كان أبو بكر في جيش اُسامة
قال قدس سره: وأمَّر أسامة على الجيش الذين فيهم أبو بكر وعمر، ومات ولم يعزله، ولم يسمّوه خليفة! ولما تولّى أبو بكر غضب أسامة وقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أمَّرني عليك فمن استخلفك علي؟ فمشى إليه هو وعمر حتى استرضياه، وكانا يسمّيانه مدّة حياتهما أميراً.
الشرح:
أمّا أنه صلّى اللّه عليه وآله أمّر أسامة على الجيش، ومات صلّى اللّه عليه وآله ولم يعزله عن إمارته، فهذا من ضروريات تاريخ صدر الإسلام، فَلِمَ لم يسموا من أمَّره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ومات وهو أمير (خليفة)؟
وأمّا كون أبي بكر وعمر في الجيش الذين أمّر عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أسامة، فقد أنكره ابن تيمية بقوله:
«وأمّا قوله: أنه أمّر أسامة رضي اللّه عنه على الجيش الذين فيهم أبو بكر وعمر، فمن الكذب الذي يعرفه من له أدنى معرفة بالحديث، فإن أبا بكر لم يكن في ذلك الجيش، بل كان النبي قد استخلفه من حين مرض إلى أن مات، وأسامة قد روي أنه قد عقد له الراية قبل مرضه، ثم لمّا مرض أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس، فصلّى بهم إلى أن مات النبي. فلو قدّر أنه أمر بالخروج مع أسامة قبل المرض لكان أمره له بالصّلاة تلك المدة ـ مع إذنه لأسامة أن يسافر في مرضه ـ موجباً نسخ إمرة أسامة عنه، فكيف إذا لم يؤمّر عليه أسامة بحال»(1).
(1) منهاج السنّة 4 / 276 ـ 277.
Menu