ما فعله خالد بأهل اليمامة و هم مسلمون
قال قدس سره: ولما قبض النبي صلّى اللّه عليه وآله وأنفذه أبو بكر لقتال أهل اليمامة، قتل منهم ألفاً ومائتي نفس مع تظاهرهم بالإسلام!
الشرح:
جاء التصريح بذلك في كتاب كتبه أبو بكر إلى خالد بن الوليد، رواه المؤرخون، فروى الطبري بإسناده عن ابن إسحاق قال:
«ثم إن خالداً قال لمجاعة(1): زوّجني ابنتك. فقال له مجاعة: مهلاً، إنك قاطع ظهري وظهرك معي عند صاحبك. قال: أيها الرجل زوّجني، فزوّجه. فبلغ ذلك أبا بكر فكتب إليه كتاباً يقطر الدم: لعمري يا ابن أم خالد، إنك لفارغ تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجف بعد! قال: فلمّا نظر خالد في الكتاب جعل يقول: هذا عمل الأعيسر ـ يعني عمر بن الخطاب»(2).
فما ذكر العلاّمة رحمه اللّه موجود في كتب القوم ورواياتهم.
لكن ابن تيمية يقول: «اللّه أكبر على هؤلاء المرتدّين المفترين أتباع المرتدّين، الذين برزوا بمعاداة اللّه ورسوله وكتابه ودينه، ومرقوا من الإسلام ونبذوه وراء ظهورهم، وشاقّوا اللّه ورسوله وعباده المؤمنين، وتولّوا أهل الردّة والشقاق. فإن هذا الفصل وأمثاله من كلامهم يحقق أن هؤلاء القوم المتعصبين على الصدّيق رضي اللّه عنه وحزبه من جنس المرتدّين الكفار، كالمرتدّين الذين قاتلهم الصدّيق رضي اللّه عنه…»(3).
فاقرأ واحكم، من الكذاب المفتري؟ ومن المارق عن الإسلام، النابذ له وراء ظهره؟ المشاقق للّه والرسول؟ أترى أن الحق يضيع والحقائق تتبدّل بمثل هذه الكلمات؟
(1) وهو: مجاعة بن مرارة بن سلمى، كان من رؤساء بني حنيفة، أسلم ووفد، وأعطاه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أرضاً باليمامة، وكان ممن أسر يوم اليمامة، وقد تزوّج خالد بنته في ذلك الوقت. وذكر المرزباني أنه عاش إلى عهد معاوية. الإصابة 3 / 362.
(2) تاريخ الطبري 3 / 300.
(3) منهاج السنّة 4 / 490.