رسول اللّه: من عادى عماراً عاداه اللّه
إذا عرفت ذلك وأحطت خبراً بصنيع عثمان، فلنورد طرفاً من الأحاديث الواردة في ذم بغض عمّار رضي اللّه عنه:
قال ابن عبد البر: «ومن حديث خالد بن الوليد: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من أبغض عماراً أبغضه اللّه تعالى. قال خالد: فما زلت أحبّه من يومئذ»(1).
وقال الحافظ ابن حجر: «عن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمّار كلام فأغلظت له، فشكاني إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فجاء خالد فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأسه فقال: من عادى عمّاراً عاداه اللّه ومن أبغض عماراً أبغضه اللّه»(2).
وفي أسد الغابة عن أحمد بن حنبل والمشكاة والمرقاة واللّفظ للأول: «عن علقمة عن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له في القول، فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فجاء خالد وهو يشكوه إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: فجعل يغلظ له ولا يزيده إلا غلظة والنبي ساكت لا يتكلّم، فبكى عمار فقال: يا رسول اللّه ألا تراه؟ فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأسه وقال: من عادى عمّاراً عاداه اللّه ومن أبغض عمّاراً أبغضه اللّه.
قال خالد: فخرجت، فما كان شيء أحبّ إليّ من رضى عمار، فلقيته فرضي»(3).
وروى المتقي الهندي: «كف يا خالد عن عمار، فإنه من يبغض عماراً يبغضه اللّه ومن يلعن عماراً يلعنه اللّه. ابن عساكر عن ابن عباس.
من يحقّر عمّاراً يحقّره اللّه، ومن يسبّ عمّاراً يسبّه اللّه، ومن يبغض عماراً يبغضه اللّه. ع. وابن قانع. طب. ض عن خالد بن الوليد.
يا خالد: لا تسبّ عماراً، إنه من يعادي عمّاراً يعاديه اللّه، ومن يبغض عمّاراً يبغضه اللّه، ومن يسبّ عماراً يسبه اللّه ومن يسفّه عماراً يسفهه اللّه، ومن يحقّر عماراً يحقره اللّه. ظ وسمويه، طب. ك. عن خالد بن الوليد»(4).
وقال نور الدين الحلبي: «وفي الحديث: من عادى عماراً عاداه اللّه ومن أبغض عمّاراً أبغضه اللّه. عمار يزول مع الحق حيث يزول. ]عمار[ خلط الإيمان بلحمه ودمه. عمّار ما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما. وجاء: إن عماراً دخل على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: مرحباً بالطيّب المطيب، إن عمّار بن ياسر حشي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنه إيماناً، وفي رواية: إن عماراً ملىء إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الايمان بلحمه ودمه. وتخاصم عمار مع خالد بن الوليد في سرية كان فيها خالدٌ أميراً، فلما جاءا إليه صلّى اللّه عليه وسلّم استبّا عنده، فقال خالد: يا رسول اللّه أيسرّك أن هذا العبد الأجدع يشتمني؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا خالد، لا تسبّ عماراً، فإن من سبّ عمّاراً فقد سبّ اللّه، ومن أبغض عماراً أبغضه اللّه، ومن لعن عماراً لعنه اللّه، ثم إن عماراً قام مغضباً، فقام خالد فتبعه حتى أخذ بثوبه واعتذر إليه فرضي عنه»(5).
(1) الإستيعاب 3 / 1138.
(2) الإصابة 4 / 474.
(3) اُسد الغابة 4 / 45، مشكاة المصابيح 5 / 641 هامش المرقاة.
(4) كنز العمال 13 / 533 و 534.
(5) السيرة الحلبية 2 / 265.