الدليل الثالث
إنّ الإمام يجب أنْ يكون حافظاً للشرع
قال قدس سره: إن الإمام يجب أنْ يكون حافظاً للشرع، لانقطاع الوحي بموت النبي صلّى اللّه عليه وآله وقصور الكتاب والسنّة… .
الشرح:
وهذا الدليل أيضاً مركّب من مقدّمة هي كبرى الاستدلال.
فإنّ من الواضح أنّ من وجوه الحاجة إلى الإمام بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله حفظ الشريعة من التعطيل والترك، ومن الزيادة والنقص.
ومن الواضح كذلك، أن من يريد حفظ الشّرع، فلابدّ وأنْ يكون عالماً به، أمّا الجاهل فكيف يمكنه حفظ ما هو جاهل به؟
وقد ذكر هذا الاستدلال في سائر كتب أصحابنا، ففي الشافي وتلخيصه والتجريد وشروحه: إنه قد ثبت أن شريعة نبيّنا عليه وآله السلام مؤبّدة، وأنّ المصلحة لها ثابتة إلى قيام السّاعة لجميع المكلّفين. وإذا ثبت هذا، فلابدّ لها من حافظ، لأن تركها بغير حافظ إهمال لها، وتعبّد للمكلّفين بما لا يطيقونه ويتعذّر عليهم الوصول إليه.
وليس يخلو الحافظ لها من أن يكون جميع الاُمة أو بعضها.
وليس يجوز أن يكون الحافظ لها الاُمة، لأنّ الاُمة يجوز عليها السّهو والنسيان وارتكاب الفساد والعدول عمّا علمته.
إذن، لابدّ لها من حافظ معصوم يؤمن من جهته التغيير والتبديل والسهو، ليتمكّن المكلّفون من المصير إلى قوله(1).
(1) تلخيص الشافي 1 / 133، شرح التجريد: 285.