وأيضاً، كان أبو بكر متّهماً عند أمير المؤمنين عليه السلام وأم أيمن، حيث شهدا بكون الحق مع فاطمة عليها السلام.
وكذا عنده وعند العباس باعتراف عمر بن الخطاب، كما في حديث أخرجه مسلم عن مالك بن أوس قال قال عمر لهما: «لمّا توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال أبو بكر: أنا وليّ رسول اللّه، فجئتما أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها. فقال أبو بكر: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لا نورث ما تركناه صدقة، فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، واللّه يعلم أنه لصادق بارّ راشد تابع للحق. ثم توفي أبو بكر فقلت: أنا وليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ووليّ أبي بكر، فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً»(1).
وفي آخر أخرجه أحمد والبزّار وقال: حسن الإسناد، عن ابن عباس قال: «لمّا قبض رسول اللّه واستخلف أبو بكر، خاصم العباس عليّاً في أشياء تركها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله. فقال أبو بكر: شيء تركه رسول اللّه فلم يحرّكه فلا أحرّكه، فلمّا استخلف عمر اختصما إليه، فقال: شيء لم يحرّكه أبو بكر فلا أحرّكه، فلما استخلف عثمان اختصما إليه، فسكت عثمان ونكس رأسه. قال ابن عباس: فخشيت أن يأخذه أبي، فضربت بيدي بين كتفي العباس، فقلت: يا أبت أقسمت عليك إلا سلّمته»(2).
(1) صحيح مسلم 5 / 152.
(2) كنز العمال 5 / 586 ـ 587.