القضيّة كما في الروايات:
والقضية في مجملها كما في الروايات: إنّه لمّا خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خطبته في غدير خمّ، وقال فيها ما شاء اللّه أن يقول، وذكر أميرالمؤمنين وأهل البيت عليهم السلام حتّى قال: «أيّها الناس! ألست أَولى بكم من أنفسكم؟! قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه…» وبايع القوم عليّاً…، وطار الخبر في الأقطار، وشاع في البلاد والأمصار، فبلغ الناس الّذين لم يكونوا مع رسول اللّه في حجّته… .
أتاه رجل(1) على ناقة له، فأناخها على باب مسجده، ثمّ عقلها، فدخل في المسجد، ورسول اللّه جالس وحوله أصحابه، فجثا بين يديه، فقال:
يا محمّد! إنّك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّك رسول اللّه ; فقبلنا منك ذلك.
وإنّك أمرتنا أن نصلّي خمس صلوات في اليوم والليلة، ونصوم رمضان، ونحجّ البيت، ونزكّي أموالنا ; فقبلنا منك.
ثمّ لم ترض بهذا، حتّى رفعت بضَبعَي ابن عمّك، وفضّلته على الناس، وقلت: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه!
فهذا شيء منك أو من اللّه؟!
فقال رسول اللّه ـ وقد أحمرّت عيناه ـ : واللّه الذي لا إله إلاّ هو، إنّه من اللّه وليس منّي. قالها ثلاثاً.
فقام الرجل وهو يقول: اللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً، فأرسل علينا حجارةً من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.
قال الراوي: فواللّه ما بلغ ناقته حتّى رماه اللّه من السماء بحجر، فوقع على هامته، فخرج من دبره، ومات. وأنزل اللّه تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع).
(1) سيأتي الكلام في اسم هذا الرجل.