ومنهم: عبد اللّه بن عمر، أخرج الترمذي: «إن عبد اللّه بن عمر سئل عن متعة الحج. قال: هي حلال. فقال له السائل: إن أباك قد نهى عنها. فقال: أرأيت إن كان أبي نهى عنها وصنعها رسول اللّه، أأمر أبي نتّبع أم أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله؟ فقال الرجل: بل أمر رسول اللّه. قال: لقد صنعها رسول اللّه»(1).
فظهر أنه لم يكن الذي كان من عمر «قولاً خالفه فيه غيره من الصّحابة والتابعين» بل كان حكماً على خلاف القرآن والسنة النبوية، ولم يكن مجرّد حكم بل هدّد بالعقاب والضرب والرّجم لمن فعله، مع اعترافه بأن ما أتى به برأيه مخالف لمحكم التنزيل وما أمر به الرسول وصنعه.
ثم إن عثمان ومعاوية مشيا على بدعته تلك، وزادا في التشدّد على من لم يطع، حتى أصبح عمران بن حصين وأمثاله يكتمون السنة النبويّة الشريفة خوفاً من السّلطة الحاكمة.
(1) صحيح الترمذي 2 / 159.