هذا، ولم يناقش أحدٌ في ثبوت الخبر، حتى ابن تيمية الذي طالما يكابر في الثوابت. ولتوضيح أن هذه فضيلة كبيرة من خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ننقل بعض النصوص:
قال عبد اللّه بن عمر: «لقد كان لعلي ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحبَّ إليَّ من حمر النعم: تزويجه فاطمة وإعطاؤه الراية يوم خيبر وآية النجوى»(1).
وهل أصرح من هذا الكلام في الدلالة على الفضيلة والكمال لأمير المؤمنين ما لم يثبت لغيره؟
قال ابن روزبهان: «هذا من روايات أهل السنة، وإن آية النجوى لم يعمل بها إلاّ علي، ولا كلام في أن هذا من فضائله التي عجزت الألسن عن الإحاطة بها».
وهذا إقرارٌ من متعصب عنيد من علماء القوم!
وقال الخازن: «فإن قلت: في هذه الآية منقبة عظيمة لعلي بن أبي طالب، إذ لم يعمل بها أحدٌ غيره. قلت: هو كما قلت، وليس فيها طعن على غيره من الصحابة…».
(1) تفسير القرطبي 17 / 302، الكشاف 4 / 76، تفسير الثعلبي 9 / 262.