ قريباً ـ أنه كان في جيش أسامة مع عمر وغيره من أعيان الصحابة، وأسامة لم يبلغ العشرين من عمره، فإذا كان أسامة أصلح وأليق عند اللّه ورسوله في تلك الإمارة من أبي بكر، فكيف يصلح أبو بكر لأن يكون أمير المؤمنين وخليفة رسول ربّ العالمين؟
نعم، أنفذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أبا بكر بسورة براءة، لكنّه ردّه بعد ثلاثة أيام بوحي من اللّه تعالى، فمن لا يرتضيه اللّه ورسوله لإبلاغ عشر آيات من القرآن لأهل مكة، كيف يصلح لأن يكون مبلّغ القرآن كلّه والأحكام جميعها إلى المسلمين كافةً إلى يوم القيامة؟
Menu